على البحرين التخلص من عقدها الانتقامية بحق الخواجة ومراجعة مشاعر الكراهية التي تكبلها! وكالة أنباء
المنامة
يشكل اسم الرمز السياسي عبدالهادي الخواجة هاجسا لدى الحكومة الخليفية، إذ يعد كصداع مزمن تعاني منه منذ العام 2011. وبسبب عقدها الانتقامية المجبولة في عروقها، تصر السلطات على بقاء الخواجة في سجنه. ويعد عبدالهادي الخواجة كواحد من أبرز نشطاء حقوق الانسان في منطقة الخليج، إضافة الى حمله الجنسية الدنماركية الى جانب جنسيته البحرانية، مما أتاح له الحصول على اهتمام سياسي وحقوقي واعلامي كبير.
وقالت رابطة الصحافة البحرانية، الاربعاء 10 مايو، أنه ورغم التوقعات بأن السلطة ستفرج عن الخواجة تحت اي عنوان الا أنها لم تفعل. واضافت انه لا مفر من روح الانتقام التي تسيطر على ذهنية شبه الرجال في البحرين حين يتعلق الموضوع بالرمز عبدالهادي الخواجة تحديداً.
واشارت الرابطة أن الخواجة امتلك دورا بارزا خلال احتجاجات فبراير 2011، حيث عد من أهم القادة الميدانيين، ومع إعلان حالة الطوارئ خلال مارس 2011 لم تكتفي السلطات الخليفية باعتقال الخواجة وإحالته للمحاكمة، بل وثق تقرير اللجنة الملكية البحرانية المستقلة لتقصي الحقائق “تقرير بسيوني” تعرض عبدالهادي الخواجة إلى التعذيب بشكل متوحش، تعرض إلى كسر في فكّه وللضرب المتكرر والإهانة.
وبعدها فرغت السلطة القضائية حقدها على الخواجة بالسجن ورفاقه بحكم بالسجن مدى الحياة. ونددت الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى جانب المنظمات الحقوقية الرائدة باعتقال الخواجة وطالبت بالإفراج عنه، لكن حكومة الخليفية لم تلتفت لتلك المطالب.
وقام الخواجة بتنفيذ إضراباً عن الطعام كاد أن يودي بحياته، وتسبب في إحراج كبير للحكومة. من داخل السجن، نجح الخواجة في لفت نظر العالم مجدداً إلى البحرين وملفها الحقوقي، وتسبب مجدداً بصداع جديد لها. وشكّل إضرابه عن الطعام مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية التي باتت تراقب وضعه الصحي بشكل يومي، وباتت تغطياتها اليومية عامل ضغط كبير على حكومة البحرين، كما أدت إلى الضغط على حكومة الدنمارك، فقامت هي الأخرى بالتحرك بقوة من أجل إنقاذ الخواجة والإفراج عنه بتسوية مع البحرين. التدخلات الدولية استطاعت تخفيف وطأة الظروف القاسية والحالة الانتقامية للخواجة وهو يقضي حكمه بالسجن مدى الحياة لكنها لم تنجح في تحريره منه.
وأكدت الرابطة ان المنظمات الحقوقية لا تزال وفية للخواجة حيث تعاود فتح ملف البحرين الحقوقي عبر التركيز على الانتهاكات القديمة والمستجدة، في أي فرصة تتاح لها، فتنظم حملاتها الاعلامية، ما يفتح شهية وسائل الإعلام للحديث عن ملف البحرين والحث على الضغط على الحكومة الخليفية من أجل إجراء إصلاحات حقيقية ذات مغزى.
وذكرت انه وقبل أسابيع استضافت البحرين مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، وبدلاً من أن يساهم تنظيم المؤتمرات والفعاليات الدولية في تحسين صورة البحرين، أصبح هذا المؤتمر فرصة جديدة لظهور عبدالهادي الخواجة مجددًا، حين طالب الوفدين الدنماركي والنرويجي بالإفراج عنه. حاول عضو مجلس الشورى المُعين، جمال فخرو، الدفاع عن موقف حكومته لكنه لم يستطع اقناع أحد، حيث تناقلت وسائل الإعلام مقاطع الفيديو الخاصة بالوفدين الدنماركي والنرويجي، وفتح ملف البحرين الحقوقي مجدداً.
وأكدت رابطة الصحافة أن قضية الخواجة لا تزال تصدح أرجاء المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، حيث تطالب بإطلاق سراحه دون اي قيد او شرط.
المصدر: البحرين اليوم