عندما يسبق فكر علماء المسيحية واليهودية والإسلام بالعربية “التعدد الأوروبي”
يقف كتاب جديد على “التقابل بين غرب مسيحي متجانس في مجمله من حيث الدين والعرق واللون، عدا أقليات يهودية وشرق عربي وغرب إسلامي شديدَي التنوع”، وينبه إلى الحاجة التاريخية إلى “الإقرار بأن التعدد في الحضارة العربية الإسلامية هو جزء منها، وليس طارئا عليها مثلما هو الحال الآن في أوروبا بسبب الهجرة أو غير ذلك من الأسباب الأخرى”.
جاء هذا في كتاب بعنوان “الإسلام والأديان الأخرى، مركزية الإنسان وسيادة ثقافة السلم”، من المرتقب أن يحضر في معرض الكتاب بالرباط، بعدما أعده الأكاديمي المغربي سعيد كفايتي، وأصدرته دار النشر “خطوط وظلال للنشر والتوزيع” بالأردن.
ووفق ورقته التقديمية، فإن أهمية الكتاب الجديد تكمن في “العودة إلى الإنتاج الفكري والعقدي لعلماء المسيحية واليهودية الذين تبنوا في وقت مبكر اللغة العربية”.
هذا “التراث الغني” الذي خلّفه هؤلاء العلماء “نحن أحق من غيرنا بدراسته”، بالنسبة للأكاديمي المغربي، وينبغي “التعريف به”؛ لأنه “يُقدم صورة حقيقية عن التسامح الديني والتعايش السلمي وقبول الآخر”.
وحسب المصدر ذاته فإن مقالات المؤلف تبرز علاقة الإسلام بالأديان الأخرى، خاصة اليهودية والمسيحية، “بدءا من تلقي النصوص الدينية (الكتاب المقدس)، مرورا بتفاعله معها، وانتهاء بفتح جسور الحوار الذي سيثمر علم مقارنة الأديان”.
هذا “العلم القديم الجديد” أسهم في وضع حجره الأساس علماء مسلمون ومسيحيون ويهود، من قبيل سعيد بن يوسف الفيومي، وموسى بن ميمون، وأبراهام بن عزرا، ويوحنا الدمشقي، وثيودور أبي قرة، وعمار البصري، وبولس الأنطاكي، وابن حزم، وشهاب الدين القرافي، وابن أبي طالب الدمشقي، وابن تيمية وغيرهم.
هؤلاء الأعلام “يختلفون في معتقداتهم الدينية، لكن يشتركون في انتمائهم إلى الحضارة العربية الإسلامية”، نقلا عن المصدر ذاته.
والأكاديمي سعيد كفايتي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وهو أستاذ اللغة العبرية وآدابها، وترأس فريق البحث في علم مقارنة الأديان بالكلية نفسها، وكان مشرفا على إعداد “موسوعة الديانات السماوية”.
المصدر: هسبريس