افتتاح “قنصلية الداخلة” .. “الحلقة المفقودة” في العلاقات المغربية الأمريكية
لا يزال مصير القنصلية الأمريكية بالداخلة “مجهولا”؛ فعلى الرغم من تدشين ممثلية دبلوماسية بالمدينة الجنوبية للمملكة، فإن الموقف الأمريكي يظل “غامضا” من فتح القنصلية، كما وعد بذلك الرئيس السابق دونالد ترامب.
وحتى الممثلية الدبلوماسية التي دشنها دافيد فيشر، السفير الأمريكي السابق، في زيارة تاريخية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، لا وجود لمعطيات حولها أو عدد ممثليها أو حتى أدوارها في المنطقة.
وفي هذا الإطار، انتقد الكاتب المغربي عبد الصمد بلكبير، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تردد الموقف الأمريكي، قائلا: “نلاحظ أن موقف الإدارة الأمريكية من قضية الصحراء لا يزال يراوح مكانه ولم يرقَ إلى ما كانت تأمله الرباط، فعلى الرغم من انخراط المملكة في اتفاقات أبراهام فإن قنصلية الداخلة التي وعدت بها سابقا لم ترَ النور بعد”.
من جانبه، قال محمد شقير، المحلل السياسي الاستراتيجي، إن “الإدارة الحالية تختلف أولوياتها عن الإدارة السابقة؛ الأمر الذي يجعلها لا تعطي أولويات كبرى للقنصلية بالداخلة، خاصة أنها تحاول الموازنة في مصالحها بين الرباط والجزائر”.
واعتبر شقير، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إدارة بايدن نجحت في الحفاظ على الوعد الأهم الذي أطلقه ترامب، وهو استمرار الاعتراف الأمريكي بقضية الصحراء؛ وهو معطى يجسد بشكل واضح سعي البيت الأبيض إلى إبقاء العلاقات التاريخية مع الرباط في مستويات متقدمة”.
وأوضح المحلل السياسي الاستراتيجي أن “الدبلوماسية المغربية تمتلك عديدا من أوراق الضغط التي يمكنها أن تعجل ببروز الموقف الأمريكي من حيث رغبتها في فتح القنصلية بالداخلة أم لا”، لا فتا إلى أن “من هاته الأوراق الشراكة الاستراتيجية التي أكدتها واشنطن في خطابها الدبلوماسي مع الرباط، والتي تخللتها زيارات على أعلى المستوى للمسؤولين الأمريكيين، إلى جانب ضرورة استغلال المغرب لـ “اللوبيات” اليهودية بأمريكا من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية في فتحها لقنصلية بالداخلة”.
“الحرب الأوكرانية الروسية تعتبر أيضا ورقة مهمة لتشكيل ضغط على بايدن” تابع شقير، الذي أردف أن “المغرب لم يوظف هاته الورقة بالشكل المطلوب، فقد استغلها في البداية، باعتباره حليفا مهما يقف أمام استغلال روسيا للأراضي الأوكرانية، لكن تراجع الصوت الأمريكي دفعه إلى الحفاظ على العلاقات مع موسكو”.
وشدد المصرح لهسبريس على أن “أمريكا تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا في منطقة هشة ومليئة بالتهديدات، ويمكن للمملكة أن تستغل هذا الوضع من أجل إقناع واشنطن بالخروج بموقفها من قنصلية الداخلة، خاصة أن مبرر واشنطن في الحفاظ على مصالحها مع الجزائر بدأ يتصدع مع دور قصر المرادية في التمهيد للتوغل الإيراني وتعزيز التقارب مع روسيا بشكل يهدد مصالح الغرب”.
وخلص المحلل السياسي الاستراتيجي عينه إلى أن “الظروف الدولية والإقليمية الحالية تدعو أمريكا إلى إكمال خطواتها في قضية الصحراء، بشكل يخدم السلم والأمن العالميين”.
المصدر: هسبريس