السودان: حرب الجنرالات تغتال أحلام الأطفال في «الأبيض»
لازالت حرب جنرالات السودان، تواصل حصد الأرواح البريئة لا تفرق بين عسكري ومدني، واغتالت أحلام الأطفال من الخرطوم إلى الأبيض في شمال كردفان والتي شهدت مواجهات عنيفة وسط المدينة.
التغيير الأبيض: فتح الرحمن حمودة
خميس ثانٍ دموي عاشته مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان وسط السودان بطله عنف السلاح بين قوات الجيش والدعم السريع والحصيلة مصرع «12» شخصاً من بينهم «7» أطفال دون سن العاشرة وعشرات الجرحى والمصابين.
ويدور قتال عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، بالعاصمة الخرطوم وعدة مدن أخرى، خلّف مئات الضحايا وآلاف الجرحى ودماراً كبيراً في البنية التحتية، بالإضافة إلى نزوح ولجوء عشرات الآلاف داخلياً وخارجياً مفاقمةً الظروف الاقتصادية في البلاد.
وأشرقت شمس مدينة الأبيض صباح الخميس الرابع من مايو الحالي، مرة أخرى على أصوات الأسلحة الثقيلة تتعالى وسط هلع وخوف المواطنين الذين غابت الطمأنينة عن نفوسهم وفروا هاربين من وسط المدينة نحو منازلهم وأماكن أخرى لاتخاذ الاحتياطات الأمنية والحذر إلا أن الموت كان يلاحق الجميع.
وكانت الأبيض شهدت يوم الخميس 20 ابريل اشتباكات عنيفة بين طرفي القتال في وسط المدينة استغرقت أكثر من ساعة من القصف الوحشي والقنص والقذائف المدمرة نتج عنها مقتل أكثر من خمسين مدنياً.
قتلى ومصابين
واختلفت الشهادات بشأن بداية الاشتباكات بين طرفي القتال فكل شاهد يروي ما رأته عيناه، وقال بعض المواطنين إن الجيش كان قد تحدث عن احتمالية حدوث اشتباكات وأمراء الجميع بإخلاء «السوق الكبير» للمدينة، بينما أفا آخرون بأن قوات الدعم السريع بدأت بالدخول من الاتجاه الجنوبي والغربي للمدينة، لكن الجميع اتفقوا على أن الاشتباكات بدأت من غربي المدينة حتى وصلت إلى وسطها.
وحسب الإفادات بدأت الاشتباكات منذ الصباح الباكر وكان لا شئ يعلو سوى أصوات الرصاص والأسلحة الثقيلة ثم توقفت قليلاً وكأنها كانت هدنة لترتيب العودة من جديد، لتستمر من الظهيرة وحتى مساء الخميس، ليبدأ ظهور ملامح حصاد الرصاص والحرب بدخول عدد من الجرحى والمصابين من المدنيبن نحو مستشفى الطوارئ والإصابات، وكان الأطفال من أوائل الذين ارتقت أرواحهم دون ذنب.
أطفال كانوا يلهون ويمرحون أمام منازلهم كالعادة تعلو ملامحهم الطفولة والبراءة والأمل والنفس البيضاء كذا الحليب، لكن حرب الجنرالات ذهبت بتلك النفوس البريئة والحب والمودة إلى عالم آخر، فرحلوا حاملين معهم طموحاتهم الصغيرة.
ووأدت اشتباكات الخميس في الأبيض، أحلام سبعة أطفال عندما طارت نيران الأسلحة الثقيلة باتجاه منازل المدنيين «ضرب طائش» ومن بينها منازل هؤلاء الأطفال الذين أعدموا بدم بارد ضمن آخرين كانوا ضحايا تلك الاشتباكات في واحدة من أقسى انتهاكات الحرب العبثية التي ما زال يروح ضحيتها الكثير من المدنيين العزل.
وأثناء إسعاف الجرحى والمصابين بمستشفى الطوارئ والإصابات الواقع شرقي السوق الكبير بالأبيض كان قد انقطع التيار الكهربائي للمستشفى، وكل شئ، وتزايدت الحوجات إلى التبرع بالدم، وبات الأطباء والمتطوعين الذين ما زالوا يداومون داخل المستشفى منذ وقوع الأحداث وحتى الحين، باتوا حزينين ولا يدركون ماذا يفعلون لإنقاذ هؤلاء الضحايا؟، حتى عاد الأمل من جديد بعد عودة التيار الكهربائي واستجابة عدد من المواطنين الذين وصلوا للمستشفى من أجل التبرع بالدم بعد نداء استغاثة أطلقته مبادرة للشباب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، أعلنت أن تجدد الاشتباكات في الأُبيض الخميس أدى لسقوط «12» قتيلاً من بينهم «7» أطفال، وإصابة أكثر من «20» جريحاً.
المصدر: صحيفة التغيير