مؤتمر يناقش بمراكش أدوار “قادة الغد”
عقد الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، السبت بمراكش، أشغال مؤتمره الذي رام بحث السبل الكفيلة بتعزيز التواصل والتشبيك بين الشباب الذين يعتبرون قادة الغد.
وشكل المؤتمر، المنظم بشراكة مع منظمة الشبيبة الاستقلالية، أمثل فضاء لإبراز الأدوار التي تضطلع بها الهيئات الحزبية والهياكل الموازية، على غرار الشبيبات وعوائدها فيما يتصل بالارتقاء بالممارسة السياسية، والنهوض بالفعل الحزبي.
ورام المؤتمر تجسير الصلات بين شباب يمثلون القارات الخمس ونظرائهم بالمغرب، من خلال تبادل التجارب والأفكار لما يجب أن يكون عليه عالم اليوم، مع استلهام الممارسات الفضلى من كلا الجانبين، خدمة للأهداف التي كانت وراء تأسيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي.
وفي كلمة بالمناسبة، ذكّر رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، بالظرفية التي ينعقد فيها هذا المؤتمر، الذي سيفرز مخرجات من شأنها تعزيز الروابط بين مختلف الشبيبات بالعالم، مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي “يمثل كل الأحزاب الديمقراطية في العالم”.
ونوه ميارة باختيار مدينة مراكش لاحتضان هذا اللقاء من أجل “الحديث عن الشباب والديمقراطية، ولإبراز دور الرعيل الأول من الشباب المغربي في نيل الحرية والاستقلال”، مبرزا أدوار الشبيبات الحزبية، على غرار منظمة الشبيبة الاستقلالية، في تجويد الممارسة والمشاركة السياسيتين، وفي تحقيق الحرية والديمقراطية.
وفي هذا الاتجاه، استشهد رئيس مجلس المستشارين بدور الملكية في تطوير الديمقراطية وفي النهوض بأوضاع الشباب، مستعرضا الآليات المؤسساتية التي أقرتها الوثيقة الدستورية، والتي تروم تعزيز تمثيلية الشباب، من قبيل المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي كـ “مؤسسة قادرة على الاستجابة لمطامح الشباب المغربي، وفق ما ينص عليه الدستور”.
وأبرز أن حزب الاستقلال يولي أهمية فائقة للهياكل الموازية، من قبيل التنظيمات النسوية والشبابية، مؤكدا أن إشراك الشباب ورفع تمثيليتهم داخل الهيئات المنتخبة من شأنه ترسيخ الديمقراطية.
من جانبه، قال الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، عثمان الطرمونية، إن مؤتمر الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي ينعقد في “أحد أكبر العواصم التاريخية بالمملكة”، مضيفا أن الشبيبة الاستقلالية تعتبر أول منظمة عربية وإفريقية تحتضن هذا المؤتمر.
وكشف الطرمونية أن الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي تلتئم فيه الشبيبات الحزبية لأحزاب اليمين الوسط في العالم، البالغ عددها 127 شبيبة حزبية من 81 بلدا، مستعرضا كرونولوجيا إحداث هذه الهيئة التي تأسست بصيغتها الحالية سنة 1991.
وتابع أن منظمة الشبيبة الاستقلالية، التي التحقت بهذا الصرح الشبابي القوي سنة 2009، “فرضت نفسها بقوة في هذه الهيئة، ونظمت العديد من الملتقيات الدولية بتنسيق تام مع قيادة هذا الاتحاد، من قبيل منتدى الحرية في دورتي 2012 و2019 بكل من الرباط ومراكش”.
وأوضح أن اختيار المملكة لاستضافة هذا اللقاء يعد بمثابة “تقدير للمشاركة الفعالة للمنظمة في المنتدى القبلي، الذي احتضنته العاصمة الهندية نيودلهي خلال السنة الماضية بتزكية من المكتب التنفيذي للاتحاد”، كما يأتي بالنظر إلى المكانة المرموقة التي تحتلها المملكة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، والتي تكرس محورية الدبلوماسية الموازية، لاسيما الشبابية، مع العمل على تكثيف الحضور في الملتقيات والمحافل الدولية.
وأكد أن انتخاب قيادة ومكتب تنفيذي جديدين للاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، الذي ستتم تسميته “مكتب مراكش”، يعتبر “تشريفا آخر لبلادنا، التي راكمت منجزات مشهودة في مختلف المجالات”.
أما مايكل دوست، رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، فأوضح أن فترة جائحة “كورونا” كانت مناسبة سانحة لإعادة هيكلة الاتحاد، حتى يفعّل الأهداف التي كانت وراء تأسيسه، من قبيل تشبيك أوسع بين شباب العالم، وتحفيز التثاقف لبث الديمقراطية والقيم الإنسانية.
وفي هذا الاتجاه، استشهد دوست بمؤتمر ميامي حول الحرية ومؤتمر نيودلهي، اللذين شكلا مناسبتين للقاء والتواصل مع المسؤولين لبحث مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الشباب في العالم.
ونوه بالشراكة التي تصل الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي بحزب الاستقلال، من خلال منظمة الشبيبة الاستقلالية، مستعرضا الأنشطة التي نظمها بمعية مختلف الشركاء.
من جهتها، كشفت النائبة البرلمانية عن حزب الاستقلال، مروى الأنصاري، أن “هذا الانفتاح على العالم ليس مستجدا، بل من صميم توجه حزب الاستقلال”، مشيرة إلى أن مكتب الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي يضم ممثلين ينحدرون من القارات الخمس.
وأكدت الأنصاري، وهي أيضا نائبة رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، أن هذه الهيئة عملت على مدى عقود على إشاعة قيم التشاطر والتسامح والاحترام، إضافة إلى كرم الوفادة وحسن الترحاب، التي يتم تناقلها جيلا بعد جيل.
واستعرضت الأوراش الإصلاحية التي باشرتها المملكة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، على غرار صناعة السيارات، وصناعة الطيران، والاستثمار في الطاقات المتجددة، من قبيل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية.
وشكل اللقاء مناسبة لعرض شرائط مؤسساتية تسلط الضوء على المنجزات التي حققتها المملكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تعتبر ذات عوائد إيجابية، ومن شأنها إحداث قيمة مضافة عالية.
المصدر: هسبريس