هناك من يتعامل بانتقائية وتحريف مع خطب الملك لوقف مساعي تحقيق الحرية والعدل اليوم 24
قال عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، إن هناك مساع لتحريف كلام الملك لمحاولة عرقلة إصلاح القوانين المتعلقة بمدونة الأسرة والحريات الفردية، وذلك “لأهداف سياسية ومكاسب صغيرة حسب قوله”.
وجاء ذلك في محاضرة نظمتها الثلاثاء، مؤسسة الفقيه التطواني تحت عنوان “”لا أحل ما حرم الله ولا أحرم ما أحل الله”: بين الدلالة الشرعية والتوظيف الإيديولوجي”، حيث اعتبر وهبي أن هناك من يحمل هذا الشعار كحق يراد به باطل لوقف كل مساعي تحقيق الحرية والعدل والمساواة بين المواطنات والمواطنين، ورفع الظلم والحيف عن كل فئات المجتمع، والمساهمة في بناء دولة عصرية قوية.
وأكد وهبي حرصه على توسيع النقاش والتداول حول أهم قضايا وإشكاليات الحريات الفردية والجماعية ببلدنا، وقضايا الأسرة وقوانينها في صلتها بثوابت الأمة المغربية ومقومات شخصيتها الحضارية المتعددة الأصول والروافد. مشددا على ضرورة المراعاة والوعي بمقتضيات الواقع ومتغيراته، وما يفرضه من تحديات وإكراهات، لما فيه تحقيق الصالح العام، والمحافظة على السلم المدني والاجتماعي، وَالإِعْلاَءِ من قيم الحرية والعدالة والتقدم، في توازن يراعي الخصوصية التاريخية والحضارية، والتعاقد الشرعي والمدني بين الدولة ومواطنيها.
وأشار وهبي إلى أن الملك في خطابه بمناسبة عيد العرش لسنة 2022 واضح في أن أي عملية إصلاح أو تعديل تشريعي متعلق بالأسرة لا يمكن أن تتعارض مع هوية الدولة وثوابتها الدينية، وهو ما عبر عنه بالقول: “لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية”.
وأضاف وهبي بأنه وبالرغم من ذلك فقد “تم توظيف هذه المقولة المعبرة عن الالتزام بمبدأ الشرعية؛ توظيفات حرفتها عن روحها ومقاصدها ووظيفتها الأسمى في تأطير الاختلاف، ورفع الخلاف، تحقيقا لوحدة الأمة بمختلف مكوناتها؛ كفالة لحقوق أفرادها وضمانا لحرياتهم وكرامتهم”.
واعتبر وهبي أن الاحترام الواجب للملك “يقتضي منا كسياسيين، أو كمفكرين وحقوقيين، أو كفاعلين مدنيين وغيرهم، ألا نتعامل مع خطبه وتوجيهاته بنوع من الانتقائية السياسية، أو لتصفية حسابات سياسوية أو فكرية صغيرة”، وأضاف بأن الملك يخاطب الأمة بصفته أميرا للمؤمنين، وبذلك فخطبه وتوجيهاته تكمل بعضها البعض، وتسعى نحو الأفق والمطلق، وليس إلى الجزئيات؛ كما أن لخطب الملوك دلالات كلية لما يأمرون به، لذلك لا تقحم خطبهم وتوجيهاتهم ضمن تلك المنازعات الضيقة التي يسعى إليها الذين لا تهمهم سوى المكاسب السياسية الصغيرة”، يقول وهبي.
وشدد وهبي على أن الإجماع حول الملك يقتضي (منا) كثيرا من الاحترام والتواضع، والترفع عن التوظيف والاستغلال المقيت لبعض الكلمات لتحقيق انتصارات وهمية، لأن الإجماع الذي حول جلالته يجعل المغاربة يتفهمون مقاصده وأهدافه ولا يمكن أن يزايد عليهم أو يغلطهم أي كان.