ضرورة تأسيس مظلة قومية جامعة لإيقاف الحرب
صلاح شعيب
أولم يحن الوقت لإصدار بيان موحد من القوى السياسية التي ساهمت في إسقاط نظام الحركة الإسلامية، ومنظمات المجتمع المدني المركزية، بحيث أن تدعو فيه إلى إيقاف الحرب التي قد تفتح أبواب الفوضى الشاملة في مقبل الأيام أن لم يتوقف هدير المدافع، والصواريخ، على جموع شعبنا المحاصرة بالآلات الحربية للطرفين؟
أوليس هذا هو أنسب وقت ليعلن كل المؤمنين بالديمقراطية في ظل دولة وطنية تناسي خلافاتهم الماضية بعد ثورة ديسمبر العظيمة، والسعي لتوحيد السودانيين، والعمل من ثم على استعادة المسار الديمقراطي كحل وحيد للحفاظ على وحدة السودان، واستقراره، وأمنه، وحماية مواطنيه؟
وفي وقت يخيم فيه شبه كوارث إنسانية، ومعيشية، غير مسبوقة في تاريخ بلادنا الحديث هل نلوذ جميعا لتتبع الأخبار المؤسفة فقط دون أن تكون هناك مظلة سياسية قومية تجمعنا على تفعيل صوت العقل، والحكمة، وخلق رأي عام موحد نستعصم به للعودة إلى أجواء السلم كافة، وصيانة الوحدة الوطنية؟
إذا لم يخرج القادة السياسيون الآن وحده للجهر بموقفهم متحدين ضد الأطراف المتنازعة لإيقاف هذا الدمار الذي تدفع البلاد جميعها ثمنه فمتى يا ترى؟.
شعبنا الذي أنجز ثلاث ثورات عظيمة للحرية، والكرامة، يستحق أن تتحلى قياداته السياسية بالفكر القومي، وتتخلى عن ثأراتها التاريخية لتقدم مصلحة البلاد الاستراتيجية أكثر من المصالح الاستراتيجية للكيانات الحزبية.
إن الخاسر في هذه الحرب اللعينة التي دبرتها جهات معلومة ليس فقط جنود الجيش، أو الدعم السريع، وحدهم، وإنما كل السودانيين الذين يتعرضون الآن لاختبار حقيقي للحفاظ على الوطن.
أخرجوا يا قادتنا السياسيين متحدين لخلق جبهة وطنية عريضة لبناء قاعدة موحدة ضد الحرب، فبياناتكم الفردية وحدها لن تسهم في نزع فتيل الأزمة التي هي اكبر من تعالج شيئا في ظل غياب مظلة قومية صلبة، تفرض نفسها كإطار لوحدة كل المنادين بتأسيس الدولة الوطنية التي تحفظ مصالح شعبنا كله.
هل يتعقل قادتنا السياسيين مخاطر غياب المظلة السياسية القومية الجامعة وسط هذا التشظي في وحدة المؤمنين بالديمقراطيين الآن، وهل هناك إمكانية لانتهاز الفرصة بشجاعة، وحلم، ووطنية، لبناء تحالف عريض يهدف أولاً للضغط على الطرفين لإنهاء مغامراتهم الكئيبة لحيازة السلطة، والثروة، والنفوذ على حساب جماجم شعبنا؟
بلا سذاجة نتمنى وجود حلف الحد الأدنى لخلق راي قومي موحد لإيقاف الحرب كأولوية استراتيجية قصوى تمهد المجال للحفاظ على الوطن قبل أي شي آخر.
فصوت العقل حاضراً يجب أن يكون أمضى من فداحة الجهل بالمستقبل.
المصدر: صحيفة التغيير