مشروع “بوتاس” يقترب من الموافقة البيئية
يقترب مشروع إنتاج “البوتاس” بإقليم الخميسات، الذي تشرف عليه الشركة البريطانية “إيمرسون”، من الحصول على الموافقة البيئية، وهي مرحلة حاسمة في تطبيق المشروع على أرض الواقع.
يتوقف الترخيص لكل مشروع خاضع لدراسة التأثير على البيئة على قرار الموافقة البيئية الذي يمنح من طرف مصالح وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وفقا للقانون 0312 المتعلق بدراسات التأثير على البيئة.
“البوتاس” هو سماد يستخدم لزيادة غلة المحاصيل وتحسين جودة النباتات، ويعتبر أساسيا في ضمان الأمن الغذائي، من خلال تحسين جودة الإنتاج وزيادة امتصاص النيتروجين وكفاءة استخدام المياه.
حقل البوتاس الذي تم اكتشافه في إقليم الخميسات، يقدر مخزونه بحوالي 537 مليون طن، وتتوقع شركة “إيمرسون” أن يزيد الطلب على هذه المادة في السنوات المقبلة، وتكمن مميزات المغرب في قربه من أوروبا، كما أن عملية التنقيب زهيدة الثمن، نظراً لأن هذه المادة غير عميقة جدا ويسهل استخراجها.
خلال الأسبوع الجاري، أعلنت الشركة عن تطورات المشروع بالإشارة إلى استمرار المناقشات الإيجابية لاعتماد تدبير أمثل للمياه قبل الحصول على الموافقة النهائية، حيث سيتم إمداد المياه للمشروع من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالخميسات بدلاً من اعتماد الخزانات، واعتماد التكديس الجاف للمخلفات كحل أنسب من الناحية البيئية.
كما أشارت الشركة إلى أن مسارات العمل التقني التي تسبق البناء حققت تقدما كبيرا خلال الربع الأول من العام الجاري، بما في ذلك الهندسة الأساسية.
وضمن المعطيات، كشفت الشركة عن تعيين بنوك عالمية ومغربية بداية العام الجاري كمنظمين رئيسيين لتنسيق وتمويل الديون للمشروع، مع توقعات باستمرار أسعار البوتاس أعلى بكثير في السوق الدولي، لتظل الآفاق طويلة الأمد تنافسية.
يتعلق الأمر بالمجموعة المصرفية الهولندية “ING Bank”، إلى جانب البنك الشعبي المركزي وبنك إفريقيا من المغرب، ناهيك عن مؤسسة تمويل الصادرات في المملكة المتحدة التي تقود حصة قروض للتصدير بنحو 230 مليون دولار.
مرحلة البناء
قال غراهام كلارك، الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية “إيمرسون”، في تصريح صحافي: “لقد أنجزنا الكثير من العمل خلال 2022 والربع الأول من عام 2023، ونقترب أكثر من الحصول على الموافقة البيئية لمشروعنا”.
وأشار كلارك إلى أن “الجهود ما زالت متواصلة لإنهاء البنود المعلقة المتبقية مع السلطات المعنية في المغرب قبل منحنا تقييم الأثر البيئي، وسنستخدم في هذا الصدد مياها تم تدويرها من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالخميسات، ناهيك عن معالجة المخلفات الجافة”.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة أن الأولوية المطلقة هي الانتهاء من الإجراءات المطلوبة مع السلطات المغربية في أقرب وقت ممكن، بهدف المرور إلى مرحلة البناء خلال العام الجاري.
وبحسب “إيمرسون”، فإن أهمية البوتاس كسماد لتحسين الغلة وتعزيز مقاومة المحاصيل للجفاف تبرز أكثر مع أزمة الأمن الغذائي على المستوى العالمي حاليا، وقد تسببت الحرب في أوكرانيا في اضطراب كبير في إمدادات البوتاس العام الماضي، حيث يأتي ما يقرب من 40 في المائة من إنتاج العالم من هذه المادة من روسيا وبيلاروسيا.
ونتيجة للسياق الذي عرفه العالم العام الماضي، قفز سعر البوتاس أربعة أضعاف، ولذلك أصبحت الأسمدة باهظة الثمن بالنسبة للعديد من المزارعين الذين اضطروا لتقليل استخدامها، وهو ما نتج عنه وفرة أقل من الحبوب والأرز.
وبالنسبة لمشروع الخميسات، تؤكد الشركة على عدد من المميزات، أبرزها البعد فقط بـ181 كيلومترا من ميناء الدار البيضاء الأقرب إلى أسواق أمريكا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا.
وذكرت الشركة أن المغرب يعتبر مركزا رئيسيا للأسمدة باعتباره ثاني أكبر منتج للفوسفاط في العالم، بحيازته 70 في المائة من الاحتياطيات العالمية.
ويستخدم الفوسفاط في إنتاج أسمدة “NPK” عن طريق مزجها مع النيتروجين والبوتاس المستورد، ولذلك سيكون مشروع الخميسات عاملا أساسيا في الكف عن الاستيراد، وبالتالي تعزيز الكفاية.
المصدر: هسبريس