اخبار

السودان: قتلى وجرحى في الاشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع”

قتل 25 شخصا وأصيب 183 آخرين، على الأقل، بينهم مصابون بحالات خطيرة إثر المعارك المندلعة منذ صباح السبت بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق الذي بات ألد أعدائه محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

وجاءت الحصيلة وفق لجنة أطباء السودان المركزية، التي دعت جميع الأطراف إلى تحكيم صوت العقل ووضع السلاح جانبا ومراعاة الظروف التي تمر بها البلاد.

وذكرت مصادر طبية، في وقت سابق، أن أكثر من 80 إصابة وصلت إلى 3 مستشفيات في مدينة الخرطوم بحري بينها إصابات خطيرة.

وقالت نقابة الأطباء في بيان على “فيسبوك” إنه “قتل شخصان في مطار الخرطوم” وقتل شخص آخر في الأبيض (بشمال كردفان في وسط السودان). وأضافت النقابة أن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا من بينهم ضابط في الجيش في أم درمان.

ودعت مصر والسعودية إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية، الأحد، لبحث الوضع في السودان.

الجيش السوداني: لا حوار قبل حل “مليشيا حميدتي”

ذكر الجيش السوداني في بيان مقتضب، مساء السبت، أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت قوات الدعم السريع”، واصفا إياها بأنها “مليشيا حميدتي”.

وفي بيان منفصل، دعا الجيش المواطنين إلى “المحافظة على أمنهم وعدم الاشتباك مع قوات الدعم السريع”.

وأكد أن “القوات المسلحة قادرة على الحسم السريع ولكنها تعمل على أمنكم من العمليات القتالية”.

وأشار الجيش السوداني إلى أن “سلاح المهندسين بمنطقة أم درمان تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية ولا صحة لادعاءات القوات المتمردة، وقواتكم (الجيش) في طريقها إلى حسم التمرد”.

وجاء نفي الجيش بعد إعلان قوات الدعم السريع أنه تمت السيطرة على سلاح المهندسين في أم درمان.

حميدتي: “المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة”

أكد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أنه من الصعب تحديد موعد انتهاء “المعركة” بين قواته والجيش السوداني.

وقال حميدتي إنه لا يمكنه تحديد موعد انتهاء الاشتباكات العنيفة الدائرة حاليا بين قواته والجيش، مستدركا بالقول إن “المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة”.

وأضاف “استجبنا للوساطات والمبادرات ووافقنا على الاجتماع مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لكنه خلف موعده وفوجئنا بقوات كبيرة تحاصر مقارنا بمنطقة المدينة الرياضية، وقد أجبرنا على المعركة”.

وأكد حميدتي أن “الأمور تحت السيطرة وأن قواته حيدت الطائرات تماما (طيران الجيش)”، واصفا البرهان بـ”المجرم”، مؤكدا أنه “سنقدم البرهان وأعوانه إلى العدالة”.

وأبدى أسفه لما حدث، مضيفا “ندعو الناس للبقاء في بيوتهم حتى حسم المعركة، كنا مجبرين على ما حدث وهم (في إشارة لقادة الجيش) من فرضوا علينا القتال ونحن داخل المدن وفي كل مكان وقاموا بحصارنا، وقواتهم محروقة في أرض المعسكرات التابعة لنا جنوبي العاصمة الخرطوم”.

ولفت قائد “الدعم السريع” إلى أن قواته “ذهبت إلى مطار الأبيض وجرى السيطرة على المطارات لمنعهم من استهدافنا بالطائرات”، فيما نفى حديث الجيش عن سيطرته على مقار “الدعم السريع”، قائلا إن “ذلك كله محض كذب وإن المقار موجودة وسليمة وقد تم تحييد الطيران”.

قوات الدعم السريع تحتجز قوات مصرية خلال الاشتباكات

قال المتحدث باسم الجيش المصري، غريب عبد الحافظ، إن “الجيش يتابع عن كثب الوضع في السودان وينسق مع السلطات السودانية المعنية لضمان تأمين القوات المصرية”.

وجاء في البيان “تتابع القوات المسلحة المصرية عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضي السودانية، وفي إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم في السودان جاري التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية”.

جاء ذلك بعدما نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو قالت إنه يظهر قوات مصرية “استسلمت” لها في مروي بشمال السودان في أعقاب الاشتباكات بينها والجيش السوداني.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها “مستعدون لتسليم الرعايا المصريين إلى قيادتهم فور هدوء الأحوال الأمنية”.

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف “الأعمال العدائية فورا” في السودان

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “الأعمال العدائية” بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، ودعا إلى “وقفها فورا”.

وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك “يدعو الأمين العام قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واستعادة الهدوء وبدء حوار لحل الأزمة الحالية”.

وأضاف أن “أي تصعيد إضافي في القتال سيكون له تأثير مدمر على المدنيين ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل في البلاد”.

كما دعا غوتيريش دول المنطقة الأعضاء في الأمم المتحدة إلى “دعم الجهود لاستعادة النظام والعودة إلى مسار العملية الانتقالية”، بحسب البيان.

وتابع البيان أن “الأمين العام يتواصل مع القادة في المنطقة ويؤكد من جديد التزام الأمم المتحدة بدعم شعب السودان في جهودهم لاستعادة الانتقال الديمقراطي وتحقيق تطلعاتهم لبناء مستقبل سلمي وآمن”.

دعوات دولية وعربية لوقف إطلاق النار في السودان

دعت روسيا، السبت، إلى “إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار” في السودان. وقالت عنها وزارة الخارجية إن “الأحداث المؤسفة الجارية في السودان تثير قلقا عميقا في موسكو. ندعو أطراف الصراع إلى إظهار إرادة سياسية وضبط النفس واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار”.

وقالت بريطانيا إننا “نراقب عن كثب الوضع في الخرطوم وأماكن أخرى في السودان حيث تستمر الاشتباكات العسكرية”، ودعت رعاياها إلى البقاء في منازلهم واتباع توصيات السفر الخاصة بها.

وأعربت مصر عن “قلقها البالغ” من التطورات في السودان، مطالبة كافة الأطراف السودانية بـ”ضبط النفس”، وقالت إنها “تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على إثر الاشتباكات الدائرة هناك”، وطالبت كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء للمصالح العليا للوطن.

وعبر الأردن عن قلقه البالغ إزاء التطورات الحاصلة في السودان، ودعا كافة الأطراف إلى ضبط النفس ووقف القتال “فورا”.

ودعت قطر إلى “وقف القتال فورا” بين الأطراف المتنازعة في السودان، وحل الخلافات بالحوار، فيما أعربت عن “قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في الخرطوم ومروي”، ودعت “الأطراف كافة إلى وقف القتال فورا وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة وتجنيب المدنيين تبعات القتال”.

وأعربت تركيا عن قلقها من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ودعت إلى التمسك بمكتسبات العملية الانتقالية وإلى الهدوء والحوار، مؤكدة أنه “لا يمكن إيجاد حل دائم لمشاكل السودان إلا من خلال وفاق وطني.

ودعت الإمارات “أطراف النزاع في السودان للتهدئة وضبط النفس وإنهاء الازمة الحالية بالحوار”، مشيرة إلى أنها “تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقفها الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية”.

ودعت السعودية المكون العسكري والقيادات السياسية في السودان إلى “الحكمة وضبط النفس”، فيما أعربت عن “قلقها البالغ من جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان”.

ودعت الولايات المتحدة الأميركية، السبت، كبار القادة العسكريين في السودان إلى “وقف القتال على وجه السرعة”.

وقال السفير الأميركي لدى الخرطوم، جون جودفري، في تغريدة عبر “تويتر”، إننا ندعو كبار القادة العسكريين في السودان إلى “وقف القتال على وجه السرعة”.

وأضاف جودفري إن تصعيد التوتر داخل القوات العسكرية السودانية إلى القتال المباشر “أمر خطير للغاية”.

وفي تغريدة منفصلة، قال السفير الأميركي لدى الخرطوم “أحتمي حاليا في مكان مع فريق السفارة، كما يفعل السودانيون في أنحاء الخرطوم وأماكن أخرى”.

وكتب في التغريدة لقد “وصلت لتوي في وقت متأخر من الليلة الماضية إلى الخرطوم واستيقظت على الأصوات المزعجة للغاية لإطلاق النار والقتال”.

ولوحظت حالة من الهلع والهروب الجماعي لمواطنين سودانيين من وسط الخرطوم إثر الاشتباكات وسط العاصمة وجنوبها.

وأُعلن توقف حركة الطيران من مطار الخرطوم الدولي. ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء أن “أصوات إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة تُسمع في محيط قيادة الجيش السوداني ومقر قوات الدعم السريع بوسط الخرطوم”.

وفي بيان صدر عن “تجمع المهنيين السودانيين” قالوا إننا “ندعو قوى الثورة من لجان المقاومة للمبادرة لحماية الأحياء بتشكيل لجان السلم المجتمعي”.

وفي وقت سابق من صباح السبت، سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية الخرطوم، فيما تشهد البلاد خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة.

وقال شهود إن “مواجهات” ودوي انفجارات وإطلاق نيران سُمع بالقرب من قاعدة تتمركز فبها قوات الدعم السريع في جنوبي الخرطوم. وسُمع إطلاق نار بالقرب من مطار الخرطوم وفي شمالي العاصمة السودانية.

وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على تخوم القصر الرئاسي وقيادة الجيش وسط الخرطوم.

وأشارت قوات الدعم السريع في بيان إلى أننا “تفاجأنا بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقرنا في أرض المعسكرات بسوبا في الخرطوم”.

وأضافت القوات “إثر الاعتداء الغاشم أجرينا اتصالات مع الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة”.

فيما اتهم المتحدث باسم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة الجيش وقال إن “قوات الدعم حاولت مهاجمة الجيش بالمدينة الرياضية ومواقع أخرى ونحن نتصدى لها”.

وأوضح شهود عيان أنه تم تحريك مدرعات حربية من منطقة الشجرة جنوبي الخرطوم ونشرها في الطرق العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق