“الإرث الصوفي التجاني”.. حمادة يكشف فوارق التدبير بين المغرب والجزائر
إسهام جديد ينضاف إلى المكتبة الدينية المغربية تحت عنوان ”الإرث الصوفي التجاني الفصل في ثبات الأصل”، صدر عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، للباحث منتصر حمادة، وبتقديم من الباحث محمد التهامي الحراق.
ويهتم هذا المؤلف بالزاوية التجانية التي تعتبر عمليا إحدى أهم الطرق الصوفية في شمال وغرب إفريقيا، وبالتحديد في دول جنوب الساحل، والتي أسسها الصوفي أحمد التجاني، دفين مدينة فاس.
وفي تصريح لـ هسبريس، فسر منتصر حمادة اهتمامه بموضوع “التجانية” بسعي إلى ”تسليط الضوء على المقدمات التي تقف وراء هذا الإشعاع المحلي والقاري الذي يميز الزاوية التجانية”.
وتطلب هذا العمل، وفق المصرح، “التوقف عند مسار مؤسس الزاوية الشيخ أحمد التجاني، ومسار أهم أعلام الزاوية التجانية، على اعتبار أن هذا التراكم النظري والعملي كان سببا مباشرا وراء هذا الإشعاع الإقليمي والدولي الذي يميز التصوف التجاني”، الذي من بين أعلامه “الشيخ مالك سي، والشيخ عمر الفوتي، وأخيرا الشيخ إبراهيم انياس”.
وأضاف حمادة سببا آخر لصدور هذا المؤلّف الجديد، هو: ”تدبير الإرث الصوفي التجاني في المنطقة، مع ما يتطلبه من عقد مقارنة بين طبيعة هذا التدبير في كل من المغرب والجزائر، والتوقف بالتالي عند الفوارق الصريحة بين النموذجين”.
وأبرز المتحدث ”الفوارق الدينية والسياسية والثقافية” بين التجربتين، و”خاصة الفوارق في التعامل مع التصوف بين الأمس واليوم في البلدين، التي كانت في مقدمة الأسباب الواقفة وراء التباين الكبير في تفاعلهما”.
“لهذا اشتغل الكتاب على القلاقل الجزائرية التي ساهمت في التأثير السلبي على التصوف التجاني هناك، من قبيل تبعات السياسات الجزائرية بخصوص القطيعة مع العمل الصوفي في حقبة ماضية، سواء من قبل مؤسسات دينية أو من قبل فاعلين سياسيين في مرحلة ما بعد الاستقلال، أو مع ما صدر عن المؤسسة العسكرية؛ وفي الحالات الثلاث كان التصوف في الجزائر، ومنه التصوف التجاني، عرضة للتضييق والحصار والتهميش”، يورد الكاتب ذاته.
يذكر أن “الإرث الصوفي التجاني” كتابٌ يقدم “قراءة بانورامية” لمعالم هذا التدين، محليا وقاريا، ويقرب من معالم الدراسات التي حررت حوله في بلدان مثل المغرب والجزائر والسنغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا، كما يتوقف عند الفوارق القائمة بين المغرب والجزائر بخصوص تدبير هذا الإرث.
صحافية متدربة
المصدر: هسبريس