اخبار السودان

«التغيير الجذري»: الصراع العسكري يفضح تمسك «تحالف الجنرالات والجنجويد» بالسلطة

قالت قوى التغيير الجذري في السودان، إن التخويف باندلاع الصراع المسلح هدفه دفع الحراك الجماهيري للانكماش والقبول بالتفاوض.

الخرطوم: التغيير

وصف تحالف قوى التغيير الجذري في السودان، الصراع الدائر الآن بين قيادات الجيش وقوات الدعم السريع، بأنه يتمحور بالكامل حول مركز السلطة، وحول الموارد والتحكم بها.

وقال إنه صراع يتم بالإنابة عن محاور خارجية تسعى لفرض سيطرتها على موارد البلاد بشكل عميق ومتواصل، ونبه تزامنه مع الظهور الإعلامي والميداني لعناصر النظام السابق، وتجرؤهم على الحشد والدعوات الصفيقة لإطلاق سراح رأس النظام، «بل وتهجمهم على شباب الثورة ومكوناتها».

وتصاعدت أزمة الجيش والدعم السريع، الأربعاء، عقب تمركز الأخيرة بالقرب من مطار مروي بالولاية الشمالية، الذي توجد به قاعدة عسكرية للجيش، رغم أنه طُلب منها مغادرة الموقع فوراً.

وكذب الجيش تصريحات للدعم السريع بشأن تحركاتها وانفتاحها في مروي، وقال إن هذه التحركات تمت دون موافقة قيادته أو مجرد التنسيق معها، مما أثار الهلع والخوف في أوساط مواطنين.

صراع السلطة

وقالت قوى التغيير الجذري في بيان حول الأوضاع السياسية، الجمعة: «إن الصراع الدائر الآن بين قيادات الجيش والجنجويد يتمحور بالكامل حول مركز السلطة، وحول الموارد والتحكم بها، وهو صراع يتم بالإنابة عن محاور خارجية تسعى لفرض سيطرتها على موارد البلاد بشكل عميق ومتواصل، حيث تعمل المحاور عبر أذرعها للسيطرة على أكبر قدر من السلطة المركزية بما يغطي ويسهل استمرار سيطرتها على الموارد».

وأضافت بأن الصراع الحالي «يفضح كل مزاعم العسكر حول تبعية وقومية القوات المسلحة أو قوات الجنجويد، كما تؤكد أن مسؤولية تمدد قوات الدعم السريع وسيطرتها تمت عبر دفع وتقوية من مجموعة اللجنة الأمنية الحاكمة».

وتابع البيان بأن «وصول الصراع لمستوى التحركات العسكرية داخل المدن وتهديد حياة المدنيين، وإن كان الغرض منه مجرد التخويف وسحب الصراع من ميدانه السياسي نحو عسكرة الحياة السياسية، فإن هذا التوجه يفضح تمسك تحالف الجنرالات والجنجويد بالسلطة، والمدى الذي يمكن أن يصلوه في التضحية بكل الشعب، في امتداد طبيعي لمسلكهم الإجرامي تجاه الثوار، وما جريمة فض الاعتصام ببعيدة».

وزاد: «تأتي عملية الاقتسام الجارية عبر ما يسمونها الآن بالعملية السياسية لتعري الصراع وتدفع بكل كتلة لتحاول كسب أكبر قطعة من كيكتهم المتوهمة، وتأتي عمليات التجييش هذه والدفع بالضغط عبر أذيال النظام وافساح المجال لهم ليشغلوا الشارع عما يدور في غرف تفاوضهم، ولخلق بعبع جديد يخيف الشارع من عودتهم، وفي نفس التوقيت يصبح التخويف باندلاع الصراع المسلح دافعاً آخر لانكماش الحراك الجماهيري وتراجعه، بل وقبوله بالتفاوض وباستمرار تمسكها بالسلطة».

لا خيارات

وأكد التحالف أنه لا خيارات سوى إسقاط العصابات أو انتظار وصول صراعهم الداخلي لنقطة الانفجار «وعندها لن يكون هناك وطن نتمسك به، أو شعب ندافع عن أمنه، أو عدالة نرتجيها لشهدائنا الأبرار».

وقال: «فلنؤكد على أن صراعنا ضدهم أجمعين، من يتلاعبون بأرواحنا ويستحلون قتلها، من يتآمرون على سرقة وتدمير مواردنا، وأن الوطن الذي نرتجيه لن يقوم إلا بمحاكمة كل المجرمين و تفكيك بنية المليشيات والاتجار بالأرواح، وإعادة تركيب جيش وطني، وحل كل القوى المسلحة خارجه وتسريح مقاتليهم، وإعادة دمجهم في المجتمع المدني وفق الآليات المعروفة والمجربة».

وتأسس تحالف قوى التغيير الجذري اواخر يوليو 2022م، وضم الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين وقوى أخرى، بهدف إسقاط الانقلاب واستلام السلطة، ومطلبه الرئيس هو استكمال مطالب ثورة ديسمبر، تحت شعار “نحو تغيير وطني وجذري بقيادة الجماهير”.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *