تجارب تروم الاحتفاء بالتوحد في بنصالح
بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، الذي تحتفي به الأمم المتحدة والعالم هذه السنة تحت شعار: “نحو عالم شامل للتنوع العصبي للجميع”، نظمت مديرية الفقيه بن صالح عبر الأندية المدرسية، زوال الجمعة، تجارب فصلية جديدة للتعريف بحقوق المتوحدين، والتأكيد على أهمية تقديرهم، وتسهيل اندماجهم في محيطهم.
وبالمناسبة تم بشكل متزامن بثانويتي الخوارزمي التقنية والرازي الإعدادية، التابعتين لمديرية الفقيه بن صالح، عرض فيلم سينمائي حول عالمة الحيوان المتوحدة تامبل غراندين Temple Grandin، وتم تقديمها بصفتها نموذجا للإصرار والتحدي والاختلاف للتلاميذ تحت شعار: “التوحد ليس نهاية العالم، إنه مجرد بداية جديدة”.. “التوحد ليس إعاقة، إنه قدرة مختلفة”.
ويأتي تنظيم هذا النشاط في إطار تصور بيداغوجي معاصر للتجربة الفصلية وللوسائط في التربية على القيم الإنسانية واحترام ذوي القدرات الخاصة، وهو ما يتجاوز التجربة الفصلية التقليدية والكلاسيكية إلى تجربة جديدة يصطلح عليها بـ”استراتيجية الفصل المفتوح والمندمج”.
ويروم هذا الفصل، حسب مؤطري النشاط، تعزيز بيداغوجيا التعليم بالنظير، “حيث يضع المؤطر المتعلم في قلب تجربة بصرية أو تناظرية حوارية وجماعية أو مشهدية تماثل المجتمع في حجمه، يقوم فيها بذاته وعبر نظرائه بتقويم واستنفار كل المكتسبات التي تراكمت في الفصل التقليدي، القائم على النصوص الكتابية والقرائية محدودة العدد وحبيسة القاعة، ليقرأ بها وضعيات جديدة”.
يقول الأستاذ الباحث الزاهيد مصطفى، مؤطر نادي “أصدقاء القراءة والفلسفة والسينما” بثانوية الخوارزمي التقنية بسوق السبت، في تصريح لهسبريس، إن “التفكير في وضع التلاميذ في قلب تجربة التوحد بما هي تجربة إنسانية، ضمن استراتيجية جديدة ينهجها الأستاذ بشكل فصلي مع تلامذته، تجربة اختبارية مفتوحة تحمل المتعلمين من الفصل الكلاسيكي إلى فصل جديد ومفتوح يتيح لهم أن يتموقعوا في قلب نص بصري بكل مكتسباتهم المعرفية واستنفار مختلف كفاياتهم التواصلية والاستراتيجية والمنهجية واللغوية في قراءة وضعيات بصرية جديدة”.
ويضيف الزاهيد “لا يكفي، ونحن في عصر الصورة، أن نمضي الزمن المدرسي غارقين في تجارب فصلية روتينية عمادها النص المكتوب، بل يجب أن نرتقي بالمتعلم من النص المكتوب إلى النص البصري لنوجهه نحو التعلم الذاتي بالنظير عبر أقرانه من خلال تحويل تلك الأدوات المنهجية إلى وسائل حياتية يحلل بها الصورة”.
ويشكل نص “تامبل غراندين” موضوع الفيلم وحضور مركز ذوي القدرات الخاصة واللوحة الإنسانية الرائعة لأطفال الصبغي الثلاثي، وفقا للأستاذ الباحث ذاته، “تجارب تعليمية تعلّمية جديدة تنقلنا نحو تجارب فصلية تستوجب التفكير في مأسستها لكي تصبح تجربة الفصل المفتوح والمندمج دعامة لتعزيز بيداغوجيا التعليم بالنظير، وتعلم الآليات الكفيلة بالتعامل النقدي مع الصورة البصرية”.
كما أن الفصل المفتوح والمندمج، يتابع الزاهيد، يعدُّ تقويما إجماليا، فهو يتقاطع بشكل مباشر مع دروس الأولى والثانية باكالوريا والجذع المشترك، من قبيل: الغير/ الأخلاق/ قيمة الشخص/ الحرية والحتمية/ دور الإنسان في التاريخ/ دولة الحق/ الشخص والهوية والشخصية/ الطبيعة والثقافة/ التعدد الثقافي/ مظاهر الثقافة/ المجتمع…
والاحتفاء بالتوحد، تقول ثورية العكاد الأستاذة بثانوية الرازي الإعدادية، هو احتفاء بالقيم الإنسانية، مشيرة إلى أن الغاية من عرض فيلم العالمة المتوحدة تامبل غراندين لتلامذة الثانوي الإعدادي هي تشجيعهم على تقدير الاختلاف، وتكوين نظرة نسبية ومختلفة للوجود الإنساني المبني على تعدد القدرات واختلاف خصوصيتها.
جدير بالإشارة أن العرض تميز بمشاركة فعالة لمركز “الريحان لذوي القدرات الخاصة” بسبت أولاد النمة، تجسدت في لوحة فنية تحت عنوان “أنا مواطن قبل الإعاقة” لأطفال الثلاثي الصبغي، وبعرض للأخصائي النفسي المدرسي بالمركز وأخصائية تصحيح النطق وأخصائية التربية الخاصة، استهدف تصحيح العديد من الأفكار عن التوحد لدى تلامذة المؤسسات التعليمية.
المصدر: هسبريس