اخبار السودان

المدلساتية حمالات الحطب! السودانية , اخبار السودان

المدلساتية حمالات الحطب!

فايز الشيخ السليك

عندما يتداخلون مع خصومهم السياسيين لا يتناقشون لكنهم يمطرون الفضاء بسيول الشتائم، لا يطرحون فكراً؛ بيد أنهم يلوثون الأجواء بالبذاءة والعنصرية.

بني كوز، كيف يجادل من تربى في كنف تنظيم إرهابي لا يؤمن بالآخر؟.

الآخر عنده عدو، كافر أو عميل!.

وهل تتوقعون حواراً إيجابياً ومنتجاً من الذين يسيرون كالأنعام أو أضل سبيلا، يرددون كببغاوات شعارات دموية؟ فلترق كل الدماء؟.

إنهم مدلسون، كاذبون؛ يروجون للأكاذيب ظناً منهم في ضعف ذاكرة الناس!.

هل ننسى أن قوات الدعم السريع كانت من صنعهم؟، كانت تنتشر منذ قبل الثورة في كل بقاع السودان، وعقدت اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي للانتشار على حدودنا الشمالية والشمالية الغربية بغرض وقف الهجرة والإتجار بالبشر، وهي ذات القوات التي احتفوا بها في (خور دنقو) قبل الثورة بسنوات، هي ذات القوات التي دخلت مستريحة واعتقلت موسى هلال.

في محاولة تدليس مستمرة يسعون لإيهام الناس أن الثورة هي التي أرسلت جنود الدعم السريع إلى اليمن، وأنها هي التي منحتها أكثر من 50 مدرعة خلال حملة جمع السلاح، وأن الثورة هي التي منحت القوات استقلالية عن الجيش في يوليو 2019.

طبعاً لا تتوقع أن يطرح الغوغاء تساؤلات مثل ماذا تعني الاستقلالية؟. وعلى طريقة التراجوكوميدي، يطلقون عليها صفة مليشيات!

من بدأ صناعة المليشيات حتى يبني دولةً موازية تحل محل الدولة الرسمية؟

دفاع شعبي؟ أمن شعبي؟ شرطة شعبية؟؟ جنجويد؟؟.

وهل ننسى أن المخلوع كان يطلق على حميدتي لقب حمايتي؟؟

يتنكرون اليوم لكل ذلك، ثم يمثلون دور امرأة أبو لهب، حمالة الحطب!. الدعوة إلى القتال بين الجيش والدعم السريع بحجة حفظ كرامة الجيش! أولا تختشون؟! أعوذ بالله، على حد قول صديقنا عثمان شبونة.

دعونا منهم، لا للحرب، نعم لإصلاح عسكري وأمني وإعادة هيكلة الجيش بتكوين جيش واحد، وطني وقومي ومهني، وإبعاد كل العناصر المسيسة، وأن يؤدي الجيش دوره الوطني بحماية الدستور وحدود البلاد وترابها.

أين هي الأجندة غير الوطنية هنا؟ وأين هي العمالة؟.

لستُ مع حرب أهلية، ولن أقف مع الجيش لضرب الدعم السريع، لا أخشى ابتزازاً، ولا ترهبني جحافل الغوغاء ولا تقودني عقلية القطيع.

لابد من عملية سياسية تؤدي في النهاية إلى إنهاء وجود أي قوات عسكرية غير الجيش النظامي، وهذا لن يتحقق بإشعال النيران، فالنيران ستأكل كل الوطن، إلا أنهم لا يأبهون بذلك. هم يحلمون بأن تراق كل الدماء، إذا لم يتحقق لهم الانفراد بحكم كل البلاد.

هل يفهم المدلساتية، حمالات الحطب؟!

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *