اخبار المغرب

المسلمون بحاجة لنقد التراث المتراكم عبر العصور بطريقة منهجية

تعليقا على ما أعلنه الداعية الإسلامي السعودي صالح المغامسي

قال الأكاديمي السعودي تركي الحمد، تعليقا على ما أعلنه الداعية الإسلامي السعودي المعروف، صالح المغامسي، الذي دعا إلى إقامة مذهب إسلامي جديد، إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مذاهب فقهية جديدة، بل لنقد التراث المتراكم عبر العصور بطريقة منهجية.

وأوضح الأكاديمي السعودي في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر أن هذا التراث أصبح عبئا على المسلمين في كثير من الجوانب، وأننا اليوم لسنا بحاجة إلى زيادة الحمولة التراثية للدين.

وقال تركي الحمد: “لا أظن بل أجزم أن المسلمين اليوم ليسوا بحاجة إلى مذاهب فقهية جديدة، بقدر حاجتهم إلى نقد ما هو موجود من تراكم تراثي عبر العصور، كان معبرا عن حاجات المجتمعات أيامها، ولكنه أصبح عبئا على المسلمين في العصور اللاحقة في الكثير من جوانبه”.

وأضاف: “لسنا بحاجة اليوم إلى زيادة الحمولة التراثية للدين، وأردف موضحا في تغريدة أخرى، عن نقد التراث إنه “نقد يعتمد على المناهج الحديثة في البحث العلمي، مع الاستئناس بطرق البحث القديمة دون الاعتماد الكلي عليها”.

وقال: “لسنا بحاجة اليوم إلى زيادة الحمولة التراثية للدين، بقدر حاجتنا إلى التقليل منها، بل والتخلص من معظمها، التي تناقش أمورا لم يعد لها وجود. أما حاجة المسلم المعاصر للتنظيم والتشريعات الجديدة، التي تواكب المشكلات الجديدة، فالقانون وسلطات الدولة المعاصرة، كفيلة بتحقيق، دون الحاجة إلى فقهاء دين جدد، يسهمون في زيادة ترهل جسد الشريعة بما ليس منها، بفقههم واجتهاداتهم البشرية المحضة”.

وكانت تصريحات للداعية السعودي، صالح المغامسي، تحدث فيها عن ضرورة إنشاء مذهب فقهي جديد في الدين الإسلامي، قد أثارت جدلا واسعا وسط متتبعي الشأن الديني بالمملكة وخارجها.

وقال المغامسي في مقابلة على القناة السعودية الأولى إنه يرجو من الله أن ينشئ على يديه مذهبا إسلاميا جديدا.

وتابع قائلا “المراجعة لما قد سلف أمر لا مناص منه” مضيفا بأنه “في كل مرحلة من مراحل البناء الفقهي يطغى شيء جديد. لذا لا بد في هذا الزمن عن تحرير المسائل”.

وأشار الداعية إلى أن السند طغى على الأحاديث المنتشرة مما أضر بالناس، “فدخلت أحاديث آحاد، من الصعب نسبتها للنبي”.

وبعد تأكيده على أن القرآن هو الكتاب الوحيد غير القابل للمراجعة، أوضح المغامسي بأن الفقه الإسلامي هو صناعة بشرية ولابد من إعادة قراءته وتمحيصه.

وفي رد على تصريحات الداعية، أوضحت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، أن الدعوة إلى إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد، تفتقد الموضوعية والواقعية.

وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ، اليوم الاثنين، إن الفقه الإسلامي بمذاهبه الفقهية المعتبرة، واجتهاداته المتنوعة، يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة، ويوفق بين حاجاتها والشريعة الإسلامية، وهو ما تبرهن عليه الهيئات العلمية، والمجامع الفقهية، التي تمارس الاجتهاد الجماعي.

وأضافت: “إن من نعم الله على المسلمين في هذا الوقت تيسر الاجتهاد الجماعي عبر هذه الهيئات والمجامع، التي تتفاعل إيجاباً مع حاجات المجتمع وتطوراته المعرفية والاجتماعية والاقتصادية، ومئات القرارات التي صدرت عن هذه المؤسسات المجمعية في مختلف المجالات برهان ساطع على ذلك.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *