“الشؤون الإسلامية والأوقاف” تحتفي بيوم “زايد للعمل الإنساني”
الثلاثاء، ١١ أبريل ٢٠٢٣ ١٢:٤٨ ص
أبوظبي في 10 أبريل/ وام/ نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تحت إشراف وزارة ديوان الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أمسية رمضانية بمناسبة يوم “زايد للعمل الإنساني” الذي يوافق 19 رمضان من كل عام.
حضر الأمسية معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبوظبي للسلم وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وعدد من المسؤولين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وجمهور المصلين.
وتضمنت الأمسية التي استهلت بتلاوة عطرة من القرآن الكريم كلمة لمعالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه حول يوم زايد للعمل الإنساني، وكلمات لضيوف صاحب السمو رئيس الدولة الدكتورعرفات محمد محمد عثمان أستاذ التفسير بجامعة الأزهر ببني سويف حول ” زايد والسلام “ والدكتورة ماجدولين النهيبي من جامعة محمد الخامس في الرباط حول ”نموذج الشيخ زايد في عيون المغاربة” وسماحة الدكتور فايز مصطفى سيف عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان حول “ زايد والقيم الإنسانية ”.
كما القى سعادة محمد حاجي الخوري مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية كلمة حول “ زايد والعمل الإنساني ”، في حين اختتم الأمسية الشاعر محمد بخيت المنهالي بقصيدة عن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “ طيب الله ثراه ” .
وأكد معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه في كلمته أن هذا اللقاء السنوي الذي أصبح سنة حميدة لتذاكر خصال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “ طيب الله ثراه” والتذكير بها لتكون قدوة طيبة للأجيال القادمة وذكرا حسنا على مر الأزمان، يرمي إلى التنويه بإرث الشيخ زايد ومآثره الحسنة وخاصة فيما يتعلق بفعل الخير والعمل الإنساني، وبالتنويه والإشادة يتحقّق بناء القدوة ونموذج التأسّي للأجيال الحاضرة والقادمة وترسيخ قيم هذا القائد الفذّ في العقل الجمعي والمحافظة على هذا النموذج النفيس والموروث القيم.
وقال معاليه “ إذا كانت خصال الشيخ زايد جميعها حرية بالذكر وجديرة بالتناول والسرد فإننا سنركز في هذه الليلة على جانب يناسب المقام ألا وهو اعتناء الشيخ زايد ”طيب الله ثراه” بمشاريع النفع العام والاستدامة، فلقد كان “رحمه الله ”حريصاً على استمرار النفع ودوام الاستفادة فيما يرومه ومن ذلك عنايته المشهودة بزراعة الأرض بأنواع المحاصيل المثمرة وخاصة النخل، وحفر الأبار لسقيا الناس والبهائم والزرع وفي هذا الصنيع الجميل من أوجه البر الشيء الكثير ففي الحديث: “ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ؛ إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ” وفي سقيا الماء قوله صلى الله عليه وسلم : أفضل الصدقة سقيا الماء “وهذا كله داخل في الصدقة الجارية”.
ولفت إلى أن من عنايته “طيب الله ثراه ” باستمرار النفع عمله على بناء الأوقاف المتعددة في مختلف المجالات والأغراض ومن ذلك وقف الشيخ زايد بمنطقة الخالدية بأبوظبي وتأسيس مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وصندوق أبوظبي للتنمية وهذه كلها أعمال حسنة ومآثر حميدة ومشاريعها وآثارها شاهدة بالفضل والنبل وعلو الهمة لمؤسسها “ رحمه الله “ ومن جوانب الاستدامة الفريدة ومظاهرها المنيفة السديدة، استدامة القيم والخصال الحميدة ومن ذلك سمة وقيمة التعايش الأمن السعيد وتلك سمة بارزة وقيم راسخة جعلت الأعراق والديانات تتعايش في دولتنا في وضع طبيعي لا منّ فيه ولا أذى ”.
ونوه إلى أن ذلك التعايش أساس عظيم من أسس السلم الذي لعل الفيلسوف إيمانويل كانط كان يطلبه في أطروحته عن السلام الدائم ولعله يتجاوز مفهوم الضيافة الذي كان يؤصل له، حيث إن الضيافة قيمة أصيلة من تراث الإسلام وشيمة عريقة من شيم العرب وهي من تراث سيدنا إبراهيم عليه السلام، مشيرا إلى أن هذه الخصال الحسنة لا تزال يتوارثها قادتنا الأماجد جيلاً بعد جيل، واليوم في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تترسخ هذه القيم وتتعزز هذه الخصال لتصل إلى ذروة مداها، ولذا فلا تكاد تسمع بجائحة ولا زلزال أو فيضان في مكان قريب ولا بعيد، ولا تحدث كارثة لشقيق أو غريب إلا وكان نفع الإمارات حاضرا وعونها مبادرا في تمثلٍ عميق لاستدامة القيم وانتهاج لتراث زايد تراث إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج”.
واختتم معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه كلمته خلال الأمسية بالدعاء إلى الله في هذه الليلة المباركة أن ينزل شآبيب رحمته وفضله على القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويشمل بالرحمة والغفران الشيخ خليفة ويسند بعنايته التامة وحفظه الكامل وتوفيقه الشامل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ونائبيه وولي عهده وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات ويديم على بلدنا هذا الازدهار والنماء وعلى العالم العربي والإسلامي والبشرية جمعاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه” .
من جانبها قالت الدكتورة ماجدولين بجامعة محمد الخامس بالرباط في كلمتها، “ إننا كلما ذُكر اسم الشيخ زايد ”طيب الله ثراه” إلا وعادت بنا ذاكرة الماضي إلى مشاهد الزيارات المتكررة التي كان يقوم بها إلى المملكة المغربية في عهد الراحل المغفور له الملك الحسن الثاني وتلك المواكب الحافلة التي كان المغاربة يستقبلونها بالفرح والهتافات واليوم كلما مررنا بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الرباط إلا وأدركنا معان وعبرا علمتنا إياها مسيرة بناء كان فيها الإنسان محورا وهدفا، إنه نموذج الشيخ زايد “ رحمه الله ” في عيون فئات من المغاربة ممن مكنتهم الحياة من التدرج في المعرفة ليفهموا أن بناء الأوطان يبدأ من الإنسان إذ هي مسيرة بناء وتشييد وتحديث وتطوير وخدمات تكتب بمداد الفخر تاريخا فريدا من الحكمة والحنكة وبعد النظر”.
وأضافت “ أن عناية الشيخ زايد ”طيب الله ثراه” بالطاقات البشرية نساء ورجالا، لهو في عيون المتخصصين في التربية وعلومها، بناء حقيقي لوطن مستقر، تشكله الأسرة الإماراتية بتلاحمها وأصالتها وتطلعها نحو الأفضل لأفرادها ولوطنها، وأن عنايته رحمه الله بالتعليم وتطوير القدرات يعتبر بالنسبة لخبراء التنمية البشرية مرتكزا أساسيا في استثمار الموارد البشرية وبناء والكفاءات التي تؤسس صرح الوطن وتعلي من شأنه بين سائر الأمم”.
من جانبه قال الدكتور فايز مصطفى سيف عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان “ لقد عرف صاحب هذه الشخصية باسم زايد الخير والعطاء، ومضى على رحيله قرابة عقدين من الزمن ولا تزال جسور الخير تمتد من بلده إلى كل محتاج في العالم تحمل معها قيم التسامح والتكامل بين الإنسان وأخيه الإنسان ” .
وأضاف : “ لقد آمن الشيخ زايد بأن الله سبحانه كرم الإنسان فخلقه بيديه ونفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلّها وأسجد له الملائكة سجود تحية وتكريم وأن التكريم الرباني للإنسان كان بنفخ الروح فيه ثم بتعليمه أصول ومفاتيح العلوم الكفيلة بعمارة الأرض وحسن استخراج واستثمار خيراتها وأودع فيه منظومة القيم الإنسانية حيث قال (وعلّم آدم الأسماء كلّها ) وبأمر الله تحفظ المعقبات وترعى هذا الإنسان”.
وتابع “ إن يد العطاء والخير والإنسانية لم تتوقف لا عن بلدي لبنان ولا عن أية بقعة من الأرض ينادي بها الواجب الإنساني لا في حياة الشيخ زايد ولا بعد رحيله فها هم حملة الراية من بعده قد حفظوا الأمانة ورعوها حق رعايتها وإذا بهم يجوبون الآفاق ويعرجون مع سلطانهم في الفضاء ينشرون المحبة ويفشون السلام ويقودون مسيرة التسامح، ويحافظون على القيم، ويسعون لحماية الإنسانية وتطورها ودوام أمنها وأمانها حتى وصلوا إلى الريادة العالمية”.
من جانبه قال الدكتور عرفات محمد عثمان أستاذ التفسير بجامعة الأزهر ” إن قليلا هم أولئك الأشخاص الذين لا تنتهي حياتهم بوفاتهم، ومن هؤلاء، بل على رأسهم، يأتي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد جعل الله له لسان الثناء الصادق في ربوع الأرض وأقطارها، وهذا من عاجل البشرى في الدنيا، وما ذاك إلا لأن المغفور له ( الشيخ زايد) كان رمزاً وعنوانا للسلام والمحبة والتلاحم والمودة والتنمية والبناء في بلده وفي محيطه العربي والإسلامي وفي أماكن كثيرة؛ فالسلام في مفهومه هو سلام الرحمة والعدل والبناء والتعمير.
من جهته قال سعادة محمد حاجي الخوري مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية : “ مع قيام دولة الإمارات اتسع نطاق العمل الخيري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “ طيب الله ثراه ” ليشمل جميع أنحاء العالم وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي أمر بتوجيهها “ رحمه الله ” أكثر من 90 مليار درهم”.
وأشار إلى أن إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “ طيب الله ثراه ” في الجانب المحلي متعددة منها توفير الأراضي السكنية المجانية للمواطنين، ما ساهم في توفير الحياة الكريمة لهم، فضلاً عن منح الأراضي التجارية المجانية لتكون مصدر دخل لهم، وقام بتوفير العلاج والتعليم مجاناً داخل الدولة، ومنح المزارع مجاناً، حتى تبؤات دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور على مستوى العالم”.
ولفت إلى أنه في الشأن العالمي ساعد الشيخ زايد العديد من الأفراد على مستوى العالم دون النظر إلى العرق أو اللون، وساهم مساهمة ملحوظة في استقرار البشرية عبر بناء العديد من المدن ووفر العلاج والمستشفيات للعديد من الدول، وفي الجانب التعليمي العالمي قام “ رحمه الله ” ببناء المدارس والمراكز التعليمية، ودائماً ما كان سباقا في تقديم العون والمساعدة حتى في أوقات الأزمات والكوارث المتمثلة في الزلازال والفياضانات، وتوفير كافة الاحتياجات سواء من حيث النقل الجوي أو البحري ”.
أحمد البوتلي/ ريم الهاجري
المصدر: وكالة انباء الامارات