هل يؤثر ترؤس روسيا اجتماع مجلس الأمن على قضية الصحراء المغربية؟
من المقرر أن ترأس روسيا أشغال اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص لتقديم إحاطة المبعوث الأممي للصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا، ورئيس بعثة المينورسو في الصّحراء.
وكان لافتا حفاظ موسكو على لهجة “متوازنة” بشأن نزاع الصّحراء المغربية رغم ارتباطاتها العسكرية والأمنية مع الجزائر، واختيار الرباط التوجه الغربي في ما يتعلق بنزاع أوكرانيا.
وترفض الجزائر الجلوس إلى طاولة المحادثات إلى جانب بقية الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، وتدعم روسيا هذا التوجه، إذ عبر ممثلوها في الأمم المتحدة عن رفضهم الصيغة التي جاءت بها مسودة القرار الأممي، خاصة في ما يتعلق بالعملية السياسية.
وتحاول الرباط استمالة موقف موسكو من قضية الصحراء المساند لأطروحة الجزائر، حليفها الرئيس في المنطقة، بينما معروف أن موقف روسيا الاتحادية، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، لم يتغير؛ إذ تؤكد “عدم وجود بدائل للتسوية السياسية لنزاع الصحراء إلا على أساس القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي”.
ويشير الخبير في ملف الصحراء سالم عبد الفتاح إلى أن “روسيا تحاول الحفاظ على مواقف متوازنة إزاء أطراف النزاع، لاسيما المغرب والجزائر، بحكم المصالح التي تجمعها بهما، فموسكو هي المورد الرئيسي للسلاح للجزائر، فيما هناك شراكات تجمعها مع المملكة، من قبيل اتفاق الصيد البحري الذي يسمح للسفن الروسية بالصيد في مياه الصحراء”.
وقال عبد الفتاح، في تصريح لهسبريس، إن “ما يؤطر عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، دي ميستورا، هما القراران الأخيران الصادران عن مجلس الأمن الدولي، وهما القراران 2608 و2654 الصادران عام 2022”.
وأبرز المتحدث ذاته، في تصريحه، أن “المقاربة الأممية باتت تتجه نحو مزيد من الواقعية والبراغماتية، مع أولوية المبادرة المغربية باعتبارها الحل الوحيد الممكن والخيار الأنسب لنزاع الصحراء”، مشددا على أن “إحاطة المبعوث الأممي ستأخذ بعين الاعتبار مكاسب الدبلوماسية المغربية، لاسيما المواقف الدولية الأخيرة، فضلا عن الانتكاسات التي مني بها الطرح الانفصالي والوضع الأمني المتردي في تندوف، المتمثل في الاقتتال الداخلي وصدامات قبلية وانتشار الفكر المتطرف داخل المخيمات، ما يكرس دور البوليساريو كمهدد للاستقرار في المنطقة”.
“رغم تعثر المسار الأممي بسبب التعنت الجزائري برفض المشاركة في الموائد المستديرة إلا أن المبعوث الشخصي للأمين العام نجح في إشراك الجزائر باعتبارها طرفا أساسيا في نزاع الصّحراء المغربية”، يختم المحلل ذاته.
المصدر: هسبريس