منع فرنسا “الإفطار الرمضاني” خلال مباريات كرة القدم يواجه برفض واسع
موجة استنكار واسعة تلك التي رافقت إعلان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عدم السماح بفترات راحة خلال المباريات المسائية لتمكين اللاعبين المسلمين من الإفطار خلال شهر رمضان.
ورفعت مجموعة “ألتراس” جماهير باريس سان جرمان أمس الأحد في ملعب “بارك دي برانس”، لافتة انتقدت فيها الاتحاد الفرنسي للعبة الذي يتناقض موقفه الثابت بشأن رمضان مع القرارات المتخذة في الدول المجاورة التي تتعاطف مع الصائمين.
فقد تناسلت “تدوينات وتغريدات” لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد القرار الذي وصفته بـ”الغريب”، وفي المقابل برّرته اللجنة الفيدرالية للحكام التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم بمبدأ “حياد كرة القدم في فضاءات التدريب”.
وشكّل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم “الاستثناء الأوروبي” بهذا القرار، إذ لم يسبق لأي اتحاد كروي في أوروبا أن “قيّد” حرّية اللاعبين الدوليين المسلمين في أخذ وقت مستقطع للإفطار الرمضاني، وفق التفاعلات مع الموضوع في المنصات الاجتماعية، مما دفع كثيرين إلى اعتباره بمثابة تضييق من فرنسا على المسلمين.
وقال المالي عبد الله دوكوريه، لاعب وسط إيفرتون لقناة “بي بي سي”: “وُلدت في فرنسا وعملت هناك، لكن هناك فارق كبير بين فرنسا وإنكلترا. الإنكليز يقدمون مثالا جيدا”.
وضمن السياق ذاته، قال مدرب نيس ديدييه ديغار، الجمعة” “نعلم أنهم أكثر انفتاحاً منا بشأن هذا الموضوع وكان الأمر كذلك دائماً. سيكون من الرائع أن تقوم فرنسا بالمثل، ولكن لن يقلق ذلك أي شخص في حال لم يحصل ذلك”، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس.
تناقضات
عزا الاتحاد الفرنسي وهيئاته اللامركزية هذا القرار إلى “دفاعهما عن القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية وضرورة تفعيل الوسائل لمنع أي تمييز أو انتهاك لكرامة أي شخص، وعلى وجه الخصوص بسبب معتقداته السياسية والدينية”.
ورد منتقدو هذا القرار بالتذكير بما وصفوه بـ”التضامن ذي الطابع السياسي” لفرق فرنسية مع أوكرانيا بعد أن دخلها الجيش الروسي، لاسيما فريق “ريمس” الذي اختار توجيه رسالة دعم إلى أوكرانيا في مباراة ضمن منافسات الدوري الفرنسي عبر عدم الدخول إلى أرضية الملعب إلا بعد 5 دقائق من دخول الفريق الخصم.
استفزاز للمسلمين
إدريس الوهابي، رئيس الجمعية الإسلامية الزاوية الشاذلية بسبتة، وصف هذا القرار بـ”المشين”، وقال في تصريح لهسبريس إنه “يمثّل استفزازا واضحا وصارخا للحريات الدينية في فرنسا”.
واعتبر الوهابي، المتتبع للشؤون الدينية في بلاد المهجر، أن “وجبة إفطار رمضان تعدّ من شعائر المسلمين، ومنعها على اللاعبين الدوليين المسلمين الممارسين في الدوري الفرنسي نعتبره نقيصة في القوانين الفرنسية”.
وبالنسبة للمتحدّث إلى هسبريس، فإن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم “يبدي عداءه تجاه المسلمين”، موردا أنه “لا تفسير لهذا القرار من غير أنه يرفض شعائر المسلمين والإسلام بشكل عام داخل الدولة الفرنسية”.
وأضاف الوهابي قائلا: “لا أرى أن الهيئات المسلمة في فرنسا توافق على هذا الأمر”، مشدّداً على أن القوانين “يجب أن تمنح الحق لمعتنقي جميع الديانات لممارسة شعائرهم، لاسيما تلك التي لا تؤثر على سيرورة الميدان الذي يشتغل فيه المسلمون المعنيون”.
وذكّر رئيس الجمعية الإسلامية الزاوية الشاذلية بسبتة بأن فرنسا “دأبت على استفزاز المسلمين، ليس في كرة القدم فقط، بل في كثير من مجالات الحياة العامة هناك، ودائما ما تضع العصا في عجل أي مبادرة ذات طبيعة إسلامية”، وفق تعبيره.
وخلص الوهابي المطّلع على شؤون المسلمين في مجموعة من الدول الأوروبية إلى أن في إسبانياعلى سبيل المثاللا يطرح مشكل من هذا النوع، سواء بالنسبة للاعبي كرة القدم أو الموظفين، بجميع أصنافهم، بمن فيهم عناصر الشرطة والحرس المدني، الذين يدينون بالإسلام.
المصدر: هسبريس