اخبار المغرب

أبتعد عن موجة التفاهة الرائجة.. والدوزي صوت جميل وفنان خلوق

يعتبر رشيد برياح من أشهر فناني الجهة الشرقية للمغرب ويحظى بشعبية كبيرة في صفوف عشاق فن الراي والتراث الشرقي القديم، استطاع طيلة مشواره الفني تقديم أعمال ناجحة طبعت ذاكرة المغاربة ومازالت ترددها الجماهير رغم مرور سنوات طويلة على إصدارها.

هسبريس التقت رشيد برياح على هامش مشاركته في إحدى التظاهرات الفنية بمدينة وجدة، تحدثت معه عن فن الراي وذكريات أغنية “مبروك علينا”، وفتحت معه مواضيع أخرى، فكان الحوار التالي:

هل تعتبر نفسك من رواد فن الراي بالجهة الشرقية؟

الرواد هم “الشيوخ” الذين تركوا لنا إرثا في الجهة الشرقية، نحن تسلمنا منهم المشعل ثم طورنا ذلك التراث وأدخلنا عليه آلات عصرية لكي يتقبله شباب السبعينات آنذاك الذي كان ملما بالأغاني الغربية. نحن طورنا ذلك وقدمناه في قالب عصري وتوزيع غربي، والحمد لله فن الراي تطور عالميا بالرغم من أنهم في الخارج لا يفهمون الكلمات لكنهم يتفاعلون مع الإيقاع ويتجاوبون مع الأغاني.

هل فن الراي مازال لديه صدى السنوات الماضية؟

الدار المبنية من الأساس ليس مثل الدار المصنعة، والأغنية التي تنجز في ساعتين بتقنية “الاوتوتين” ليس مثل القطعة التي تشتغل عليها أزيد من سنة. أنا من هذا النوع الأخير، أشتغل على الأغنية لسنة أو سنتين أو أكثر؛ لأنني أحترم الجمهور المتذوق للفن الذي أقدمه. لم أنسق وراء موجة التفاهة الموجودة حاليا حتى أحافظ على الجمهور الملم بفن الراي.

منْ منَ الفنانين الشباب ترى أنهم يحملون مشعل الأغنية المغربية والراي خصوصا؟

الفنان عبد الحفيظ الدوزي صوت جميل وشاب خلوق يعرف اختيار أغانيه، جمعتني به أغان عدة في سهرات فنية على التلفزيون والمهرجانات. من غيره لا أرى أحدا؛ لأن الكل سلك اتجاها آخر أتحفظ عن الحديث حوله.

حدثنا عن ذكرياتك مع أغنية “مبروك علينا” التي يرددها الجمهور بعد أزيد من ثلاثين سنة؟

أولا، فأنا قبل أن أبدأ في المجال الفني كنت رياضيا وبطلا للمغرب في ألعاب القوى، أنتمي لجيل سعيد عويطة ونوال المتوكل وغيرهما من الأبطال.

وعند دخولي عالم الفن، دائما كانت تستهويني الرياضة. وفي سنة 1986 خلال مونديال ميكسيكو، لم يغن أحد للمنتخب الوطني المغربي، فراودتني الفكرة لكتابة هذه الأغنية بالاستعانة ببعض الذكريات من طفولتي عندما كنت أذهب لمشاهدة مباريات مولودية وجدة مع أحد أقارب والدتي وكنت أسمع الشعارات وهتاف الجماهير.

وبعد فوز المنتخب المغربي على البرتغال آنذاك في المونديال، توجهت إلى الدار البيضاء من أجل تسجيل الأغنية وأصدرتها، فحققت نجاحا مبهرا خلال تلك الفترة ومازالت تتردد إلى الآن.

هل يزعجك أداء الفنانين لأعمالك دون ذكر اسمك؟

عندما أرى أعمالي يغنيها مثل الشاب خالد أو الراحل حسني يسعدني ذلك كثيرا ويشرفني، فهم نجوم كبار وهذا يعطي قيمة للأغنية، لكن ما يزعجني هو أن يغني أعمالي تافهون ويشوهونها، وهذا ما لا أقبله.

ما هو دوركم كفنانين لمحارب ما تسميه بـ”التفاهة”؟

عندما تقدم للجمهور عملا متقنا ومعقولا فهو يتذوقه؛ لأن الفنان رسالة وأخلاق، ورغم انتشار التفاهة يجب على الفنان أن ينزل عند الجمهور ويقدم له كل ما هو راق لكي يرفعه إلى مستواه ولا ينساق مع الموجة.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *