اخبار المغرب

هل استولى OCP على موقع أثري يعد رمزا للدولة العلوية في طرد البرتغال من المغرب؟

يعتبر الموقع التاريخي الأثري “رباط المجاهدين” الذي يتواجد بمدينة الجديدة “مازاغان” قاعدة رابط بها السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله لمحاصرة البرتغال وطردهم من “البريجة” التي تعرف اليوم بمازغان أو الجديدة.

الموقع التاريخي الأثري، وفق مصادر تتبعت هذا الملف منذ سنوات، عوض أن يكون موقعا شاهدا على تحرير المدينة من قبل السلطان العلوي سيدي محمد بنعبدالله، وطرد البرتغال من آخر مواقعهم على المحيط الأطلسي المغربي، وتصنيفه والاهتمام به وصيانته باعتباره ذاكرة تاريخية وطنية للمغرب والمغاربة، اختفى، اليوم، داخل مشروع أطلق عليه مشروع تهيئة وتطوير القطب الحضري مازاغان.

تؤكد المصادر التي تحدثت إليها العمق أن نداءات تمت منذ تسعينيات القرن الماضي لتصنيف هذا الموقع كتراث وطني، من قبل مهتمين بالتراث والتاريخ، وكانت هناك مراسلات إدارية مع بداية التسعينيات، كما تمت، حينها، مراسلة وزارة الثقافة من أجل صيانة الموقع وإنجاز دراسات طوبوغرافية ومسح اركيولوجي. وتشدد المصادر إلى أن الأرشيف يؤكد هذه المراسلات.

أسئلة برلمانية ومراسلات إدارية

تفيد المصادر ذاتها، أن الموقع الذي له صبغة تاريخية ورمزية قبل أن يكون موقعا أثريا، يعتبر ذاكرة تاريخية ووطنية باعتباره آخر موقع أثري برتغالي بالمغرب، غير أن المكان الذي يتواجد فيه اليوم أصبح مسيجا بسياج حديدي من طرف شركة تابعة لمجموعة المجمع الشريف للفوسفاط.

وذكرت مصادر العمق، أن هناك محاولات من قبل مهتمين بالتاريخ والتراث من أجل الولوج إلى الموقع الأثري وإجراء مسح أركيولوجي وبحث طوبوغرافي ودراسات تقنية وهندسية، غير الشركة التابعة لمجموعة OCP تحول دون ذلك.

ويقع الموقع الأثري والتاريخي ضمن المجال الذي يغطيه مشروع القطب الحضري لمازغان، هذا المجال تتولاه اليوم شركة تهيئة القطب الحضري مازغان، وأشارت المصادر ذاتها، أن المسؤول قانونيا على المواقع الأثرية والتراثية هي وزارة الثقافة.

وأحالت المصادر ذاتها، على سؤال برلماني شفوي طرحه مصطفى الكثيري حول هذا الموقع خلال فترة تولي محمد الأشعري مسؤولية وزير الثقافة، لكن دون جدوى.

رفض المسح الأركيولوجي

هل استولى OCP على موقع أثري يعد رمزا للدولة العلوية في طرد البرتغال من المغرب؟

بعد أن تم الشروع في بناء الطريق السيار عاد موضوع الموقع الأثري التاريخي إلى الواجهة دون جدوى كذلك، وتجدد النقاش حول هذا الموقع التاريخي خلال بداية مشروع القطب الحضري مازاغان، عبر مراسلات إدارية إلى العمالة وإلى وزارة الثقافة وإلى الشركة التابعة لمجموعة OCP، وذلك من أجل استثناء هذا الموقع من خريطة مشروع القطب الحضري، والحفاظ عليه بعد إجراء مسح اركيولوجي وبحث طوبوغرافي ودراسات تقنية وهندسية . لكن كل المحاولات كان مصيرها التجاهل والرفض.

تساؤلات ومسؤولية

تطرح المصادر التي تواصلت معها العمق أسئلة متعددة، منها بالأساس: لماذا ترفض شركة “تهيئة وتطوير مازاغان ش.م” SAEDM المملوكة من طرف مجموعة OCP ومديرية الأملاك المخزنية، القيام بالدراسات التقنية والطبوغرافية والمسح الأركيولوجي للموقع الأثري الذي يطلق عليه “رباط المجاهدين”؟

وهل حصلت الشركة المكلفة على موافقة أو ترخيص من وزارة الثقافة المكلفة بالمواقع الأثرية حتى تضم مكان هذا الموقع ضمن المجال الذي سيجته بسياج وبالتالي أدخلته إلى نطاق تصرفها؟

ألا يعتبر رفض الشركة التابعة لـ OCP، اعتداء وإنكارا للأمجاد التاريخية للسلاطين العلاويين وللمغاربة قاطبة ولذاكراتهم التاريخية؟

في سنة 2013 تم إحداث شركة لإنجاز مشروع القطب الحضري مازاغان أطلق عليها إسم “شركة تهيئة وتطوير مازاغان ش.م” SAEDM مملوكة من طرف مجموعة OCP ومديرية الأملاك المخزنية، وذلك تماشيا مع الاستراتيجية الجديدة لتطوير الأقطاب الحضرية التي بادرت إلى إطلاقها وزارة الإسكان وسياسة المدينة.

ويقع مشروع القطب الحضري لمازاغان قرب مدينة الجديدة على بعد 90 كلم من جنوب الدار البيضاء. ويطمح، وفق ورقة تقنية تقديمية للمشروع صادرة عن الشركة المعنية، إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة الجديدة الكبرى، مع ضمان التقاطع العمراني بين مدن الدار البيضاء وأزمور في الشمال والجديدة في الجنوب.
وتندرج أهمية هذا المشروع ضمن الحركية الاقتصادية لإقليم الجديدة، الذي يعد ثاني قطب صناعي في المغرب.

وتضيف الورقة أن مجموعة OCP ومديرية الأملاك المخزنية، اختارتا عند وضع تصور مشروع القطب الحضري لمازاغان، الاستجابة بكيفية أولوية لثلاثة أهداف؛ إقتصادي، وبيئي، وثقافي.

الموقع التاريخي “رباط المجاهدين”

هل استولى OCP على موقع أثري يعد رمزا للدولة العلوية في طرد البرتغال من المغرب؟

عرف الموقع التاريخي الذي يسمى “رباط المجاهدين”، والذي يتواجد حاليا قريبا من مقطع الأداء للطريق السيار الدار البيضاء الجديدة، بكونه الموقع الذي تم من خلاله تحرير مازغان أو الجديدة، المحتلة من البرتغال، على يد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله حفيد السلطان مولاي إسماعيل، وذلك بعد حصار محكم.

وحسب مصادر تاريخية، ففي سنة 1769 جاء سيدي محمد بن عبد الله بخاتمه السلطاني وجيشه والقبائل التي انضمت إليه إثر دعوته، وحاصر مازغان حوالي شهرين، وبعد الحصار اضطر الملك البرتغالي إلى الانسحاب، وتحررت المدينة بعد أن خضعت للاحتلال البرتغالي نحو ثلاثة قرون.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *