القطعة” و”الترمضينة”.. كيف يتجنبها المدمن وأي دور للمجتمع في تخفيف وطأتها؟ (فيديو)
لا يمر يوم في شهر رمضان الفضيل، دون أن نسمع أو نشهد بأم أعيننا على أحد مظاهر عنف بين شخصين أو مجموعات، قد يكون لفظيا أو جسديا، وقد يتطور في حالات تتردد على مسامعنا إلى تسجيل وفيات.
وغالبا ما تكون ساحة الأسواق والشوارع العمومية المكتظة بالمواطنين مسرحا لهذه الظواهر، كما أن حالات العنف والخصومات غالبا ما تقع في الساعات الأخيرة من نهار الصيام. وهذين عاملين مهمين لمحاولة تجنب الوقوع أو التسبب في حالات العنف.
إشكال كبير يحتاج مجهودا ذهنيا
يقول الدكتور الصيدلاني والمتخصص في طب الإدمان، هشام خرمودي، إن حالة sévrage أو “القطعة” كما يسميها المغاربة، والتي تحدث عند متعاطي المخدرات، من أبرز مسببات “الترمضينة” التي تفرز لنا سلوكات عدوانية في الشارع العام وأمام الملأ.
ويوضح الدكتور هشام خرمودي، في لقاء مصور مع جريدة “العمق” أن حالة “القطعة” إشكال كبير يتطلب في المستوى الأول من المدمنين التعامل معها بحذر شديد، وذلك عن طريق وعيه باحتمالية تعرضه لنوبات غضب، والعمل على تجاوزها بشكل مسبق.
المدمن خلال وعيه المسبق، يضيف خرمودي، تكون لديه فرصة جيدة يجب لاستثمارها، إذا حضّر نفسه بشكل واعي وعقلاني، بأنه يمكن أن يدخل في حالة غضب شديد يمكن أن يترتب عنها العديد من السلوكيات السيئة. بمعنى أنه “يحتاج في المقام الأول لمجهود ذهني مسبق يستحضر فيه هذا المعطى، من أجل تجاوزه”.
ويرى الخبير في طب الإدمان أن للمدمن خيارات عديدة في هذا الإطار، هو الذي يعرفها بشكل جيد، يهدف من خلالها لإشغال نفسه بممارسة أنشطة تنسيه قليلا في المادة التي يدمنها إلى حين وصول موعد الإفطار، كالمشي أو الرياضة الخفيفة وغيرها من الأعمال المشابهة التي يجد فيها ذاته.
للمحيط دور في تخفيف وطأة الترمضينة
وفي المستوى الثاني، لتجاوز أو على الأقل تخفيف حالات “القطعة” و”الترمضينة”، يقول هشام خرمودي: على المحيط الذي يتواجد فيه المدمن أن ينتبه بدوره جيدا، على اعتبار أن الإدمان حالة مرضية وليس سلوكا منحرفا كما يتم تداوله. وهذا الأمر قد حسمت فيه المنظمة العالمية للصحة سنة 2012، وعليه أصبح الإدمان في قائمة الأمراض العالمية.
ويتابع خرمودي، أن محيط المدمن، وهنا نقصد الأسرة والشارع والحي، ومكان العمل وغيرها، يجب أن يتم التعامل مع المدمن على أنه قاب قوسين من الدخول في موجة غضب وحالة نفسية قبيحة.
كما يوصي خرمودي في هذا السياق بتخفيض ضغط الحياة خلال فترة الصيام، في الطرقات واجتناب الإفراط في استعمال منبهات السيارات والسياقة بسرعة، والابتعاد ما أمكن عن الاحتكاكات في الأسواق والمحلات التجارية، وفي الوسط المهني وكل الأماكن العمومية التي تجمع تكتلات بشرية، لأنها تكون قابلة للاشتعال بسبب خصومات عادية.
المصدر: العمق المغربي