ساشا دحدوح لـ «الراي»: عابد فهد أستاذ وجورج خباز أكثر من رائع
الدراما المشتركة أعطتْ الممثل اللبناني حقه وساهمت بانتشاره عربياً
أثبتت الإعلامية والممثلة ساشا دحدوح نفسها عبر سلسلة من الأعمال المهمة، وآخِرها «للموت 3» و«النار بالنار» اللذان يدخلان المنافسة الدرامية في الموسم الرمضاني 2023.
وتشير دحدوح في حوار مع «الراي» الى إنها تحاول الاستفادة من كل تجربة تمثيلية جديدة تشارك فيها، وتنوّه الى أنها شعرت بسعادة كبيرة لوقوفها امام ممثلين حقيقيين وغير مغرورين كما يحصل مع بعض النجوم في مواقع التصوير.
* كيف تتحدثين عن مشاركتك في مسلسل «النار بالنار» الذي يضم أسماء مهمة في عالم الدراما العربية عدا أنه في منافسة مع أعمال مهمة وكثيرة هذه السنة؟
لا شك في أن المنافسة جميلة جداً هذه السنة حتى أنني تحدثتُ مع بعض الزملاء حول هذا الموضوع. عندما تنحصر المنافسة في مسلسل أو مسلسلين لا يعود هناك حماس، بينما عندما تكون هناك وفرة في المسلسلات فإننا نعيش أجواء الدراما العربية بامتياز.
وأتوقع أن يحقق مسلسل «النار بالنار» نقلةً نوعية في الدراما العربية لأن موضوعه يتناول التمييز والعنصرية بين النازحين السوريين وبين اللبنانيين الذين يعيشون في حي شعبي فقير. هذا الموضوع يُطرح لأول مرة في الدراما العربية ويضيء على كيفية تعاطي هؤلاء الناس مع بعضهم البعض والمشاكل التي تحصل بينهم وكيف ينتصر الحب في النهاية. المسلسل ينقل ما يجري بطريقة واقعية، بتوقيع شركة الصباح للإنتاج ونظرة محمد عبد العزيز الإخراجية والنص الذي كتبه رامي كوسا. والعمل يشكل تحدياً كبيراً لكل فرد شارك فيه، وكلنا أعطينا من قلبنا وكنا واقعيين في مقاربتنا للأزمة التي يعانيها الشعبان اللبناني والسوري. العمل حقيقي وواقعي وبعيد عن التكلف.
* وماذا يضيف هذا المسلسل إلى تجربتك التمثيلية؟
هذا العمل هو مكسب معنوي. وكل عمل أشارك فيه أعتبره إضافة إلى رصيدي المهني، أستفيد وأكتسب منه. ومن حسن حظي أنني شاركت في أعمال شارك فيها نجوم كبار ومع مُخْرِجين يتمنى الكثيرون التعامل معهم.
المشاركة في مسلسل «النار بالنار» مكسب حقيقي لأن الممثل عابد فهد أستاذ بكل ما تعني الكلمة وصاحب حضور لطيف في موقع التصوير، والتعامل مع جورج خباز الذي نفتخر فيها كان أكثر من رائع مع أنه تربطني به علاقة صداقة، أما كاريس بشار التي أشتغل معها لأول مرة فلديها الكثير من الشغف والحب للمهنة وكذلك الصديقة زينة مكي. هو عمل جمعني بممثلين حقيقيين وغير مغرورين نعطيهم ويعطوننا خلال التصوير. وأعتقد أن سر نجاح أي عمل، بالإضافة إلى النص والانتاج والاخراج هو التواجد في بيئة حاضنة كالعائلة وهذا الأمر أساسي ومهم جداً.
* هل تلمسين غرورا بين النجوم في مواقع التصوير عادة؟
هذا أمر مؤكد. وأحياناً عندما نتعامل مع النجم قد يصل الأمر إلى عدم مشاهدتنا له في موقع التصوير. وأنا لا أقصد أحداً معيناً ولم أتعامل مع هذه الفئة من النجوم. عندما ندخل إلى عمل تشارك فيه أسماء كبيرة نبدأ بالتساؤل هل يا ترى هذا نجم سيعطيني أم أنه سيؤدي دوره ثم يغادر وكأن لا علاقة له بأي شيء؟ ولم ألمس هذا الأمر في مسلسل «النار بالنار» ولا حتى في الجزء الثالث من مسلسل «للموت» الذي أطلّ فيه أيضاً، سواء مع ماغي بوغصن أو مع دانييلا رحمة أو ورد الخال.
* وهل هذه تجربتك الأولى لناحية المشاركة في أعمال رمضانية؟
بل سبق أن كانت لي تجربة في مسلسل «أولاد آدم» ضمن حلقات محدودة.
* هل يمكن القول إن الممثل اللبناني بات يشعر بالرضى المعنوي والمادي في ظل الزخم في الإنتاجات الذي تشهده الدراما؟
لا شك في أن ازدهار الدراما العربية انعكس إيجاباً على أكثر من جهة، بينها شركات الإنتاج والممثلين لأن حضورنا الدرامي كان محصوراً في الفترة الماضية بالمحطات المحلية ولم نكن معروفين عربياً بل كان انتشارنا محلياً فقط. والدراما المشتركة أعطت الممثل حقه وساهمت بانتشارنا في كل العالم العربي وهذه الناحية ساهمت في أن يتواجد لاحقاً في أعمال أخرى أكبر وأهمّ، وهذا الأمر يعود عليه بالفائدة على المستوييْن المادي والمعنوي.
* كيف تعلّقين على اعتراض البعض على حصْر أدوار البطولة بممثلتيْن أو ثلاث ممثلات فقط واعتبارهم أن هذا لا يصب في مصلحة الدراما بل يضرّ بها على المدى المنظور؟
لا يمكنني الدخول في لعبة التسويق أو أسباب تكرار التعامل مع أسماء معينة في الأعمال الدرامية. هذا الأمر يعود الى سياسة المحطات التي تُعرض عليها هذه الأعمال والى سياسة المنصات وشركات الإنتاج، ولكن يمكنني القول إن هناك فرصاً تتاح أمام بعض الوجوه كي تبرز. مثلاً، طارق تميم بعيد عن الشاشة منذ سبع سنوات ولكنه عاد هذه السنة كما أن هناك وجوهاً تلمع في الدراما التركية العربية وهذا الأمر يؤكد أن هناك حلحلة في هذا الموضوع وهذا أمر جيد جداً. كممثّلين، نحن يهمّنا أن نعمل وأن نترك بصمةً من خلال الأدوار التي نلعبها. أما بالنسبة للأمور الأخرى فهي ليست بيدنا وقرارها لا يتعلق بنا.
* في رأيك هل ساهمت المنصات بتقليص عدد السنوات التي يحتاجها الممثل كي يحقق الشهرة والانتشار؟
طبعاً، وخصوصاً أن المنصات ترتكز أكثر على الأعمال القصيرة ما يتيح الفرصة أمام الممثل كي يشارك في أكثر من عمل خلال عام واحد.
* هل يمكن القول إن مشاركتك في التمثيل أصبحت على حساب تواجدك الإعلامي وخصوصاً أنك لطالما كنتِ تحرصين على التواجد في المجاليْن والجمع بينهما؟
دخلتُ المجال الإعلامي منذ العام 2007 وقدّمتُ كل أنواع البرامج الصباحية واستضفتُ كل النجوم الذين كنتُ أحبّ أن ألتقيهم ولكنني لا أقول إنني اكتفيت بل وصلتُ إلى مرحلةٍ شعرتُ معها بأنه يجب أن أعطي التمثيل حقه أيضاً، مع العلم أنه لا يمكنني أن أعطي كلا المجالين في نفس الوقت إلا عندما يكون الأمر ممكناً. مثلاً انتهيتُ من تصوير أعمالي وفي حال عُرضت عليّ فكرة تقديم برنامجٍ وجدتُ أنها مختلفة وأعجبتْني ولا تشبه ما قدّمتُه سابقاً، يمكن أن أقبل بها وأن أستفيد منها بدل الجلوس في البيت. ولم يحدث أبداً أنني جمعتُ بين المجالين في وقت واحد أو أنني اشتغلتُ في مجال على حساب آخَر وقصّرتُ في حقّه.
حالياً أركّز على التمثيل أكثر لأنني أثبت نفسي في الإعلام الذي لن أبتعد عنه في حال توافرت فكرة برنامج جديدة وجيدة، وهذا الأمر لن يبعدني عن التمثيل لأنه المكان الذي أكتشف فيه نفسي و«أفش خلقي» من خلال تقديم شخصيات مختلفة. في العمل الإعلامي أنا أقدّم مادة معينة وأحاور ضيوفي وينتهي الأمر، بينما التمثيل هو مجال مختلف تماماً وأعمق بكثير.
* وهذا يعني أن الأولوية عندك أصبحت للتمثيل؟
في المرحلة الحالية الأولوية عندي هي للتمثيل ولكن لا يمكن أن أعرف ماذا يمكن أن يطرأ غداً، وربما تأتيني فكرة برنامج جميلة جداً لا أستطيع مقاومتها ورفْضها وتتطلّب مني الكثير من الوقت، وأنا لا يمكن أن أقصّر على الاطلاق.
المصدر: الراي