فنانون يشكون “الإقصاء” من التلفزيون

تلقى الأعمال الفنية الرمضانية وتدبيرها من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، انتقادات واسعة، منها ما يصل إلى البرلمان.

إبراهيم خاي، ممثل مغربي شارك في كثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية منذ نهاية الستينات، قال إن “مشكل الفنان هو حرمانه من الاختيار، لأن معظم شركات الإنتاج أضحت تشتغل بمنطق فريق العائلة وخيرنا ما يْديهْ غيرنا، بعيدا عن الكفاءة التي لم تعد قيمة تنفع في الحصول على أدوار، إلا لضرورة قاهرة ولم يجدوا بدا من ذلك”.

وأضاف صاحب سلسلة “مبارك ومسعود”، التي عرضت في رمضان 2008، أن “المشاركة في الأعمال التي تعرض في هذا الشهر الكريم أصبحت شبه منعدمة، إذ يقتصر الأمر على أداء دور ضيف حلقة في سلسلة من 30 حلقة، في وقت تضايقنا أسئلة الجمهور عن سبب غيابنا، وهو لا يعلم أننا غُيبنا بسبب الفرص الضئيلة جدا، أما بخصوص البرامج الرمضانية، فحدث ولا حرج”.

وتابع الفنان ذاته، الذي تألق في المسرح الحي وفي أدائه لأدوار تلفزية كوميدية، قائلا: “أبسط ملاحظة بخصوص ما يعرض في قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، هي أنك ستجد الوجوه نفسها هنا هناك، ما يفرض تقنين المجال من طرف نقابة الفنانين، أو وزارة الثقافة، أو دفتر تحملات للشركة ذاتها من أجل فرض احترام قاعدة المهنية والإبداع، كما كان عليه الأمر سابقا”، موردا أن “سيطرة مول الشكارة، دفعت الممثل إلى البحث عن بدائل ليضمن بقاءه.

وأما البديل التكنولوجي الذي لجأ إليه بعض الفنانين اليوم، فأرجعته ماجدة ازناك، فنانة مراكشية رئيسة جمعية مرآة التواصل الفني، إلى “غياب المشاركة في عدة أعمال فنية تلفزية، خاصة بمناسبة شهر رمضان الذي يتميز بنسبة مشاهدة مرتفعة، ما جعل الفنان مضطرا إلى اختيار قناة يوتيوب التي توفر نسبة مشاهدة تفوق قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لعرض أعماله”.

وأوضحت الممثلة ذاتها، التي عاشت ذات يوم وضعا اجتماعيا صعبا جعلها مهددة بفقدان منزلها نتيجة عدم أدائها للأقساط الشهرية الخاصة به، أن “التكنولوجية الرقمية، وخاصة القنوات المرئية ومنصات التواصل الاجتماعي، توفر للفنان فرصا كثيرة لعرض إنتاجاته الفنية بشكل يضمن الحصول على نسبة مشاهدة كبيرة بفضل ما يقدمه من إبداع”، مؤكدة أن “المجال الرقمي لا يرحم ولا يعرف الزبونية والمحسوبية، لأنه لا يعترف سوى بذوي الكعب العالي في المسرح والتمثيل”، على حد قولها.

وكشفت الفنانة ماجدة أزناك عن تحضيرها رفقة إبراهيم خاي، وأسامة التونسي، نجل المرحوم الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي المشهور بلقب “عبد الرؤوف”، وخريج مسابقة “كوميديا” المهدي بضاك، والممثلة محاسن السميلي، سلسلة كوميدية جديدة ستعرض خلال شهر رمضان على الشبكة العنكبوتية، بمشاركة نخبة من الفنانين المراكشيين، من بينهم محمد زروال، وليد مزوار وأميمة مجدولين.