أستاذ مغربي يروّج لثقافة المملكة في اليابان ويحاور معلمين عبر العالم
تجربة ملهمة لنشر الثقافة المغربية والترويج للمملكة وغناها الثقافي والتراثي والسياحي يشرف عليها أستاذ مغربي مقيم حاليا في اليابان مسجَّل في “برنامج تدريب المعلمين والطلاب”، وهو البرنامج الذي يعتبر جزءا من العلاقات الثنائية بين المغرب واليابان للنهوض بالتعليم، ضمن برنامج “منحة” الذي تشرف عليه وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية الفرع من “برنامج دراسة اليابان”.
الأستاذ المغربي هشام هياط، الذي يُدرّس اللغة الإنجليزية في وزارة التربية الوطنية المغربية منذ عام 2013، أفاد في تواصل مع جريدة هسبريس الإلكترونية خلال إقامته هناك بأنه “يتابع منذ عام ونصف تقريباً تدريبات عملية وسلسلة تكوينات في رحاب جامعة تكوين الأساتذة في منطقة هيوكو اليابانية”.
وبين أنشطة متعددة تتنوع بين ما هو ثقافي وتعليمي في اليابان قصد تعزيز الثقافة المغربية هناك، و”خلق منصة للحوار والتبادل بين المعلمين من مختلف أنحاء العالم”، تتوزّع اهتمامات الأستاذ هشام هياط خلال مقامه الذي قارب العامَيْن بالإمبراطورية اليابانية، التي يطلق عليها أيضا “مشرق الشمس”.
الأستاذ الحاصلُ على شهادة ماستر في تخصص “تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها” (Teaching English as a Foreign Language) من جامعة ابن طفيل، قال في معرض حديثه مع هسبريس إنه كان “ضمن مجموعة من 4 أساتذة مغاربة استفادوابعد عملية انتقاء ذات أربع مراحلمن برنامج منحة (MEXT) السنوية، الذي تعدّ وزارة التعليم والثقافة اليابانية هي المسؤولة عنه، كما أنها هي مموِّلة المنحة، في إطار أنشطة التعاون الدولي بين المملكة المغربية واليابان ذات الصلة بالشأن الثقافيالتعليمي”.
“إنها منحة للأساتذة تُمكّنهم من تلقي تدريب من طرف أكاديميين وخبراء يابانيين طيلة عام ونصف”، يورد هشام هياط، الأستاذ بثانوية ابن بطوطة التأهيلية بمدينة القنيطرة، لافتا إلى أن “برنامجها الذي يتضمن خرجات ميدانية وزيارات إلى مدارس يابانية متنوعة المستويات، ساهم في تعريفه بالثقافة المغربية هناك”.
كما لم يُخف أستاذ اللغة الإنجليزية ذاته التعبير عن سعادته ببث أول نشاط ثقافي ظهَر فيه على شاشات تلفزيون الكابل الياباني الخاص بجهة هيوكو، مشددا على أنها “كانت فرصة سانحة للتعريف بالمناطق السياحية والتراثية الأكثر بروزاً بالمغرب، ولا أخفيكم أنه كان هناك تجاوب كبير مع ما قدّمته”.
وتابع شارحا: “تحدثتُ باللغة اليابانية خلال المرور التلفزيوني عن تجربتي في اليابان وقدّمت المغربَ وغنى تراثه وثقافته للشعب الياباني. كان الهدف هو تمثيل المغرب أمام الشعب الياباني وجعله يتعرف على ثراء الثقافة المغربية ومعالم المملكة السياحية”.
برنامج حواري للمُعلّمين
النشاط الثاني الذي أكد هياط أنه فخور به، هو برنامج حواري لفائدة معلمين وأساتذة من مختلف قارات العالم يسمى “TEACHERS’ TALK SHOW”، مفيدا بأنه بث حلقات كثيرة منه على موقع “يوتيوب”، هدفه “أساتذة بلا حدود”، على حد وصفه، آملاً أن يلاقي إشعاعاً أكبر.
وأضاف في نبرة فخر: “لقد تمكنت من بدء برنامج حواري للمعلمين، حيث أقوم بدعوة معلمين من بلدان مختلفة (آسيا وأوروبا وأفريقيا) للتحدث عن أنظمة التعليم في بلدانهم، في إطار تبادل الممارسات الفضلى وتطوير المناهج والطرائق التربوية”.
الهدف، بحسب الأستاذ المغربي ذاته، هو “معرفة المزيد عن أنظمة التعليم المختلفة في جميع أنحاء العالم بشكل يؤدي إلى تحسين نظامنا التعليمي في المغرب”.
وقال: “أعتقد أن هذه الأنشطة مهمة لأسباب مختلفة؛ أولا، تعزيز الثقافة المغربية في اليابان وخلق جسر ثقافي بين البلدين”، مؤكدا سعيَه لتمثيل بلاده والتعبير عن حبه وتقديره لها من خلال الأنشطة التي يقوم بها، فضلا عن “إعطاء مثال وقدوة جيدة” لطلبته وتلامذته في المغرب كي يبيّن لهم أن “معلّمهم قد يُحدِث بعض التغيير”.
وكشف هشام هياط أنه حاليا “في طور الإعداد لبرنامج وثائقي حول مستقبل التعليم في العالم بحلول 2050، لأن مهنتنا تستهدف أجيالاً صاعدة وليس فقط في الظرف الراهن”.
المصدر: هسبريس