سوسيولوجي يحذر من آثار نشر صور “موائد الإفطار” على الفقراء بالمغرب
في كل رمضان، تغمر وسائل التواصل الاجتماعي صور لما لذ وطاب من الأكلات المختلفة على موائد الإفطار، وهو ما يثير جدلا واسعا، بالنظر إلى وجود عائلات وأفراد لا يمكنهم توفير مثل تلك الموائد.
الوضع هذه السنة أكثر حرجا مع الارتفاع الواضح في الأسعار، إذ إن نشر صور لمثل تلك الموائد الرمضانية قد يثير امتعاضا شديدا لدى فئة واسعة من الشعب. في المقابل، يحذر خبراء الاجتماع من الأمر، معتبرين أنه يؤدي إلى سلبيات شتى.
في هذا الإطار، وصف علي الشعباني، خبير اجتماعي، نشر صور لموائد إفطار رمضانية على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الانحراف”، قائلا ضمن تصريح لهسبريس: “هناك من الناس من لا يتوفر على هذه الأمور، خاصة أن الأمر يتعلق بموائد غنية تحرج المشاهدين”.
ودعا الشعباني إلى “التخلي عن مثل هذه الظواهر الشاذة التي تسيء للآخرين وتجرح كبرياءهم”، وحث في المقابل على التضامن والترابط، قائلا: “مثلا، كل رمضان نلاحظ مسألة حميدة جدا تحيي قيمة التضامن والتكافل الاجتماعي، إذ نجد في الأسواق الكبرى مجموعة من القفف المليئة بالمواد الغذائية الأساسية في شهر رمضان يتم اقتناؤها للتصدق بها”.
وأضاف: “نلاحظ أن هناك مجموعة من المحسنين لا يظهرون للعيان يتصدقون بهذه القفف على العائلات التي تستحق هذه المساعدات؛ فالمغاربة معروفون بالكرم والسخاء، خاصة في المناسبات التي تستدعي التكافل الاجتماعي”.
ونبه الشعباني إلى قوة الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي و”استعمالها بشكل فوضوي أحيانا”، مشددا على أن “القيم الإسلامية تدعو إلى التضامن دون أي رياء أو افتخار أو إساءة لمن نتبرع لفائدتهم”.
يذكر أن ظاهرة نشر صور لموائد الإفطار تحولت إلى طقس سنوي بمواقع التواصل الاجتماعي التي صارت أشبه بـ”مطبخ جماعي” يعرض مختلف الأطباق والوجبات الغذائية في الفترة الرمضانية.
المصدر: هسبريس