خبير تحكيمي يعلق على إقالة حدقة وتفويض صلاحيات الجامعة وإمكانية التعاقد مع حكام أجانب (حوار)
خلّف قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بإنهاء مهام مدير المديرية الوطنية للتحكيم، يحيى حدقة، مع تكوين لجنة تقنية للتحكيم تضم ممثلين عن جميع العصب الوطنية لتعويض اللجنة المركزية السابقة، ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض.
واعتبر عدد من المتابعين أن القرار الذي اتخذته جامعة الكرة كان صائبا وجاء نتيجة الأخطاء التحكيمية الفادحة المرتكبة خلال الأسابيع الماضية، فيما اعتبر آخرون “تنصلا” من جامعة الكرة من مهامها وصلاحياتها خاصة في وقت حساس من الموسم الكروي.
وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي، على مدار الأسابيع الماضية، وسما يطالب فيه أنصار الأندية بإقالة حدقة بسبب الأخطاء التحكيمية الفادحة وبضرورة توفير حكام أجانب لقيادة ما تبقى من منافسات البطولة الوطنية بعد ظهور حالات تحكيمية “مسيئة” لم تحدث حتى في مرحلة ما قبل اعتماد تقنية “الفيديو.
وأكد فوزي لقجع، في كلمة له على هامش اجتماع المكتب المديري لجامعة الكرة، أن مهام هذه الأخيرة أصبحت متعددة ومتنوعة كاستضافة العديد من المسابقات الإفريقية والتجمعات الدولية، ما يتطلب منها، على حد قوله، بذل مجهودات مضاعفة، مما يتحتم على العصب الوطنية تحمل مسؤولياتها في ممارسة مهامها واختصاصتها.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق على تكوين لجنة تقنية للتحكيم لتعويض اللجنة المركزية السابقة، والتي ستضم ممثلين عن جميع العصب الوطنية، كما تم إنهاء مهام مدير المديرية الوطنية للتحكيم، حيث ستبث كل عصبة وطنية في ملفاتها التأديبية عبر لجن قضائية مختصة، فيما تم تحديد اختصاصات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في البنيات التحتية؛ التكوين وتطوير كرة القدم ؛ المنتخبات الوطنية والعلاقات الدولية.
ولمناقشة هذا الموضوع، تستضيف جريدة “العمق” في هذا الحوار الخبير التحكيمي، محمد الموجه، الذي سيتحدث عن موقفه من قرار إنهاء مهام المديرية الوطنية للتحكيم وتقييمه للتحكيم الوطني وسبل تطويره في الفترة المقبلة.
ما قراءتك لقرار إعفاء يحيى حدقة من مهامه ؟
أعتقد أن قرار الإقالة كان صائبا لكنه جاء متأخرا، حيث كان من المفروض إنهاء مهام يحيى حدقة على رأس المديرية المركزية للتحكيم قبل سنوات طويلة، خاصة في ظل ضعف المنظومة التحكيمية المغربية وتراجعها مع مرور الوقت، لكن على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تقوم بمحاسبة المسؤولين مع القيام بجرد مالي للمديرية التي استنزفت أموالا طائلة على مدى السنوات الماضية.
هل تعتقد أن قرار تفويض الجامعة لصلاحياتها في التحكيم للعصبة كان صائبا ؟
كان من المفروض أن تحافظ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على هذه الصلاحيات فتفويض هذه الأخيرة للعصبة الاحترافية سيخلّف مجموعة من المشاكل المتعلقة بالنزاهة، غير أن الجامعة أصابت، بالمقابل، حين قررت إعفاء يحيى حدقة من مهامه، علما أنه كان يجدر بالجامعة إعفاء جميع المسؤولين بهذه المديرية الذين عمروا لأزيد من 20 سنة في تسيير المنظومة التحكيمية بالمغرب، دون محاسبة أو مساءلة.
لكن يجب على هذه اللجنة التقنية أن توضح برنامجها جيدا للنهوض بالتحكيم المغرب، وإعادته لمكانته الطبيعية خاصة أن بلادنا هي الأولى من خارج أوروبا والقارتين الأمريكيتين تمكنت من إدارة نهائي كأس العالم.
هل رضخت جامعة الكرة لاحتجاجات الجماهير ؟
لا شك أن احتجاج الجماهير كان لها أثر في تنفيذ هذا القرار الجريء، غير أنه جاء بعد احتجاج الأندية الكبرى مثل الرجاء والوداد ونهضة بركان، في حين لم تولي الجامعة أي أهمية للاحتجاجات السابقة للأندية الأخرى مثل المغرب الفاسي واتحاد طنجة وأولمبيك خريمة، التي عبرت في أكثر من مرة عن سخطها على “الظلم” التحكيمي الذي تعرض له.
كما أن الحكام المغاربة يتعرضون لضغط شديد بسبب توالي المباريات، حيث إننا لا نتوفر سوى على 12 حكما من النخبة يتناوبون على مواجهات البطولة الاحترافية دون راحة، وهو ما قد يؤثر في أوقات كثيرة على مردوديتهم وأدائهم.
هل تؤيد فكرة التعاقد مع حكام أجانب للمباريات الكبرى والحساسة ؟
قبل التفكير في التعاقد مع حكام أجانب يجب أولا أن نحسن استغلال الموارد البشرية التي نتوفر عليها، فالمغرب يتفر على حكام من طينة جيدة لا سيما في العصب الجهوية غير أننا نضيع قدراتهم بعدم استغلالها في مباريات البطولة الاحترافية، لكن بالمقابل من الممكن الاستعانة بحكام أجانب والسير على منوال تجربة البطولتين السعودية والإماراتية وغيرها.
البطولة الاحترافية ستدخل في منعرج حاسم فالثلث الأخيرة من الموسم سيعرف ندية كبيرة، وهو الأمر الذي يجب أن يستعد له الحكام بشكل جيد، لاحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق.
المصدر: العمق المغربي