شركات إسبانية تشتكي من التضييق الجزائري على الأنشطة التجارية المشتركة
بعد مضيّ سنة على التوتر السياسي بين مدريد والجزائر، ما زالت الشركات الإسبانية تشتكي من “التضييق” الذي تمارسه السلطات الجزائرية على أنشطتها التجارية، مشيرة إلى ضعف المعاملات البينية منذ أشهر.
وحسب صحف إيبيرية، فإن غياب “المرونة” لدى الطرف الجزائري يعرقل التعاون التجاري البعيد عن المصالح السياسية المشتركة، مبرزة أن الصادرات الإسبانية نحو الجزائر تراجعت بالضعف، فيما واصل “قصر المرادية” إمداد مدريد بالغاز الطبيعي.
بهذا الخصوص، أفاد مصطفى أوزير، أستاذ جامعي متخصص في الشأن الإسباني، بأن “العلاقات الجزائريةالإسبانية في تراجع مستمر منذ سنة بسبب تغير موقف مدريد من ملف الصحراء المغربية، وذلك بتأييدها للمقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي”.
وقال أوزير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الرئيس الجزائري حذر في تصريح سابق من جمود العلاقات الثنائية مع إسبانيا، لكنها لم تلغ؛ بمعنى أن العلاقات الاقتصادية التي عرفت تصاعدا استفادت منه الشركات الإسبانية في الجزائر قبل التقارب التاريخي بين إسبانيا والمغرب خلال السنة الماضية، تم تجميده من الجانب الجزائري كورقة ضغط على الحكومة الإسبانية، حيث خفضت وارداتها من إسبانيا بمقدار الثلث، لتنتقل من 2906 مليون يورو في 2019 إلى 1010 مليون يورو في 2022”.
وأضاف الأستاذ الجامعي أنه “في الوقت نفسه، نمت الصادرات الجزائرية إلى إسبانيا بنحو 85 بالمائة، حيث ارتفعت من 3851 مليون يورو قبل ثلاث سنوات إلى 7105 مليون يورو في العام الماضي”، وزاد: “في خضم الأزمة الدبلوماسية مع مدريد، لم تقطع الجزائر العاصمة تدفق الغاز والنفط الذي ارتفع سعره بشدة بسبب الحرب في أوكرانيا”.
واستطرد أوزير بأن “تجميد استيراد المنتجات الإسبانية مستمر، ذلك أن العمليات المصرفية التجارية بين البلدين محظورة”، لافتاً إلى أن “الرئيس الجزائري تحدث عن مواصلة العمل مع باقي المنظمات الإسبانية، كما أنه يكن كل الاحترام لملك إسبانيا”.
“ذلك يؤكد أن الجزائر تحاول ربط الأزمة بينها وبين إسبانيا بمواقف الحكومة الحالية في علاقتها بالمغرب، ليس من ناحية موقفها تجاه الصحراء المغربية فقط، بل كذلك من ناحية شراكتها الاستراتيجية مع المملكة المغربية، خاصة على المديين المتوسط والبعيد”، يورد الخبير ذاته.
وذكر أن “هذا التعاون يزعج الجارة الشرقية التي ترى فيه تهميشا لها وحاجزا يحول دون تنفيذ خططها الرامية إلى عزل المغرب عن محيطه الجغرافي”، خالصا إلى أن “الإشارات التي تبعثها الجزائر إلى المعارضة الإسبانية وملك البلاد والمجتمع المدني، توضح أنها تجهل مدى التعاون الاستراتيجي مع المغرب، وبالتالي فموقف مدريد من الصحراء المغربية لا يعود إلى الحكومة، بل تفرضه عدة اعتبارات جيواستراتيجية إقليميا وكونيا”.
المصدر: هسبريس