مايكروسوفت تطلق “أوفيس كوبايلوت” ردا على “عصا غوغل السحرية”
أعلنت شركة “مايكروسوفت” (Microsoft) أمس الخميس عن أحدث خططها لوضع الذكاء الاصطناعي في أيدي المزيد من المستخدمين، وذلك بدعم برامجها المكتبية المستخدمة في حزمة “مايكروسوفت أوفيس” (Microsoft Office) المعروفة على نطاق واسع بالذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك ردا على إطلاق منافستها “غوغل” (Google) مجموعة من منتجات الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، وفق تقرير نشره موقع “رويترز” (Reuters).
واستعرضت الشركة التكنولوجية برنامج كوبايلوت “إيه آي” (AI” Copilot”) الجديد لحزمة “مايكروسوفت 365″، وهي مجموعة منتجات تتضمن برنامج المستندات “وورد” (Word) وجداول بيانات “إكسل” (Excel) وبرنامج العروض التقديمية “باور بوينت” (PowerPoint) والبريد الإلكتروني “أوتلوك” (Outlook).
وقالت مايكروسوفت إن الذكاء الاصطناعي الذي تم فتحه لأول مرة أمام حوالي 20 شركة للاختبار سيؤدي إلى تسريع إنشاء المحتوى وتوفير وقت الموظفين.
كما عرضت الشركة الأميركية التي مقرها واشنطن والتي تفوقت على أقرانها من خلال الاستثمارات في “أوبن إيه آي” (OpenAI) مبتكر برنامج “شات جي بي تي” (ChatGPT) تجربة “محادثة تجارية” جديدة يمكنها سحب البيانات وتنفيذ المهام عبر التطبيقات بناءً على أمر مكتوب للمستخدم.
وقال ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، في عرض تقديمي عبر الإنترنت، “نعتقد أن هذا الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي سيمهد الطريق لموجة جديدة من برامج زيادة الإنتاجية”.
وارتفع سعر سهم مايكروسوفت بنحو 4% على خلفية هذه الأخبار.
تعكس التطورات التي حدثت هذا الأسبوع، بما في ذلك التمويل الجديد لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أديبت” (Adept)، المنافسة الشرسة بين الشركات الكبيرة والصغيرة لنشر البرامج التي يمكن أن تعيد تشكيل طريقة عمل الناس.
وتتقدم شركتا مايكروسوفت و”ألفابت” (Alphabet) المالكة لشركة غوغل في هذه المنافسة، وروجت الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي ميزات الذكاء الاصطناعي لبريد “جيميل” (Gmail) وبرنامج الـ”عصا سحرية” (magic wand) لصياغة الفقرات في معالج الكلمات الخاص بها.
ويمكن القول إن القدرات التي عرضتها مايكروسوفت وغوغل متشابهة، بحسب تقرير رويترز.
وبدأ جنون الاستثمار في بناء منتجات جديدة مع إطلاق “شات جي بي تي” العام الماضي، وهو برنامج الدردشة الآلي الذي أظهر للجمهور إمكانات ما تسمى بنماذج اللغات الكبيرة (أدوات ذكاء اصطناعي يمكنها قراءة النص وتلخيصه وترجمته).
ويقول تقرير رويترز إن هذه التكنولوجيا تتعلم من البيانات السابقة كيفية إنشاء المحتوى من جديد، وقد تطورت بسرعة مذهلة.
وبدأت شركة “أوبن إيه آي” هذا الأسبوع فقط في إصدار نسخة أكثر قوة تُعرف باسم “جي بي تي 4” (GPT4).
وقالت مايكروسوفت إن هذا يدعم جزئيًا ميزات “مايكروسوفت كوبايلوت”، إلى جانب نموذج “جي بي تي 3.5” (GPT3.5) الأقدم.
وأجرت مايكروسوفت أمس الخميس أكبر تحديثات في برنامج “إكسل” (Excel)، حيث قالت الشركة إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح الأبواب لبرنامج جداول البيانات الخاص بها، وهو برنامج مهم للمحللين والمدربين، حيث يمكن لأي شخص الحصول على عمليات حسابية معقدة إذا كان قادرا على وصفها بنص عادي.
على غرار الملاحظات الحية التي عرضتها غوغل على المراسلين هذا الأسبوع، قالت مايكروسوفت إن برنامج كوبايلوت الخاص بها يمكنه تلخيص الاجتماعات الافتراضية فور حدوثها في برنامج “تيمز” (Teams) التعاوني.
وأظهر جون فريدمان نائب رئيس شركة مايكروسوفت، في مقابلة مع رويترز، هذه القدرة، في وقت قام فيه كوبايلوت “إيه آي” بإنشاء نقاط تلخّص الأسئلة التي طرحتها رويترز.
وقال فريدمان إن مايكروسوفت ستجعل نشر البرامج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مجديا اقتصاديًا، وأضاف أن ضبط التكنولوجيا والتأكد من أن إجاباتها واقعية هو السبب في أن مايكروسوفت تختبر كوبايلوت “إيه آي” مع بعض العملاء قبل طرحها على نطاق أوسع.
وأشار فريدمان إلى تجربة الدردشة التجارية لشركة مايكروسوفت باعتبارها أكبر تطورا لأنها تستطيع التعامل مع المهام عبر التطبيقات.
على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يسأل “أخبر فريقي كيف قمنا بتحديث إستراتيجية المنتج”، وسوف يأخذ الذكاء الاصطناعي إشارات من رسائل البريد الإلكتروني والاجتماعات ومحادثات الدردشة الصباحية ويلخّص الإجابة، على حد قول مايكروسوفت.
وقال فريدمان إن الرؤية على المدى الطويل هي ذكاء اصطناعي أكثر تخصيصًا، وأضاف “غالبًا ما نجعل الناس يتأقلمون مع الآلات والأنظمة التي نبنيها. لكن هذا الشيء يقصد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هو من سيبدأ في التكيف معك”.