مزيد من العقلانية والهدوء السودانية , اخبار السودان
مزيد من العقلانية والهدوء
فاروق أحمد الهادي
كل من يتحدث عن فريق المريخ والقصور الفني الذي ظل يلازم أداء الفريق من خلال مباريات دوري المجموعات الفائتة، بعيداً عن الظروف الإدارية المعقدة التي ظل يعيشها النادي من خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، أعتقد أنه يجافي المنطق، لاسيما وأن النادي عاش فترة (خراب) ودمار ممنهجة، بسبب الصراعات الإدارية التي أقعدت النادي لفترة ليست بالقصيرة..
(بعد النظر) يتطلب قدر مهم من الهدوء والكياسة في إصدار الأحكام وتقييم الموقف، قبل الحكم على فشل تجربة بناء ورتق نسيج الفريق الفني والتي حدثت من خلال فترة وخطة قصيرة، عمل من خلالها مجلس المريخ الجديد بمعاونة المدير الفني للفريق بطريقة (علوق الشدة) بعيداً عن رفاهية الوقت والخيارات، لأن المجلس استلم مهام النادي بشكل رسمي بعد الانتخابات قبل أسبوع واحد فقط من دخول فترة التسجيلات التي سبقت خوض دوري المجموعات..
مع ذلك اجتهد مجلس المريخ في إضافة لاعبين في وقت وجيز وفي سباق كبير مع الزمن، بترشيح مباشر من المدير الفني البرازيلي، ووفر كل معينات نجاح فترة الإعداد، وأعتقد أن كل تلك الحقائق تؤكد على أن الحكم على نتائج الفريق بشكل سلبي والتقييم مازال مبكراً حتى على المستوى الفني، لأن مجلس الإدارة بالإضافة للجهاز الفني بذل جهداً خرافياً من أجل إصلاح شكل الفريق وفق خطة قصيرة المدي تواكب التنافس الأفريقي الحالي..
بكل تأكيد يعي ويدرك مجلس المريخ عظام المسؤولية التي أوكلت اليه والتي تتطلب قدراً كبيراً من التضحايات من أجل عودة الحياة للنادي وزيادة نسبة الاستقرار بالنسبة للفريق حتى يتسنى له العودة كما كان مارداً قوياً من خلال أفريقيا..
يعمل مجلس المريخ بصبر ومصابرة كبيرة ويتحمل المسؤولية بقلب (قوي) من خلال عدد من ملفات الإصلاح التي من شأنها أن تعيد للنادي الاستقرار المطلوب، حيث يجتهد المجلس بقوة من خلال ملف عودة استاد المريخ للخدمة، بالإضافة لإرساء دعائم الاستقرار بالنسبة لفريق كرة القدم، وهنا لابد من الإشارة إلى أن هنالك خطة علمية بعيدة المدى (مشروع) مبني على مواصلة تدعيم الفريق بمزيد من اللاعبين المميزين على صعيد الأجانب والمحليين، سيجني الفريق ثمارها في المستقبل القريب..
لابد علينا أن نصبح أكثر عقلانية، وننظر لنصف الكوب الممتلىء، بما فيه من نجاحات، بعيداً عن الانفعالات، وننظر للواقع المليئ بالإشراقات والذي يتطلب قدراً كبيراً من تثبيت دعائم الاستقرار، وتقديم الدعم لمجلس الإدارة الذي يمتلك من الوعي والقوة والانتماء ما يكفي في سبيل عودة النادي لمكانه الطبيعي بين طليعة الأندية على المستوى القاري..
المصدر: صحيفة التغيير