مقاولات مغربية وإسبانية تبحث تعزيز الدينامية الاقتصادية بين المملكة والكناري
أكدت مجموعة من المقاولات المغربية والإسبانية سعيهما المشترك إلى تعزيز الدينامية الاقتصادية بين المملكة وجزر الكناري، اعتباراً للتعاون السياسي الإستراتيجي بين البلدين استناداً إلى مضامين خارطة الطريق الموقعة بالقصر الملكي بالرباط.
جاء ذلك على هامش اللقاء الاقتصادي الذي انعقد بالدار البيضاء مساء أمس الخميس بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجلس الاقتصادي المغربيالإسباني، بمشاركة وفد من رجال الأعمال الكناريين الذين تعرفوا على فرص التعاون الثنائية مع نظرائهم المغاربة.
وناقش اللقاء البيني، حسب الندوة الصحافية التي تلت المحادثات الاقتصادية، سبل تدعيم التعاون المالي في مجموعة من القطاعات الإستراتيجية، لاسيما ما يرتبط بالزراعة والهيدروجين الأخضر والسياحة والصناعة والعقارات والنقل والخدمات اللوجستيكية والتكنولوجيات الحديثة.
في هذا الصدد، أفاد أنخيل فيكتور توريس، رئيس حكومة جزر الكناري، بأن “المغرب حليف إستراتيجي لإسبانيا في جميع المجالات، بما يشمل المجال الاقتصادي الذي تقوى أكثر في ظل الدينامية السياسية بين الطرفين في السنوات الأخيرة”.
وأوضح توريس، في كلمته أمام الوفود الاقتصادية الحاضرة في الاجتماع، أن “العلاقات الاقتصادية بين المغرب وجزر الكناري متميزة، لكن يجب تدعيمها وتحيين خطوطها العريضة بما يتجاوب مع التحديات المطروحة وفرص الشغل المتاحة في كلا البلدين”.
وأورد المسؤول الإيبيري أن “جزر الكناري تتعامل مع أزيد من 160 مقاولة مغربية في شتى المجالات، لاسيما على المستوى السياحي، لكن ينبغي تقاسم الخبرات في ميادين اقتصادية أخرى، خاصة ما يرتبط بالقطاع الخاص في كلا البلدين”.
فيما لفت شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى أن “الإرادة المشتركة لتحسين العلاقات الثنائية كانت وراء الدينامية الاقتصادية بين البلدين في العامين المنصرمين”، مشيرا إلى أن “إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب في الاتحاد الأوروبي”.
وذكر لعلج بأن “الشراكة البينية قائمة على مبدأ رابحرابح، الأمر الذي يفسر مساعي المقاولات المغربية والإسبانية للدفع قدما بتلك الشراكة نحو مستويات أكبر”، مشددا على أنه “سيتم تدعيم التعاون التجاري بين المغرب وجزر الكناري في المستقبل القريب”.
واستطرد المتحدث ذاته: “التعاون سيشمل الطاقات النظيفة والسياحة والزراعة وصناعة السيارات وتجارة الأسماك والبناء والخدمات اللوجيستيكية، وغيرها من المجالات”، مؤكدا أن “مقاولات الكناري تطمح بدورها إلى الاستثمار في المغرب لتعزيز هذه الدينامية”.
عادل الرايس، رئيس مجلس الأعمال المغربي الإسباني، قال في هذا الجانب إن “هناك توازنا بين المغرب وإسبانيا في حجم المبادلات التجارية، ما يعكس الإرادة الجدية لكلا الطرفين في تطوير العلاقات الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “جزر الكناري قامت بمجهود ضخم لتطوير منتجها السياحي والفلاحي والصناعي والبيئي”.
وتابع الرايس شارحا بأن “المغرب يمكنه الاستفادة من الخبرة الكنارية في عدة مجالات، كما هو الشأن بالنسبة إلى جزر الكناري التي يمكنها لشركاتها زيادة الاستثمارات في المملكة التي تعد بوابة أوروبا نحو إفريقيا”، مشيداً بالتقدم الإيجابي الذي تعرفه الشراكة الاقتصادية منذ سنوات عدة.
المصدر: هسبريس