الجزائر تُحَرف جدول أعمال زيارة جوزيب بوريل بإقحام ملفي الصحراء وفلسطين
في زيارة تستمر طيلة يوميْن، بداية من اليوم الأحد وإلى غاية يوم غد الإثنين، يحل الممثل السامي في الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، بالجزائر، للقاء مسؤوليها.
وحسب برنامج الزيارة التي وصفها مكتب السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، ضمن بيان موجّه لوسائل الإعلام توصلت به هسبريس، بـ”الرسمية”، فإن المسؤول السامي للاتحاد الأوروبي من المرتقب أن تجمَعه لقاءات عالية المستوى مع كل من عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، ورئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن.
كما يضم برنامج زيارة بوريل إلى “الجارة الشرقية” للمملكة، حسب ما اطلعت عليه ، لقاء مع رمطان لعمامرة، وزير الخارجية والجالية الجزائرية في الخارج.
المكتب الإعلامي للشؤون الأوروبية الخارجية وضع هذه الزيارة في سياق اعتبارها “فرصة لتعميق النقاش المشترك في إطار مباحثات من أجل توطيد وتوسيع الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر”، لافتاً إلى أن “الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية سيستكشف مجالات الاهتمام المشترك التي يغطيها اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، بهدف إعادة إطلاق الحوار والتعاون أو زيادة تعزيزهما”.
ولن تخلو زيارة نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، وفق الإفادات ذاتها، من “اجتماعات ستشكل فرصة، أيضا، لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية؛ بما في ذلك الحالة في منطقة الساحل والتحديات المشتركة في السياق العالمي الحالي في أعقاب الغزو الروسي على أوكرانيا”.
“إقحام منافٍ للمعلَن عنه”
“تأتي زيارة أرفع مسؤول دبلوماسي أوروبي في سياق توتر واضح بين المغرب وبعض مؤسسات الاتحاد الأوروبي؛ خاصة بعد الموقف الأخير للبرلمان الأوروبي الصادر في 19 يناير 2023″، يورد الأستاذ حسن بلوان، باحث في العلاقات الدولية، معلقاً على الموضوع في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية.
وأضاف بلوان شارحاً: “من حق الاتحاد الأوروبي تنويع شراكاته في المنطقة والبحث عن تعزيز مصالحه الإستراتيجية، لكن الجزائر لا تترك مناسبة أو لقاء أوروبياً من هذا النوع إلّا وهاجمت المغرب، معبرة عن عدائها المفضوح تجاه المملكة”، قبل أن يستدرك بالقول: “من المتوقع أن تخلُق الدعاية الإعلامية الجزائرية روايات مخالفة لما سيعلن عنه جوزيب بوريل من مواقف، فلا بد من إقحام قضية الصحراء في النقاش رغم الموقف الواضح للاتحاد الأوروبي الداعم للقضية الوطنية المغربية”.
“رهان جزائري خاسر”
في خرق سافر للمهنية ومبادئها، وحتى “قبل حضور مفوض السياسة الخارجية الأوروبية إلى الجزائر”، لفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “وكالة الأنباء الجزائرية أقحَمَت قضية الصحراء والقضية الفلسطينية في جدول أعمال الزيارة؛ وهو ما يتنافى مع ما أعلنته مفوضية الشؤون الخارجية الأوروبية في بلاغها الذي حدد نوعية وطبيعة اللقاءات وتعميق أواصر التعاون وقضية الساحل والصحراء”.
وأجمل المتحدث في حديثه مع هسبريس: “لا يمكن أن تعوّل الجزائر على هذه الزيارة الوحيدة محاوِلةً عزل المغرب عن امتداده الأوروبي؛ على اعتبار أن العلاقات المغربية الأوروبية تظل إستراتيجية وعميقة التجذر ومتعددة الواجهات”، مردفا: “كما أن جميع أجهزة الاتحاد تقتنع بأن الرباط شريك موثوق وذو مصداقية، ويحظى بوضع متقدم وأفضلية مطلقة في جميع الشراكات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع القارة الأوروبية ومؤسساتها”.
وختم بلوان محللا: “صحيح أن الزيارة إلى الجزائر هي زيارة لضبط التوازنات في الحوض الغربي لضفتيْ المتوسط، لكن أمْلَتها، كذلك، أزمة الطاقة العالمية نتيجة الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
المصدر: هسبريس