اخبار المغرب

ماذا سيجني المغرب من عودة العلاقات بين السعودية وإيران؟

اتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما، كما سيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.

وبحسب بيان ثلاثي صادر عن كل من إيران والسعودية والصين،ط: “تُستأنف العلاقات بين الرياض وطهران ويُعاد افتتاح السفارتين في غضون مدة لا تتجاوز شهرين”.

وجاء في البيان: “تتضمن الاتفاقية تأكيد الطرفين المعنيين على سيادة كل منهما وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”، كما سيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في عام 2001، فضلا عن اتفاقية أخرى جرى توقيعها في وقت أسبق في مجال التجارة والاستثمار.

ومن المعلوم أن العلاقات بين المغرب وإيران تمر بتوترات دبلوماسية وصلت حد قطع العلاقات السياسية وطرد سفير طهران بالرباط، بسبب تدخل إيران في الشؤون الداخلية للمملكة وتسليمها لأسلحة متطورة لجبهة البوليساريو الانفصالية.

فماذا سيجني المغرب من عودة العلاقات السعودية الإيرانية ؟

أكد أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، عباس الوردي، أن “الرابح الأكبر من هذا التعاون السعودي الإيراني بوساطة صينية، فضلا عن دول مجلس التعاون الخليجي، هو المغرب فيما سيكون الخاسر الأكبر، على حد  قوله، هي الجزائر التي تحاول أن تظهر زعامتها في هذا التوجه الذي بني عنه هذا التقارب”.

وأوضح الوردي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن ” الرياض، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، ستحاول من خلال عودة العلاقات السعودية الإيرانية، ثني طهران عن توجهاتها العدائية تجاه المملكة المغربية وباقي الأنظمة البعيدة عنها إقليميا جغرافيا وقاريا”.

وشدد المتحدث ذاته على أن إيران ليست لها مصلحة في مواجهة المغرب لأن لها أجنداتها ومعالمها الخاصة، حيث تريد التأكيد للعالم أنها تصبو للسير مع الركب الدولي، مشيرا إلى أن هذا التقارب الإيراني السعودي ستستفيد منه كل دول المنطقة  في مقدمتها دول الخليج العربي عبر بناء جسر أمنى واقتصادي وإعطاء الأولوية لتبادل وجهات النظر بينها قبل اللجوء للقوة والعنف.

وأضاف الوردي أن هذه التوجه الجديد يؤشر على بناء سياسة أمنية إقليمية وبناء جسر تستفيد منه مجموعة من الدول التي تطبعها علاقات سلمية واقتصادية كالمملكة المغربية، خاصة في ظل العلاقات المتميزة والمتجذرة بين الرباط وباقي دول مجلس التعاون الخليجي.

كما ذكر أستاذ القانون العام بأن عودة المياه إلى مجاريها بين السعودية وإيران بوساطة صينية يؤشر على أن بناء النظام العالمي الجديد أصبحت تلوح ملامحه في الأفق، مبرزا أيضا أهمية التقارب المغربي الصيني في هذا التوجه الجديد.

عزلة الجزائر

أشار الوردي إلى أن الجزائر هي من زجت بإيران في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مستغلة، على حد تعبيره، توجه إيران في دعم مجموعة من الكيانات الانفصالية وعدد من الدكتاتوريات، معتبرا أن “طهران لم تدرك أن الأمر بعيد كل بعيد عن محيطها الإقليمي أولا، وأن للمغرب العربي وشمال إفريقيا والساحل دول تحميه”.

وشدد الوردي على أن إيران لا تثق في الجزائر ولا تراهن عليها، بل تثق في كبريات الدول العظمى كحال علاقتها مع دولة الصين الشعبية، معتبرا أن المغرب بفضل شراكاته وعمق علاقاته مع السعودية والصين حسم الكفة على حساب الجزائر.

وأكد أستاذ القانون العام أن هذه المتغيرات تؤكد على أن عزلة الجزائر لازالت متفاقمة  على المستوى الدولي وأن الثقة في الجزائر منعدمة، معتبرا أن عدم قدرتها على القيام بهذه الوساطة بين السعودية وإيران يثبت عدم تملكها للمقومات الدبلوماسية.

كما أبرز المحلل السياسي أن الجزائر لن يكون لها أي تأثير في هذا التوجه الجديد، معتبرا أن الجزائر تصطاد في الماء العكر ولن تجني إلا الوبال في ظل أن تمويل ميليشيات البوليساريو يتم فوق أرض جزائرية .

وكان وزير الخارجية، ناصر بوريطة، قد اعتبر أن إيران أضحت هي “الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية، عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلا عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.

وأوضح بوريطة، خلال لقاء سابق، أن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار طائرات “الدرون”، مشيرا إلى أن المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران.

يشار إلى أن تقارير استخباراتية كشفت أن إيران سلمت ميليشيات جبهة البوليساريو، طائرات “درون” مسيرة لضرب المغرب، بتمويل جزائري.

ويعيش المغرب وإيران قطيعة سياسية ودبلوماسية منذ سنوات، وذلك عقب قرار الرباط قطع علاقاتها مع طهران، بسبب ارتباط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر بجبهة “البوليساريو” الانفصالية، وهو ما حاولت إيران نفيه.

ففي 2018، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أن الرباط قررت إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط، متهما حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو، قائلا: “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *