جماعة الدار البيضاء تنقل تجارب دولية لترحيل أسواق الجملة خارج المدينة

قررت جماعة الدار البيضاء تنقيل أسواق الجملة للخضر والفواكه، والسمك، والبيض والدواجن، إلى خارج المدينة، لوقف الازدحام الذي تعرفه المناطق التي تتواجد بها هذه الفضاءات.

وينتظر أن تقوم جماعة الدار البيضاء، وفق برنامج عملها، بترحيل أسواق الجملة المعروفة إلى منطقة حد السوالم التابعة لعمالة برشيد، حيث سيتم تشييد “منصة متكاملة للأغذية الزراعية”.

وقدرت جماعة الدار البيضاء إنجاز هذا المشروع بميزانية تناهز 1.5 مليار درهم، ستتم تأديتها من طرف كل من الجماعة ذاتها، ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، ووزارة الداخلية، وجماعة حد السوالم.

ويروم هذا المشروع الكبير، وفق برنامج العمل، تخفيف الضغط عن مدينة الدار البيضاء، إلى جانب المساهمة في تخفيف الازدحام المتزايد الذي يعاني منه رأس المال الاقتصادي.

كما تسعى جماعة الدار البيضاء، من خلال هذا المشروع، إلى بناء مدينة صغيرة ذات مركز موحد للأسواق، شبيه بأسواق بعض المدن العالمية الكبرى، إلى جانب إنشاء مساحة موحدة ومتكاملة لأنشطتها المختلفة.

ويهدف مشروع “منصة متكاملة للأغذية الزراعية”، الذي سيكون جاهزا سنة 2027، إلى حل المشكلات المتعلقة بحالة تجهيزات هذه الأسواق وتدهور بنيتها التحتية، وتحسين الظروف لتشجيع الامتثال لقواعد النظافة والصحة والسلامة.

ومن شأن هذا المشروع الكبير أن يثير غضب العديد من المهنيين في مجال الفواكه والخضر، والأسماك والدواجن، على اعتبار بعد المسافة عن مدينة الدار البيضاء، الأمر الذي سيجعل الكثير من الباعة بالتقسيط يتراجعون عن اقتناء السلع.

ويرى مهنيون أن ترحيل هذه الأسواق خارج الدار البيضاء من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع في أسعار البيع بالتقسيط، جراء الزيادات التي سيتضرر منها التجار بسبب بعد المسافة عن أحياء العاصمة الاقتصادية.

في المقابل فإن مواطني العاصمة الاقتصادية، على غرار ساكنة الحي المحمدي، يطالبون المجلس الجماعي بتسريع ترحيل سوق الدواجن، الذي يتسبب في كارثة بيئية، وأدى إلى أضرار صحية للكثيرين.

وفشلت جماعة الدار البيضاء طوال السنتين الماضيتين في ترحيل سوق الدواجن من الحي المحمدي، رغم المحاولات العديدة التي قامت بها من أجل العثور على عقار بإحدى الجماعات المجاورة.