اخبار المغرب

تداخل الرياضة بالسياسة.. فراغ قانوني يؤسس لدعاية انتخابية سابقة لأوانها 

شكّل قرار الإتحاد الإفريقي لكرة القدم القاضي بتنبيه الاتحاد الجزائري ومنه لباقي الاتحادات القارية لكرة القدم بعدم إقحام السياسة فيالساحرة المستديرة، عقب التصريحات التي أدلى بها حفيد نيلسون مانديلا بخصوص الوحدة الترابية للمملكة المغربية في حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، يناير الماضي بالجزائر، (شكّل) حدثا بارزا استأثر بإهتمام بالغ.

وإذا كان المغرب ندد بهذا الإستغلال تماشيا مع أنظمة الإتحاد الإفريقي والقوانين العامة المؤطرة لكرة القدم على المستوى الدولي، فإن أمام ذلك يقتضي تفعيل نفس الإجراء على المستوى الوطني بضرورة إيجاد خيط فاصل بين الممارسة الرياضية والسياسية.

فما حدود تأثير تداخل الرياضة بالسياسة على السير العام للمرفق الرياضي الذي يخضع لرقابة الاتحاد الدولي والإفريقي؟ وماذا يقول القانون حول تداخل وتماهي الرياضة مع السياسة؟

فراغ قانوني 

جاء القانون 30.09 بعدما عانت الرياضة الوطنية منذ عدة سنوات من العديد من الاختلالات، شكلت عائقا لمسلسل تعزيز الديمقراطية والتنمية الاجتماعية والبشرية وبعدما بدت النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في هذا المجال غير كافية، أو غير دقيقة بالنسبة لتنظيم وتسيير الشأن الرياضي، مما اقتضى إعادة النظر في الإطار القانوني المنظم للرياضة، وهكذا  اعتمد القانون 30.09 الذي يرمي إلى جعل الرياضة ركيزة من ركائز النموذج الاجتماعي المغربي وعاملا لإشعاع المغرب على المستوى العالمي، وفق ما جاء في ديباجة القانون.

المحامي بهيئة أكادير، أحمد أيت علا أكد في تصريح لجريدة “العمق” على أن هناك فراغا قانونيا كلما تعلق الأمر بتداخل الرياضة في السياسة، إذ ليس هناك أي نص صريح يمنع، ولكن حينما يتعلق الأمر بالاستفادة من دعم المجالس المنتخبة للجمعيات الرياضية نتحدث عن حالة التنافي وهي بصيغة أخرى نوع من المنع بشكل غير مباشر.

وأضاف أيت علا في حديثه لـ”العمق”، أن التنصيص  على وجود حالة التنافي هو بصيغة أخرى فصل بين الرياضي والسياسي، حتى لا تستعمل الرياضة كوسيلة للضغط من أجل تحقيق منافع سياسية، مؤكدا على أن هناك فراعا قانونيا، في ظل غياب نص صريح يحد من التداخل والتماهي بين الرياضي والسياسي.

حدود التداخل 

جاء في ديباجة القانون 30.09 أن دور الدولة في الرياضة يعتبر جوهريا لكونه يساهم في تكوين النخب الرياضية وإعداد المنتخبات الرياضية الوطنية ومشاركتها في المنافسات الرياضية الدولية وسهرها على ذلك بتنسيق مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجامعات الرياضية المعنية.

جمال فزة، أستاذ علم الإجتماع بجامعة محمد الخامس، اعتبر في تصريح لجريدة “العمق”، أن “منطق السياسة هو اختراق باقي الحقول إذ لا يمكن أن يشتغل شخص منشغل بالسياسة داخل الرياضة من موقع الفضيلة وتحسين وتطوير الرياضة فقط”، مشيرا إلى أن “ذلك يشكل مناسبة للإستقطاب والترويج للأطروحة السياسية لصاحبها ولو بشكل غير مباشر”.

وأضاف فزة، “مهما حاول السياسي الإنفصال عن كل الإعتبارات السياسية فهو يظل بشكل من الأشكال ينتمي إلى أطروحته السياسية ويحاول أن يسخر حقل الرياضة إلى مآربه السياسية”، متسائلا “إلى أي حد نقبل.. أو ماهو الشكل الذي نقبله في مسألة حضور السياسية في الرياضة؟ وكيف ينبغي أن تحاصر المصلحة العامة الإقتحام السياسي للرياضة بطريقة غير مقبولة”.

أخلاقيات الجامعة 

سبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن أصدرت قرارات متعلقة في مضمونها بوقف أي تداخل للشأن الرياضي بما هو سياسي ضد رئيس عصبة جهوية أقحمت موارد العصبة في السياسية.

وأعلنت لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم شهر نونبر من سنة 2022، أنها إجتمعت وأصدرت قرارا أوقفت بموجبه الحسين بن عويس، رئيس العصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء، لمدة 3 سنوات مع تغريمه مبلغ 30 ألف درهما لإستغلاله حافلة العصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء في الحملة الانتخابية الجماعية.

وقررت لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية، توقيف الحسين بن عويس، رئيس العصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء لمدة 3 سنوات مع تغريمه مبلغ 30 ألف درهما، بعدما انتخب رئيسا للعصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء في مارس 2021، عن نادي الولاء الرياضي، خلفا لمحمد يحضيه لشكر، عن نادي شباب الساقية الحمراء للعبة.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *