إعادة نشر “مختصر خليل” تأكيد على إمامة المغرب للمذهب المالكي
اعتبر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، أن إعادة نشر كتاب ‘‘فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالك‘‘ على عهد الملك محمد السادس، جاء ليؤكد إمامة المملكة المغربية وريادتها للمذهب المالكي والاجتهاد فيه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح ورشة نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء، بمناسبة تحقيق وطباعة الموسوعة الفقهية ‘‘فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي‘‘.
وأضاف عبادي أن هذه الموسوعة ‘‘تعد شارة من شارات الدولة العلوية، إذ كان المولى إسماعيل قد كلف العلماء وفي مقدمتهم العلامة المعداني، بجمع الرأي الإفتائي والإرشادي حسب قواعد وأصول المذهب المالك‘‘.
وأوضح الأمين العام بهذه المناسبة، أن تأليف هذا الكتاب في تلك المرحلة توخى “درء كل أنواع الخلاف التي كانت شائعة خلال تلك الفترة الحساسة من تاريخ المملك‘‘، مشيرا إلى أن ‘‘الدولة العلوية استطاعت في تلك المرحلة درء الفتن، ولم الشمل، وأصبحت جامعة القرويين كسابق عهدها منارة علمي‘‘.
من جانبه قال رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة المحمدية للعلماء، محمد العلمي، الذي عهد له بإدارة وتنسيق هذا المشروع، إن تحقيق هذا الكتاب انطلق سنة 2011، حيث انكب ثلة من الباحثين والأساتذة الذين تم اختيارهم على إنجاز هذا العمل، الصادر في 71 مجلدا، 70 منها خاصة بالكتاب ومجلد أول خاص بالتثبيت.
وأوضح العلمي، أن هذا العمل الذي شارك في إنجازه 41 أستاذا مر بمرحلتين، الأولى همت تحقيق النص وتصحيحه، في حين خصصت المرحلة الثانية للتحقيق النهائي وتوثيق النص والتعليق عليه، مؤكدا أن لجنة عينها الأمين العام للرابطة المحمدية أشرفت على عملية تحكيم ومراجعة الكتاب الذي تم الانتهاء من تحقيقه سنة 2019.
وكانت الرابطة المحمدية للعلماء، قد أصدرت في بداية يناير الماضي أوسع شرح لمختصر الشيخ خليل، موضحة أن قيمته تأتي ‘‘من كونه خزانة علمية في ذاته، تجمع عددا من المؤلفات والحواشي والاستدراكات والتذييلات والتحريرات الفقهية، عزّ أن تجتمع في غيره‘‘.
وأضافت الرابطة أن الإصدار ‘‘يشكّل متناً يبرز مدى غنى مذهبنا المالكي في التعاطي مع النوازل والمستجدات ومتغيرات السياق، وأنه عمل اجتهادي لم يفتأ نبراسا لأهل العلم والفتيا‘‘.
وأشارت الرابطة إلى أن ‘‘هذا العمل الفقهي المتميز الذي يشرح المختصر الفقهي للشيخ خليل المالكي، والذي اعتنى به المغاربة أيّما اعتناء، لعموم نفعه عند الخاص والعام، يمكن عدّه أضخم عمل فقهي في مذهبنا المالكي، مما ينبغي اعتباره مفخرة علوية مالكية مغربية قلَّ نظيرها‘‘.
المصدر: العمق المغربي