اخبار المغرب

المغرب يستعرض تجربة التعاون الإفريقي

قال عمر هلال، السفير المبعوث الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، إن المغرب يضع التعاون مع البلدان الأقل نموا، ولا سيما الإفريقية والجزرية منها، على رأس أولويات سياسته الخارجية؛ وذلك طبقا لرؤية الملك محمد السادس بشأن التعاون جنوب جنوب.

وأكد هلال، في تدخل أمام المؤتمر الخامس للأمم المتحدة المعني بالبلدان الأقل نموا، أن المملكة المغربية تحرص على توفير دعم تضامني لهذه البلدان عبر تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج التنموية في عدد من المجالات، كما هو الشأن بالنسبة لإحداث وحداث صناعية لإنتاج اللقاحات وإنشاء مصانع لإنتاج الأسمدة؛ مما يساهم في تعزيز المنظومة الصحية والأمن الغذائي بإفريقيا.

وفي السياق نفسه اتخذ المغرب، أشار هلال، مجموعة من المبادرات؛ منها، على الخصوص، تسهيل ولوج صادرات الدول الإفريقية الأقل نموا إلى السوق المغربية، وكذا تسهيل التحاق الطلبة الأفارقة بالجامعات ومؤسسات التكوين المهني بالمغرب مع توفير منح دراسية لفائدتهم، إضافة إلى تسوية وضعية حوالي 50 ألف مهاجر من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء والمقيمين بالمغرب منذ 2014.

أما فيما يتعلق بمجالي المناخ والأمن الغذائي، فقد اتخذت المملكة، أبرز هلال، مجموعة من المبادرات وفق مقاربة تشاركية وشمولية ساهمت في بلورة رؤية إفريقية واضحة وطموحة من أجل رفع تحديات التغيرات المناخية، مذكرا في هذا الصدد بمواكبة ودعم اللجان الثلاث التي تم إطلاقها بمناسبة القمة الإفريقية للمناخ، الملتئمة بدعوة من الملك محمد السادس على هامش مؤتمر المناخ COP22 المنعقد بمراكش سنة 2016.

وقال هلال إنه تم أيضا إطلاق مبادرة “تريبل أ” (Triple A) من أجل ملاءمة الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، والتي تضم حاليا 38 دولة إفريقية وشركاء عديدين في مجالي التنمية والتمويل، ومبادرة “تريبل إس” (Triple S)، بشراكة مع دولة السنغال، من أجل استتباب الاستقرار والأمن بإفريقيا، إلى جانب مبادرتي الولوج إلى الطاقة المستدامة ومركز المناخ للشباب الإفريقي اللذين تم إطلاقهما على هامش قمة المناخ لسنة 2019.

وأضاف أنه تم إطلاق مبادرة المكتب الشريف للفوسفاط التي تم بموجبها تخصيص 4 ملايين طن من الأسمدة لفائدة المزارعين الأفارقة خلال سنة 2023؛ وذلك بهدف الاستجابة لحاجيات إفريقيا الملحة إلى هذه المادة الحيوية.

وأبرز هلال أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، برهن، خلال الظرفية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، عن قيمه التضامنية الثابتة اتجاه الدول الإفريقية الشقيقة والتزامه الراسخ بدعمها، حيث بادر إلى تقديم مساعدات طبية تشمل أدوية ووسائل حماية ووقاية إلى حوالي 20 دولة إفريقية؛ وذلك بهدف تعزيز صمودها في مواجهة آثار الأزمة الصحية الناتجة عن الجائحة كوفيد19.

وأكد على دعم المملكة المغربية لبرنامج عمل الدوحة، والتزامه بالانخراط الفعلي في الجهود الدولية الداعمة للبلدان الأقل نموا من أجل تمكينها من تحقيق أهدافها الإنمائية المستدامة.

وجدد هلال تأكيد المملكة الدعوة لكافة شركاء التنمية، وخاصة منظومة الأمم المتحدة للتنمية، إلى تضافر الجهود من أجل تنفيذ الالتزامات وتحقيق الأهداف المسطرة، بما يضمن مواكبة عملية وفعالة لجهود البلدان الأقل نموا في مسيرتها نحو الانتقال السلس والمستدام من هذه الفئة.

وذكر، من جهة أخرى، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سياق دولي تطبعه تداعيات سلسلة من الأزمات المتلاحقة والمترابطة كانت لها آثار وخيمة ومتعددة الأبعاد، خاصة على البلدان الأقل نموا، كشفت مدى الحاجة إلى إعطاء نفس جديد للتعاون الدولي وتطوير آلياته من أجل مساندة هذه الدول.

وفي هذا الإطار، قال هلال إن المجتمع الدولي مدعو إلى تبني حزمة من المبادرات التضامنية والناجعة انسجاما مع برنامج عمل الدوحة، بهدف مؤازرة جهود الإقلاع الاقتصادي والتنمية المستدامة في البلدان الأقل نموا وإدماجها في الاقتصاد العالمي؛ وذلك من خلال الرفع من حجم الدعم الدولي الموجه للتنمية، وتسهيل ولوجها إلى الأسواق، والتخفيف من أعباء مديونيتها الخارجية، وتقوية قدراتها الإنتاجية والاستثمار في تنويع مصادر نموها الاقتصادي.

وأضاف أنه يجب العمل أيضا على تمكين هذه البلدان من ولوج التكنولوجيات الحديثة وتطوير مناعتها في مواجهة آثار التغيرات المناخية ومخاطر الكوارث الطبيعية ومساعدتها على بلورة حلول مبتكرة تسمح لها بالانتقال السلس من قائمة البلدان الأقل نموا.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *