مبادرة مغربية تبتغي إيصال المجلات إلى داخل المدارس والسجون والسفارات
فدراليةٌ للمجلّات المغربية رأت النور بالرباط، ضامّة عشرات المجلات المغربية، وطموحاً الوصول إلى مرتادي المؤسسات التعليمية والسجنية المغربية والتمثيليات الدبلوماسية للبلاد بالخارج.
واختارت الفيدرالية على رأس مكتبها الأكاديمي والوزير السابق عبد الله ساعف، بعدما شهد مؤتمرها حضور ممثلي مجلات أكاديمية وثقافية مغربية بارزة، متعددة التخصصات.
عبد الصمد بلكبير، الذي كان من بين المؤتمرين، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن فكرة الفيدرالية “ليست طارئة، وأول من دعا إليها عبد العلي الودغيري”.
وأضاف الفاعل الثقافي في تصريحه: “رغم أن الفكرة قديمة، إلا أن كثيرا من الشروط والالتباسات خارج الثقافة، وأداتها المجلة، لعبت للأسف دور العرقلة والتأخير والإهمال، لكن في المدة الأخيرة بمبادرة إخوان بمناسبة معرض الكتاب الأخير تم الاتفاق على الشروع في هذا الهدف بسرعة”.
وتابع المصرح: “القطاع الثقافي والإعلامي من أهم أدواته الكتاب و والمجلة، وللجرائد هيئاتها النقابية والمهنية، وللكتاب كذلك هيئاته، لكن ليس للمجلات، فبقيت الأخيرة مثل الأيتام في مأدبة اللئام لا أحد يحتضنها أو يحميها؛ فتعاني نوعا من التهميش مقارنة بالصحف والكتب”.
“يحدث هذا رغم أن للمجلة في التاريخ دور خاص؛ فإذا كان الكتاب يرتبط بالدولة نشأة وتأسيسا واستمرارية، فإن المجلة ترتبط بالمجتمع المدني، وهي أداة وسطى بين التي تتحدث عن الحدث اليومي والكتاب الذي تستقر فيه الأفكار بصورة نهائية. والمجلات نقطة وسط، تناقش فيها الأفكار قبل الاستقرار عليها، وهي مهمة جدا ونعرف دورها في المغرب المعاصر، خاصة مع العبقري محمد حجي، ومحمد داوود، ثم دور ‘دعوة الحق’ بعد الاستقلال، و’البيّنة’ و’أقلام’ و’رسالة الأديب’، وغيرها”، يورد بلكبير.
وذكر المتحدث أنه قد تم التواصل مع حوالي ثلاثين مجلة، “بما في ذلك أحيانا مجلات محسوبة على الإدارة”، وزاد: “احتضنت المؤتمرَ كلية الحقوق بالرباط، وتم اللقاء، وإقرار القانون الأساسي، والتوافق على أحد عشر مديرَ مجلة، على رأسهم عبد الله ساعف، رئيسا”.
واسترسل بلكبير مفصلا: “تجمع الفيدرالية جميع المجَلات التي تحتاج لسانا يدافع عنها، ونحن منفتحون على بقية المجلات الراغبة في الالتحاق، وخطوتنا المقبلة الاتصال برئيس الحكومة، لأن عملنا يهم مجموعة من الوزارات، مثل وزارة الخارجية؛ فهناك سفارات لا تصلها المجلات، ووزارة التعليم، فلدينا 3000 ثانوية، ولو اشترت كل منها ولو نسخة لخرجنا من أزمة المجلة، ولدينا 200 سجن تابع لإدارة السجون”.
وزاد المتحدث ذاته: “الدبلوماسية الثقافية شأن وطني. وسنعقد مؤتمرا أو ندوة للمجلات المغاربية، ثم المجلات الإفريقية، لدعم الدبلوماسية الرسمية والنيابية والدينية ودبلوماسية رجال الأعمال… كما سنحضّر للمؤتمر الدولي للمجلات الذي سينعقد بالمغرب، ومن حسن الصدف أن رئيسه الحالي مغربي هو عبد الفتاح الحجمري. ويوجد كثير مما يمكن أن ينجز ليس فقط لصالح المجلات والثقافة المغربية، بل أيضا لمصلحة الوطن وقضيته المصيرية، الصحراء المغربية”.
المصدر: هسبريس