“الشيخ قالينا مخاصكم والو”
عبر العدد من سكان القرى النائية بإقليم تارودانت عن استيائهم من عدم توصلهم بالمساعدات الإنسانية المخصصة لفائدة المتضررين من سوء الأحوال الجوية والتساقطات الثلجية بعدد من المناطق الجبلية.
النموذج من دوار “افغران” التابع للنفوذ الترابي لجماعة الترابية زاكموزن، دائرة تالوين، بإقليم تارودانت، حيث أكد عدد من المواطنين في حديثهم لجريدة عدم توصلهم بأي دعم بعد التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي فرضت على ساكنة المنطقة حصارا طبيعيا دام لما يقارب أسبوعا كاملا، مخلفة خسائر مادية وصفت بالكبيرة.
وكشف رئيس جمعية الفتح للتنمية والتعاون بإفغران، الحسين إدمبارك، في تصريح خص به جريدة “العمق”، أن المساعدات الموجهة مؤخرا للمتضررين من سوء الأحوال الجوية بمختلف المناطق، لم تستهدف قاطني الدوار المذكور رغم ما لحقهم من الضرر جراء هذه الكارثة الطبيعية.
وأوضح إدمبارك، أن ممثل السلطات المحلية، علل عدم استفادة سكان افغران، بكون قريتهم تتوفر على مسلك طرقي فقال: “الشيخ كايقول لينا عندكم الطريق مزيانه ومخصكوم والو.. الناس ميتين بالبرد ومكاينش اللي طل عليهم”.
وأبرز ذات الفاعل المدني، أنه وإلى جانب الظروف المناخية القاسية التي تتميز بها، فإن هذه المنطقة النائية تفتقر إلى الخدمات الصحية المتمثلة أساسا في المركز الصحي وسيارة الإسعاف، كما أنها تتوفر على مسلك طرقي معبد ومياه الشرب.
https://www.youtube.com/watch?v=pz5SS5_NpA
وفي أعقاب سوء الأحوال الجوية والتساقطات الثلجية المهمة التي تم تسجيلها على مستوى أقاليم ورزازات وزاكورة وتارودانت، أعطى أعطى عاهل البلاد الملك محمد السادس، تعليماته السامية لمختلف القطاعات المعنية، لتنسيق مجموع الوسائل التي يتعين تعبئتها وتقديم المواكبة والمساعدة الضرورية للساكنة المتضررة.
هذا الإجراء، يهم كافة المناطق التي تأثرت نتيجة سوء الأحوال الجوية، كما تقوم هذه العملية حسب بلاغ مؤسسة محمد الخامس للتضامن، على التدخل عن قرب لدى الساكنة، لا سيما على مستوى الدواوير الجبلية والنائية، من خلال توفير مساعدات إنسانية عاجلة تتكون من منتجات غذائية وأغطية، فضلا عن مواكبة اجتماعية ملائمة ورعاية طبية على مستوى القرب.
وجدير بالذكر، أن ساكنة جماعتي زاكموزن وأسكاون التابعتين للنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، تعاني من عزلة شبه تامة عن محيطها الإقليمي والجهوي، نتيجة الوضعية السيئة للطريق الإقليمية رقم 1739 الرابطة بين المناطق المذكورة والطريق الوطنية رقم 10، فضلا عن عدم تعبيد المسالك المهترئة المؤدية إلى عشرات الدواوير التي تقطن فيها مئات الأسر.
ووفق ما عاينته جريدة “العمق”، فإن معظم المسالك الطرقية المؤدية إلى قرى هذه المنطقة الجبلية، وعرة وغير معبدة، كما أن الطريق الإقليمية المشار إليها، تتسم بالضيق وانتشار الحفر والتصدّعات، والمطبات، بالإضافة إلى تلاشى طبقات الإسفلت التي تظهر تحتها الأتربة والحجارة، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف المخاطر المحيطة بمستخدمي تلك الطريق الإقليمية المصنفة جهويا في الآونة الأخيرة.
وسبق لرئيس مجلس جماعة زاكموزن، حسن لصواح، وأن وصف في تصريح لـ”العمق”، حالة المسالك الطرقية على مستوى النفوذ الترابي للجماعة المذكورة بالكارثية، مؤكدا أن الطريق الإقليمية 1739 المصنفة جهويا 112، عمقت من معاناة مستعمليها نظرا لتآكل جنباتها و انتشار الحفر فيها.
وأوضح ذات المسؤول المنتخب، أنه وجه عددا من الطلبات والملتمسات الى السلطات المحلية والإقليمية والوزارة الوصية، إلا أنه لم يتلقى حتى الآن أي استجابة توحي بوجود بوادر لإصلاح هذا المحور الطرقي.
وطالب حسن لصواح، وزارة التجهيز الوصية على الطرق المصنفة، بضرورة التدخل العاجل لإصلاح المحور الطرقي المشار إليه.
أما بخصوص المسالك غير المصنفة، فقد أكد نفس المتحدث، أن جماعة زاكموزن، قامت توفير الدراسات التقنية للمسالك غير المصنفة التي تؤدي إلى 51 دوارا، داعيا الجهات المختصة إلى العمل على تعبيد هذه المسالك للتقليل من معاناة مواطني هذه القرى النائية.
المصدر: العمق المغربي