نصف الأحداث المعتقلين في المغرب تُوبعوا بالسرقة و26% استهلكوا المخدرات
كشفت نتائج البارومتر الأول حول “مستوى إعادة إدماج السجناء الأحداث”، الذي أنجزه المرصد المغربي للسجون بتمويل من الاتحاد الأوروبي، أن نصف الأحداث المعتقلين في المغرب تُوبعوا بتهم السرقة، وأن أكثر من ربعهم تعاطوا المخدرات، في حين أن أكثر من 60 في المائة منهم انقطعوا عن الدراسة.
وحسب المعطيات الواردة في الدراسة التي جرى تقديمها في ندوة صحافية، صباح اليوم الثلاثاء، فإن 51 في المائة من الأحداث الذين شملهم البحث تمت متابعتهم بتهم السرقة والسرقة الموصوفة والسرقة المقرونة، وتُوبع 12 في المائة منهم بتهم الاعتداء والضرب وتهم أخرى.
وتُوبع 9 في المائة منهم بتهم الاتجار في المخدرات، وتُوبع 9 في المائة أيضا بتهم الاغتصاب وهتك العِرْض والتغرير بقاصر، في حين توبع 4 في المائة بمحاولة السرقة والشغب بنفس النسبة، وتُوبع 2 في المائة بتهم محاولة القتل وتشكيل عصابة إجرامية والضرب المفضي إلى الموت وعدم التبليغ.
وتُوبع باقي المعتقلين الذين شملتهم الدراسة بتهم أخرى مثل القتل العمد، والاحتجاج وتعنيف أفراد الشرطة والقتل غير العمد، وولوج أنظمة المعالجة الإلكترونية، والاعتداء على ممتلكات الدولة أو على ممتلكات الغير وتعاطي المخدرات والعنف.
وكشفت الدراسة أن 26 في المائة من الأحداث المعتقلين يستهلكون مواد مخدرة، و34 في المائة منهم يتعاطون المخدرات، و42 في المائة يتعاطون المواد الكحولية، و55 في المائة يتعاطون الحشيش، و44 في المائة يدخنون السجائر، و7 في المائة تعاطوا مادة “السليسيون”.
ويتضح، من خلال المعطيات الواردة في الدراسة، أن الهدر المدرسي مستفحل بشكل كبير في صفوف الأحداث المعتقلين، إذ إن 61 في المائة من الذين شملتهم الدراسة انقطعوا عن الدراسة.
وحسب المصدر نفسه، فإن الانقطاع عن الدراسة تم في سن مبكرة؛ فنسبة 45 في المائة منهم غادروا الفصول الدراسية قبل مدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، و32 في المائة قبل فترة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات، و16 في المائة قبل عامين، و4 في المائة قبل عام واحد.
وعزا 23 في المائة منهم سبب انقطاعهم عن الدراسة إلى مشاكل عائلية، بينما لم يرغب حوالي 19 في المائة منهم في مواصلة دراستهم بسبب “الطيش والتهور”، وصرح 16 في المائة بأنهم فُصلوا عن الدراسة بسبب التكرار ولأسباب أخرى، وانقطع أكثر من 24 في المائة عن الدراسة لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، في حين تعود أسباب مغادرة 5 في المائة للدراسة إلى اعتقالهم ومحاكمتهم، و8 في المائة إلى العمل أو البحث عن العمل أو لمتابعة التكوين، بينما توقف المسار الدراسي لـ3 في المائة بسبب الإدمان، و2 في المائة بسبب وفاة أحد الوالدين.
واستهدفت دراسة المرصد الوطني للسجون 200 من الأحداث المعتقلين من نزلاء مؤسستي مركز بنسليمان للإصلاح والتهذيب ومركز الإصلاح والتهذيب عين السبع بالدار البيضاء؛ وهو ما يشكل حوالي 25 في المائة من تعداد السجناء الأحداث في المغرب، والذين يبلغ عددهم 1028 إلى حدود سنة 2021، أي ما مجموعه 1.16 في المائة من تعداد الساكنة السجنية.
واعتبر المرصد المغربي للسجون، على لسان رئيسه عبد اللطيف رفوع، أن “هناك العديد من المعوقات والإشكالات ذات الصلة بقيم مجتمعية ما زالت تعترض العملية في مسارها نحو الوصول إلى الأهداف المتوخاة”، بالرغم من “المجهودات الجبارة والكبيرة التي تقوم بها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وشركائهما”.
ويرى المرصد أن عملية تأهيل السجناء والسجينات، بمن فيهم الأحداث، “لم تجد، حتى الآن، طريقها نحو التحقق ميدانيا في كثير من أوجهها وأبعادها”، مُرجعا سبب ذلك إلى جملة من العوامل؛ مثل الصور النمطية والسلبية عن السجن ونزلائه، أو غياب فهم موحد ومحدد ودقيق لإشكالية عملية إعادة الإدماج…
ونبه المرصد المغربي للسجون إلى أن العوائق التي تحُول دون تحقيق إدماج حقيقي للسجناء في المجتمع بعد قضاء مدة محكوميتهم تؤثر أكثر على عملية إدماج السجناء الأحداث، “باعتبارهم فئة هشة من السجناء يبقى مكانهم الطبيعي البيت والمدرسة”، داعيا إلى “الالتفاف لحل هذه الإشكالات والمعضلات عبر تغيير نظرتنا وعقليتنا، سواء كمشرعين أو قائمين على الشأن السجني أو متدخلين فيه، كوزارات أو مؤسسات أو منظمات وهيئات مدنية بمختلف تخصصاتها”.
المصدر: هسبريس