خلل في تصرفات الموظفين والأزواج يسببه اضطراب معقد يقودهم إلى المخدرات
تحاصر أزمات الاكتئاب ونوبات القلق والتوتر بعض الأفراد أكثر بكثير من غيرهم، وتظهر أعراضها وآثارها في طريقة تصرفهم وردود أفعالهم التي ينعدم معها في أغلب الأحيان فرصة التفاهم والحوار مع أقرب الناس إليهم مثل زوجاتهم او أبنائهم أو مع زملائهم في العمل، وذلك نتيجة اصابتهم باضطراب معقد يصفه الأطباء بانه مجموعة من الاضطرابات الصعبة التي تتحد معا وتتداخل مسببة عبئا نفسيا واجتماعيا وعاطفيا ثقيلا على كاهلهم، يقود نسبة كبيرة منهم الى اللجوء الى إدمان الكحول والمخدرات.
ويدرج الأخصائيون هذا الاضطراب المعقد ضمن الاضطرابات الناتجة عن خلل في نشاط الدماغ، لكنهم يؤكدون أنه غالبا ليس كباقي الاضطرابات، التي تظهر علاماتها في مرحلة الطفولة بشكل واضح على المريض لتحسم نوع إعاقته، مؤكدين أن نتائجه قد تتكشف في اضطرابات سلوكية وخلل في شخصية المريض في مرحلة متقدمة من العمر، كما ينبهون الى تشابه اعراضه مع اعراض وعلامات ممكن أن تظهر في حياة أي فرد آخر غير مصاب في المرض، وهو ما يزيد الأمر تعقيداً.
وكثيرا ما تكشف ملفات المشكلات الأسرية وأزمات الطلاق وقوع الزوجين ضحية إصابة أحد منهم بهذا الاضطراب بسبب نكرانه له وهروبه من مواجهته أو بسبب ظروف أخرى منعته من التعامل معه باتباع الخطط العلاجية التي اكتشفها الأطباء وطبقها الاخصائيون بهدف تمكين المصاب من التعامل مع المرض ومتابعته أمور حياته بشكل مستقر ومضبوط.
ووفقا للإخصائية النفسية انتصار رضي فان هذا الاضطراب الذي تتشكل نواته من “اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه” ويتكون من مجموعة مركبة من الاضطرابات الأخرى، ممكن أن يكون أصعب من كثير من الاعاقات الأخرى، لأن التعامل مع المصاب يكون في الغالب بمعزل عن معرفة وفهم حقيقة معاناته وصراعه مع اقطاب الاضطراب المعقد الذي يؤدي الى خلل في تصرفاته ويعيق قدرته على القيام بواجباته الوظيفية والأسرية.
وتحدثت رضي عن الاضطراب خلال ندوة متخصصة عقدتها وزارة تنمية المجتمع، مؤكدة أنه بالرغم من ان المرض يعرف بفرط الحركة والاتسام بالنشاط الزائد مع عدم القدرة على التركيز والانتباه، الا ان ذلك قد يختلف في مرحلة معينة ليتحول النشاط والاندفاعية الناتجة عن المرض الى غضب كبير وانفعال داخلي مكبوت تختفي معه النشاطية.
ووفقا للتقارير والبحوث الطبية التي تناولتها رضي فإن احتمالية إصابة المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بمجموعة من الاضطرابات الأخرى مرتفعة جدا وان تلك الاضطرابات تشمل اضطراب التحدي المعارض الذي يُعرّف في العادة بأنه نمط من أنماط السلوك السلبي المتحدي والعدائي تجاه رموز السلطة، وكذلك اضطراب السلوك الذي يتسم بانتهاج سلوك معادي للمجتمع كالسرقة والتشاجر وتدمير الممتلكات وإلحاق الضرر بالناس أو الحيوانات. وتشمل كذلك اضطراب تقلبات المزاج التخريبية الذي يتسم بالانفعالية وحدة الطباع والمشكلات الناجمة عن تحمل الإحباط، بالإضافة الى صعوبات التعلُّم وظهور مشكلات في القراءة والكتابة والاستيعاب والتواصل واضطرابات إساءة استخدام العقاقير بما في ذلك تعاطي الحبوب المخدرة والكحول والتدخين، وكذلك اضطرابات القلق التي تسبب انزعاجا وقلقا شديدا وعصبية، وغيرها من اضطراب الوسواس القهري (OCD)، بالإضافة الى اضطرابات المزاج بما في ذلك الاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب، والذي يتضمن الاكتئاب وأيضا السلوك الهوسي.
وأشارت البيانات الصادرة عن المراكز الطبية المتخصصة في تتبع ودراسة وعلاج المرض الى أن 61% من المصابين به غالبا يفصلون من وظائفهم نتيجة عجزهم عن القيام بمهام العمل. وتؤكد أن نسبة المصابين به الذين يتجهون للكحول كوسيلة للتخفيف من آثاره السيئة على امزجتهم ولتهدئتهم تصل الى 50%، فيما تشير التقارير الى أن 1 من بين 4 مصابين بالاضطراب تقوده مشكلاته النفسية والضغوطات الناتجة عن فشله في إدارة شؤون حياته المهنية والاجتماعية الى الإدمان على المخدرات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم