مؤتمر “تحديات التنشئة في العصر الرقمي” يؤكد أهمية التوعية الأسرية للحد من مخاطر التقنيات الرقمية

الشارقة في 28 فبراير / وام / أكد مؤتمر ” تحديات التنشئة في العصر الرقمي ” على الإيجابيات التي تحققها التقنية الرقمية والدور المتميز لمواكبة التطور العلمي وما يعود على الأبناء من فوائد مع مراعاة وجود صمام أمان من الجهات المختصة خاصة الأمنية والأهم مراقبة ومتابعة الوالدين والمواكبة السريعة والتصدي لسلبيات الإنترنت المصاحبة لبعض البرامج.

وأوصى المؤتمر الذي نظمته جمعية الاجتماعيين في الدولة واختتمت أعماله اليوم بعدة توصيات منها ضرورة عقد العديد من البرامج التدريبية والندوات التثقيفية ونشر التوعية الأسرية من قبل المؤسسات الحكومية والإعلام المحلي لإرشاد الأبناء وتعريف الوالدين بالأدوار التي ينبغي عليهم القيام بها لسد الفجوة الرقمية والتركيز على الاحتياجات التربوية للمجتمع والتضامن مع جميع الجهات المعنية.

ودعا المؤتمر الذي استمر يومين في قاعة مكتبة الجامعة القاسمية إلى تعزيز التواصل الإيجابي الاجتماعي ضمن ضوابط الجلسات الأسرية والسماح بمنح مساحة حرة للأبناء من خلال الحوار الهادف والتفاعل البناء من خلال قنوات اتصال مفتوحة مرحبة بالأبناء في كل وقت من أجل الحفاظ على علاقة مبنية على الشفافية والاحترام والثقة والتأكد من حسن اختيار الأبناء للصحبة الصالحة إلى جانب تنمية الوازع الديني والقيمي والسلوكي.

وحث المؤتمر على الوقاية من مخاطر التقنيات الرقمية والتي تتضمن تحديد مسؤولية الأسرة تضامناً مع الجهات المعنية لتوفير حماية الأطفال من المخاطر الرقمية عند استخدامهم للتكنولوجيا ومنها الإدمان الإلكتروني أو الاحتيال المالي أو انتهاك الخصوصية أو التضليل الفكري أو الاستغلال الاقتصادي الإلكتروني بجانب توعية الأبناء بمراعاة إجراءات السلامة الإلكترونية والتعريف بحقوقهم وواجباتهم نحو أنفسهم ومجتمعهم.

وأكد المشاركون أهمية نشر ثقافة الأمن السيبراني والفكري والاجتماعي وصناعة المحتوى بما يدعم التعلم مدى الحياة من أجل مجتمع يسوده الاستقرار حتى يصبح الفرد مواطناً رقميا وفقا للمعايير العالمية ويصبح أكثر قدرة على الإبداع والابتكار .. ودعوا الى إصدار تشريعات بالمستجدات لسد ثغرات القانون بشأن حماية الأطفال.

وشهد المؤتمر حضور سعادة الشيخ محمد بن حميد بن محمد القاسمي رئيس دائرة الاحصاء والتنمية المجتمعية وسعادة الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وسعادة جمال عبيد البح رئيس مجلس ادارة الجمعية والسفير الدكتور فتحي عفانة العضو الفخري للجمعية .

وقال البح في كلمة الافتتاح إن جمعية الاجتماعيين تهتم بالمجتمع العربي بشكل عام والإماراتي بشكل خاص وفي هذا الإطار سعت لإجراء الدراسات العلمية وتنظيم المؤتمرات والدورات والبرامج لإحداث الأثر الإيجابي وتشخيص الظواهر الاجتماعية وزيادة وعي أفراد المجتمع ، وتأسيساً على ذلك تم عقد مؤتمر “تحديات التنشئة في العصر الرقمي” .

وأضاف أنه تم خلال المؤتمر بتكريم الفائزين في جائزة فتحي عفانة للعمل الاجتماعي والإنساني في نسختها الثانية والتي تعززَ من قيمة العملِ الاجتماعي وتضاعفَ من جهد الباحثين والأكاديميين والمتطوعين .. موجها الشكر إلى سعادة الدكتور المهندس فتحي عفانة سفير منظمة الأسرة العربية والعضو الفخري لجمعية الاجتماعيين “.

من ناحيته أعرب الدكتور فتحي عفانة في كلمته خلال المؤتمر عن اعتزازه بدعم المبادراتِ والمؤتمراتِ التي تعزز القيمَ الاجتماعيةَ وتتبنى المبادراتِ المتميزةَ التي من شأنها أن تحدِثَ أثراً إيجابياً في المجتمع.. موضحا أن الهدف من إطلاق جائزةَ فتحي عفانة للعمل الاجتماعي والإنساني من خلال جمعيةِ الاجتماعيين منذ عام 2021م أن تكونَ دافعاً ومعززاً للعمل الاجتماعي والتطوعي وأن تكرم قياداتٍ لهم مساهماتُهم وبَصمتُهم في مجتمع الإمارات مما يجوّد العملَ ويعززُ من رصيدِه الاجتماعي ويساهمُ في إحداثه أثراً إيجابياً على المجتمع .

وكرم الحفل الفائزين بالجائزة وهم : رواد العمل الاجتماعي ” بلال محمد بلال ” المتطوع المؤسسي ” الدكتور المحامي حبيب محمد شريف عبدالله الملا ” المتطوع الميداني ” د. فاطمة علي مراد عيسى البلوشي و سامية جلال عبدالعزيز البلوشي ” المتطوع الإيجابي ” د. هويدا سعيد زكي عبدربه ، د. باسمة موفق العمري د. وفاء محمد مصطفى علي” المتطوع الأكاديمي ” د. أحمد علي أحمد الحداد و د. غانم كشواني ” أفضل منصة أو لجنة في تقديم الخدمات المجتمعية التطوعية منصة المرأة للدكتورة هدى حسن علي ابراهيم النقبي.

وتضمنت الجلسة الأولى من المؤتمر 3 أوراق عمل بعنوان: ” التقنيات الذكية بين التعلم والتسلية والمخاطر المتوقعة ” للدكتور عبيد صالح المختن و “دور إعلام الأسرة والطفل وانعكاساته على التنشئة ” للدكتور سعيد محمد العمودي و ” الأمن الرقمي للأطفال ” للدكتور سعيد عبيد الطنيجي.

كما تضمنت الجلسة الثانية 3 أوراق عمل هي : ” انعكاس التكنولوجيا الرقمية على الأمن الفكري و السلوك الإنساني و الحياه الاجتماعية و المجال الصحي و المجال التربوي والتعليمي ” للدكتورة رقية جراغ الريسي أمين السر العام للجمعية و ” انعكاسات وسائل التواصل الاجتماعي على تربية النشء ” للدكتورة فاطمة علي البلوشي ” أبناؤنا والفقاعة الرقمية ” للدكتورة بدرية عبيد الظنحاني والمحامية المحامية. موزة محمد المطروشي .

و ناقشت الجلسة الختامية 3 أوراق عمل هي ” آثار التحول الرقمي في تعليم أصحاب الهمم ” للدكتورة موزة سيف الدرمكي و ” الدور الأمثل لتعامل الوالدين والمربين مع الأبناء في العصر الرقمي ” للدكتور سالم زايد الطنيجي و ” الحماية الرقمية للأبناء ” لموزة سالم الشومي .