إذا كنت تسعى لتعزيز صحة عظامك من خلال النظام الغذائي، فإن الجبن القريش والحليب يعتبران خيارين مغذيين. كلاهما مصدر ممتاز للبروتين، لكن الحليب يتميز بتركيزه العالي من الكالسيوم وفيتامين (د)، وهما عنصران أساسيان لبناء عظام قوية والحفاظ عليها. هذا المقال يستعرض الفروقات بينهما ويساعدك في اتخاذ القرار الأفضل لصحتك.
الحليب والجبن القريش: أيهما أفضل لصحة العظام؟
تعتبر العناصر الغذائية مثل الكالسيوم وفيتامين (د) والفوسفور حيوية لصحة العظام. وتشير التقديرات إلى أن معظم منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب، تحتوي بشكل طبيعي على كميات أكبر من هذه العناصر مقارنة بالجبن القريش، وفقًا لخبراء التغذية.
وتوضح أخصائية التغذية، ليا بارون، أن “كمية فيتامين (د) تختلف بناءً على مدى إثراء المنتج. الحليب غالبًا ما يكون مدعمًا بفيتامين (د) بشكل طبيعي، بينما قد لا تكون جميع أنواع الجبن القريش مدعمة. لذا، إذا كنت تعتمد على الجبن القريش لتعزيز صحة العظام، فمن الضروري اختيار الأنواع المدعمة.”
تشير البيانات المتاحة إلى أن حصة واحدة من الحليب قد تحتوي على حوالي 100 وحدة دولية من فيتامين (د)، في حين أن حصة مماثلة من الجبن القريش تحتوي على 3 وحدات دولية فقط. هذا الفارق يجعل الحليب خيارًا أكثر فعالية للحصول على هذا الفيتامين الهام.
الجبن القريش: مصدر غني بالبروتين
التنوع في النظام الغذائي أمر بالغ الأهمية، والجبن القريش يقدم فوائد إضافية تتجاوز الكالسيوم وفيتامين (د). فهو يعتبر مصدرًا ممتازًا للبروتين، وهو عنصر أساسي لبناء وإصلاح الأنسجة، بما في ذلك العظام.
وتقول أليسا رامسي، أخصائية التغذية ومؤلفة كتاب “الأكل بلا اعتذار”: “إذا كان هدفك الرئيسي هو الحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين (د)، فإن الحليب هو الخيار الأفضل. ومع ذلك، لا يوجد طعام واحد مثالي لصحة العظام. الجبن القريش يظل خيارًا مفيدًا، خاصةً بسبب محتواه العالي من البروتين الذي يدعم المكونات الهيكلية للعظام.”
وتضيف رامسي: “بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يساعد إضافة الجبن القريش في تلبية احتياجاتهم اليومية من البروتين بسهولة أكبر.”
القيمة الغذائية المقارنة بين الجبن القريش والحليب
من الناحية الغذائية، يتشابه الجبن القريش والحليب إلى حد كبير. كلاهما يوفر مزيجًا من الكربوهيدرات والدهون والبروتين، ولكن بنسب مختلفة. يعتمد محتوى الدهون على نوع الحليب والجبن القريش، بينما يميل محتوى الكربوهيدرات إلى أن يكون متشابهًا.
وتوضح ليا بارون: “عند مقارنة حجم الحصة المتساوي، يحتوي الجبن القريش على بروتين أكثر بنحو ثلاثة أضعاف مما يحتويه الحليب.”
وتؤكد أليسا رامسي أن “الحليب هو أحد أسهل الطرق للحصول على الكالسيوم وفيتامين (د). بالنسبة للأشخاص الذين يستمتعون بشرب الحليب ولا يعانون من أي مشاكل في هضمه، يمكن أن يكون تناول كوب إلى كوبين يوميًا خيارًا مفيدًا ومريحًا للمساعدة في تلبية احتياجاتهم من هذه العناصر الغذائية.”
يحتوي كوب من الحليب كامل الدسم على 149 سعرة حرارية، و8 جرامات من البروتين، و8 جرامات من الدهون، و12 جرامًا من الكربوهيدرات، و95 ملغ من الصوديوم، و306 ملغ من الكالسيوم، و251 ملغ من الفوسفور. بينما تحتوي حصة من الجبن القريش تزن حوالي 110 جرامات على 116 سعرة حرارية، و13 جرامًا من البروتين، و5 جرامات من الدهون، و3 جرامات من الكربوهيدرات، و385 ملغ من الصوديوم، و97 ملغ من الكالسيوم، و169 ملغ من الفوسفور.
الخلاصة: تحقيق التوازن لصحة العظام
بشكل عام، يوفر الحليب كمية أكبر من الكالسيوم وفيتامين (د) مقارنة بالجبن القريش، مما يجعله خيارًا أقوى لتعزيز صحة العظام. ومع ذلك، يظل الجبن القريش إضافة قيمة للنظام الغذائي بسبب محتواه العالي من البروتين. الاعتماد على كلا المصدرين كجزء من نظام غذائي متوازن ومتنوع هو أفضل طريقة لضمان حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للحفاظ على عظام قوية وصحية.
من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة توصيات محدثة بشأن الكميات اليومية الموصى بها من الكالسيوم وفيتامين (د) في الأشهر القادمة، بناءً على أحدث الأبحاث العلمية. يجب على الأفراد مراقبة هذه التوصيات والتكيف معها لضمان حصولهم على التغذية المثلى لصحة عظامهم.
