أعلنت رابطة صناعة الغاز الألمانية عن تقدم كبير في مشروع إنشاء شبكة أنابيب الهيدروجين الوطنية، حيث تم إنجاز أول 500 كيلومتر من الخطوط الأساسية. يأتي هذا الإنجاز في إطار خطط ألمانيا الطموحة للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع التركيز على دور الهيدروجين كوقود بديل نظيف. يهدف المشروع إلى ربط مواقع إنتاج الهيدروجين الرئيسية في جميع أنحاء البلاد.

تطورات شبكة أنابيب الهيدروجين في ألمانيا

وفقًا لرابطة صناعة الغاز الألمانية، من المتوقع الانتهاء من 525 كيلومترًا من خطوط الشبكة الأساسية بحلول نهاية العام الحالي، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الطاقة المستدامة. تعتمد هذه الشبكة بشكل كبير على تحويل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي القائمة، مما يقلل من التكاليف والوقت اللازمين للبناء.

التحول نحو الهيدروجين الأخضر

تؤكد وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية على الأهمية الحاسمة للهيدروجين المنتج باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في عملية التحول الطاقي. ويعتبر الهيدروجين الأخضر بديلاً واعدًا للفحم والغاز الطبيعي في العديد من القطاعات. وعند احتراقه، ينتج الهيدروجين الماء فقط كمنتج ثانوي، مما يجعله خيارًا صديقًا للبيئة.

ومع ذلك، فإن إنتاج الهيدروجين يستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مما يتطلب تطوير تقنيات إنتاج أكثر كفاءة. يشمل ذلك الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لضمان إنتاج هيدروجين مستدام حقًا.

تم مؤخرًا الانتهاء من خط أنابيب يمتد لمسافة 400 كيلومتر يربط بين بحر البلطيق وولايتي براندنبورج وسكسونيا-أنهالت، مما يمثل إضافة كبيرة إلى البنية التحتية الناشئة للهيدروجين.

خطط التوسع المستقبلية

تخطط ألمانيا لتوسيع الشبكة الأساسية للهيدروجين لتصل إلى 9040 كيلومترًا بحلول عام 2032، بهدف ربط جميع مواقع الهيدروجين الرئيسية في البلاد. ستعتمد هذه الشبكة على تحويل حوالي 60٪ من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي القائمة، مع بناء 40٪ المتبقية من خطوط أنابيب جديدة.

من المتوقع أن يتم إنجاز 142 كيلومترًا إضافيًا في عام 2026، مع الاعتماد بشكل أساسي على خطوط الغاز السابقة. في عام 2027، من المقرر الانتهاء من 1521 كيلومترًا، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت خطط التوسع على المدى المتوسط ستظل دون تغيير.

تطورات في قطاع السيارات الكهربائية

بالتزامن مع جهود تطوير البنية التحتية للهيدروجين، حذر وزير المالية الألماني لارس كلينجبايل شركات صناعة السيارات من الاعتماد المفرط على محركات الاحتراق الداخلي، وذلك في أعقاب اقتراح من الاتحاد الأوروبي لتخفيف القيود الجديدة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأكد الوزير على ضرورة تسريع التحول نحو التنقل الكهربائي.

وأشار كلينجبايل إلى أن شركات السيارات يجب ألا تسيء تفسير الاقتراح، وأن المستقبل يكمن في السيارات الكهربائية. كما سلط الضوء على المنافسة الدولية المتزايدة، خاصة من الصين، التي تقدم دعمًا حكوميًا قويًا للتحول نحو السيارات الكهربائية.

وصف الوزير اقتراح بروكسل بأنه حل وسط عملي يوفر مسارًا أكثر مرونة نحو الحياد المناخي، مع السماح باستمرار السيارات الهجينة في السوق لفترة أطول. ومع ذلك، أكد على أن التصرف ببراغماتية لا يعني التنازل عن حماية الوظائف وحماية المناخ.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن تشهد ألمانيا مزيدًا من الاستثمارات في البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير تقنيات البطاريات المتقدمة. وستراقب الحكومة عن كثب تطورات السوق وتقييم الحاجة إلى إجراء تعديلات على السياسات الحالية لضمان تحقيق أهدافها المناخية.

بشكل عام، تشير التطورات الأخيرة إلى التزام ألمانيا القوي بالتحول نحو مستقبل طاقة مستدامة، مع التركيز على الهيدروجين الأخضر والتنقل الكهربائي. وستكون السنوات القادمة حاسمة في تحديد مدى نجاح هذه الجهود وتحقيق أهداف المناخ الطموحة التي وضعتها البلاد.

شاركها.