ما هي احتمالية صناعة منتخب سعودي جديد بدم جديد وهُوية مُختلفة؟ سؤال طُرح بكثافة في الأوساط الرياضية السعودية عقب إخفاق الأخضر في بطولة كأس العرب 2025 التي استضافتها قطر. ويُركز النقاش حاليًا على إمكانية منح الفرصة للاعبين الشباب وتجديد دماء المنتخب السعودي للمونديال القادم.

الأداء المتذبذب للأخضر في البطولات الأخيرة، بما في ذلك الخروج من كأس العرب وكأس آسيا، أثار جدلاً واسعًا حول مستقبل الكرة السعودية والاعتماد على جيل قديم من اللاعبين. هذا الإخفاق دفع المراقبين والمحللين إلى التساؤل عن ضرورة التغيير وإعادة بناء الفريق بأسس جديدة قبل استحقاقات قادمة.

هل يملك المنتخب السعودي القدرة على التجديد؟

لطالما ارتبط اسم الكرة السعودية بالنجوم الشابة القادرة على صنع الفارق. ففي عام 2003، حقق المنتخب السعودي لقب كأس الخليج بتشكيلة ضمت أسماءً صاعدة مثل ياسر القحطاني وسعود كريري ومحمد نور. كان هذا الفريق بمثابة نقطة انطلاق لجيل واعد أعاد بعض الهيبة للكرة السعودية بعد فترة من التراجع.

على الرغم من ذلك، ورغم تحقيق التأهل إلى مونديال 2018 وتقديم مستويات جيدة في مونديال 2022 بقيادة سالم الدوسري، إلا أن الفريق لم يتمكن من حصد بطولات كبرى مثل كأس الخليج أو كأس آسيا. هذا الأمر أثار تساؤلات حول مدى قدرة هذا الجيل على تحقيق المزيد من الإنجازات.

وازداد بريق الدوري السعودي بفضل ضم نجوم عالميين ككريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وياسين بونو ورياض محرز، مما عزز من المنافسة ورفع سقف الطموحات، لكن هذا التطور لم ينعكس بالضرورة على أداء اللاعبين السعوديين داخل الملاعب.

فرص للاعبين الصاعدين

في المقابل، حقق المنتخب السعودي الأولمبي إنجازًا مهمًا بالفوز ببطولة كأس الخليج مباشرة بعد خروج المنتخب الأول من كأس العرب. وقد برز في هذه البطولة العديد من اللاعبين الشباب الذين أظهروا إمكانات كبيرة وقدرة على المنافسة.

ويرى لويجي دي بياغو، مدرب المنتخب الأولمبي، أن هناك العديد من الأسماء القادرة على اللعب مع المنتخب الأول في مونديال 2026. وأضاف أن التحدي الأكبر يكمن في منح هؤلاء اللاعبين فرصة أكبر للعب والظهور في الدوري السعودي.

ويؤيد هذا الرأي الدكتور عبد العزيز الخالد، الذي يطالب بتقليل عدد اللاعبين الأجانب في الدوري وإعطاء الأولوية للاعبين السعوديين. ويرى أن ذلك سيساعد على تطوير اللاعبين الصاعدين ومنحهم الثقة اللازمة لتمثيل المنتخب الوطني، وهذا أيضًا يدعم فكرة تجديد المنتخب السعودي.

ويعتقد طلال حاجي، أحد نجوم المنتخب الأولمبي، أن الفوز ببطولة كأس الخليج يمثل نقطة انطلاق للمنتخب السعودي نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل. كما أعرب عن تطلعه للانضمام إلى المنتخب الأول والمشاركة في مونديال 2026.

تأثير الدوري السعودي وتطلعات المستقبل

أظهرت بطولة كأس الخليج الأخيرة التألق النسبي لعدد من اللاعبين السعوديين الشباب، مما يعزز من الأمل في وجود جيل جديد قادر على حمل راية الكرة السعودية. حامد الشنقيطي، حارس المرمى الشاب، حصد جائزة أفضل لاعب خليجي، وهو ما يؤكد على وجود مواهب واعدة تحتاج إلى الدعم والتشجيع.

ومع قوة المنافسة في الدوري السعودي، يُتوقع أن يشهد المنتخب السعودي تغييرات كبيرة في التشكيلة الأساسية خلال الفترة القادمة. المدرب هيرفي رينارد سيواجه تحديًا كبيرًا في اختيار اللاعبين المناسبين الذين يملكون القدرة على تحقيق الإنجازات.

ويتبنى البعض فكرة الاستفادة من اللاعبين الذين تألقوا في كأس الخليج وإعطائهم فرصة لتمثيل المنتخب السعودي في البطولات القادمة. ويعتبر هذا الأمر ضروريًا لإعادة الثقة إلى الفريق واستعادة هيبته على الساحة الآسيوية.

بشكل عام، تشير التوقعات إلى أن الكرة السعودية في طريقها نحو مرحلة جديدة من التجديد والتطوير. ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة ظهور المزيد من النجوم الشابة القادرة على قيادة المنتخب الوطني نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. يستمر البحث عن المواهب واختبارها من خلال المباريات الودية ورؤية أداء اللاعبين في الدوري السعودي.

ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن هذا الجيل الجديد من تحقيق التطلعات والأحلام التي تراود الجماهير السعودية؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح خلال الفترة القادمة، وخاصة مع اقتراب موعد بطولة كأس آسيا القادمة وتصفيات مونديال 2026. وسيكون من المهم متابعة أداء اللاعبين السعوديين في الدوري السعودي وتقييم إمكاناتهم الفنية والبدنية.

شاركها.