شهدت جزيرة السعديات في أبوظبي زيارة مهمة لرئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، حيث استضافه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في متحف زايد الوطني. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثقافية والتاريخية بين الإمارات وفرنسا، وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث وتعزيز الحوار الحضاري. وقد حرص الضيف الفرنسي على استكشاف المتحف ومقتنياته الغنية التي تعكس تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد أجريت الزيارة يوم [أدخل التاريخ] في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، وتضمنت جولة مفصلة في أروقة المتحف المختلفة. ركز الرئيس ماكرون بشكل خاص على صالة عرض المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تعرض مسيرة حياته وقيمه الثابتة. تهدف هذه الزيارة إلى تعميق الفهم المتبادل بين الثقافتين الإماراتية والفرنسية.

أهمية زيارة الرئيس ماكرون لمتحف زايد الوطني

تكتسب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمتحف زايد الوطني بعدًا خاصًا، نظرًا لأهمية المتحف كمؤسسة ثقافية رائدة في المنطقة. يُعد المتحف بمثابة رمز لوحدة الأمة الإماراتية وتراثها الغني، ويستقبل زواره من جميع أنحاء العالم لتعريفهم بتاريخ وحضارة دولة الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، يعكس المتحف رؤية الشيخ زايد في بناء دولة حديثة مع الحفاظ على الأصالة الثقافية.

ووفقًا لإدارة المتحف، يضم متحف زايد الوطني أكثر من 3000 قطعة أثرية وفنية، مع عرض حوالي 1500 قطعة مختارة بعناية لتقديم صورة شاملة لتاريخ المنطقة. وتنقسم المجموعات الدائمة إلى ست قاعات رئيسية، تقدم كل منها منظورًا فريدًا لتطور دولة الإمارات.

جولة في قاعات المتحف

أحد أبرز محطات الزيارة كانت صالة “بداياتنا”، والتي تعرض تسجيلات صوتية ومرئية، وصورًا فوتوغرافية، ومقتنيات شخصية، ورسائل تعود إلى فترة تأسيس الدولة. وتهدف هذه الصالة إلى إحياء ذكرى المؤسس الراحل وإبراز إسهاماته الجلى في بناء دولة الإمارات الحديثة. وقد أبدى الرئيس ماكرون إعجابه الكبير بهذه المقتنيات، مؤكدًا أهمية استعادة الذاكرة الجماعية للوطن.

كما شملت الجولة استكشافًا لقاعات أخرى تعرض تاريخ المنطقة وأصولها، فضلاً عن التراث البحري والتجاري الذي شكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإماراتية. وتعتبر هذه القاعات بمثابة نوافذ تطل على الماضي، مما يتيح للزائرين فهم أعمق لجذور الثقافة الإماراتية. تشمل المقتنيات أيضًا أعمالًا فنية معاصرة تعكس الإبداع المتنامي في دولة الإمارات.

تعد الزيارة جزءًا من سلسلة مبادرات ثقافية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الإمارات وفرنسا. وقد شهدت العلاقات الثنائية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مع تركيز خاص على المشاريع المشتركة في مجالات الثقافة والتعليم والتكنولوجيا. كما أن فرنسا شريك تجاري هام لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك اهتمام متبادل بتوسيع نطاق هذه الشراكة.

وتأتي هذه الزيارة في سياق استثمارات الإمارات المتزايدة في قطاع الثقافة والسياحة، بهدف تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية رائدة. وتشير التقارير إلى أن قطاع الثقافة يساهم بشكل متزايد في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، ويخلق فرص عمل جديدة للشباب. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الاستثمارات تعكس التزام الإمارات بالحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيز الحوار بين الحضارات.

وتركز المتاحف في أبوظبي، مثل متحف زايد الوطني، على تقديم تجارب ثقافية فريدة للزوار، من خلال استخدام أحدث التقنيات والعروض التفاعلية. ويعتبر هذا التوجه ضروريًا لجذب جمهور أوسع وتعزيز التفاعل مع المقتنيات الأثرية والفنية. كما أن هذه المتاحف تلعب دورًا هامًا في دعم البحث العلمي والتعاون الأكاديمي في مجال التراث والثقافة.

من المتوقع أن تستمر المباحثات بين الجانبين الإماراتي والفرنسي في تطوير المزيد من المشاريع الثقافية المشتركة. ويجري حاليًا دراسة بعض المقترحات التي تهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة في مجال إدارة المتاحف والحفاظ على التراث. ويهدف الجانبان إلى الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن هذه المقترحات في الأشهر القليلة القادمة. وستظل التطورات المتعلقة بهذه الشراكة الثقافية موضع متابعة.

شاركها.