أكدت مدير مشروع «حضانة الفريج»، حمدة المطيوعي، لـ«الإمارات اليوم»، أن تصميم الحضانة في مركز أم الشيف الثقافي الإسلامي مستوحى من البيئة والمناخ والثقافة الإماراتية، ليعكس هوية تراثية تعزز ارتباط الأطفال بجذورهم.
وأوضحت أن تسمية المرافق داخل الحضانة جاءت بأسماء إماراتية تراثية تعبر عن مراحل الطفولة المختلفة، فصف «العرقوب» (من سنة إلى سنتين) يمثل المرحلة الأصغر، وتسميته مستلهمة من عادة الأطفال قديماً في الحبو على العراقيب قبل تعلم المشي. ويأتي بعده صف «الظبي» (من سنتين إلى ثلاث سنوات)، ويرمز الاسم إلى بداية مرحلة المشي وخفة حركة الطفل، على غرار الظبي. أما صف «الشراع» (من ثلاث إلى أربع سنوات)، فمخصص للمرحلة الأكبر سناً، ويعكس الانطلاق وبدايات الاستقلالية، مثل البحر والشراع الذي يبحر بعيداً.
وأضافت المطيوعي أن الحضانة تضم مرافق تحمل طابعاً إماراتياً أصيلاً، مثل «المقيّل»، وهو القسم المخصص لقيلولة الأطفال، و«دختر زينب»، وهي غرفة الممرضة.
كما تضم الحضانة «الليوان»، المستلهم من تصميم البيوت الإماراتية القديمة، حيث كان يجتمع أفراد العائلة لتناول الطعام وقضاء الوقت معاً.
وقالت: «حرصنا على أن يكون (الليوان) ملتقى لجميع الأطفال، حيث تجتمع الفصول المختلفة فيه مع الأم لتروي لهم القصص والخرافات، ويشاركون الأنشطة الجماعية ويتناولون الطعام معاً، ما يعكس أجواء المنزل الإماراتي من حنان ووئام ولمّة عائلية».
ويحتوي «الليوان» على أركان تفاعلية عدة، منها «صالون الفريج»، و«حناية الفريج»، و«حلاق الفريج»، و«ركن الاسترخاء»، و«ركن اللعب بالماء»، ما يمنح الأطفال تجربة غنية بالأنشطة المستوحاة من البيئة المحلية.
كما تم تخصيص ركن «الصالة» للعب الداخلي، وهو مستوحى من بحر جميرا، في حين أن «الحوي» يمثل المساحة الخارجية للعب.
وعن التصميم الداخلي، أوضحت المطيوعي أنه تم التعاون مع المصممة فاطمة خليفة الهاملي، خريجة جامعة زايد، لتصميم جدران الحضانة بما يعكس الطابع الإماراتي الأصيل.
وقالت: «أخبرناها بفكرة الحضانة والطابع الذي نطمح إليه، فجاء التصميم متناغماً مع البيئة والمناخ المحلي».
وأشارت إلى اختيار ألوان الفصول بحسب الفئة السنية، موضحة أن «الأطفال الأصغر سناً لا يميزون الألوان القوية، لذا تم اعتماد ألوان هادئة، بينما تزداد الألوان وضوحاً مع تقدم المرحلة، لتلائم احتياجاتهم الحسية والبصرية».
وحول أهداف حضانة الفريج، أشارت المطيوعي إلى أن المشروع تم إطلاقه بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، بهدف ترسيخ الثقافة العربية والإماراتية والإسلامية في الطفل منذ سنواته الأولى، عبر بيئة تعليمية تقليدية وآمنة ينمو فيها تحت رعاية كادر تربوي إماراتي.
وأضافت أن هذا التوجه ينسجم مع أجندة دبي الاجتماعية 33، التي تهدف إلى بناء مجتمع أكثر ترابطاً وتلاحماً، وتحقيق تنمية شاملة في الإمارة، مع التركيز على الأسرة كركيزة أساسية ومركزية في بناء المجتمع.
وفي ما يخص التوسّع المستقبلي، كشفت المطيوعي أن فرعاً جديداً سيفتتح في العام الأكاديمي المقبل 2025/2026 في مركز المزهر الثقافي الإسلامي، وسيتضمن عناصر مستوحاة من طبيعة البيئة في منطقة المزهر.
ولفتت المطيوعي إلى أن وجود «أمهات الفريج» إلى جانب الأطفال داخل الحضانة، منذ انطلاقتها في العام الأكاديمي الماضي أسهم في تحقيق العديد من الأهداف التربوية والنفسية، وترك أثراً واضحاً في سلوك الأطفال واستقرارهم العاطفي.
وأوضحت أن وجود «أم الفريج» حول الطفل، حقق نوعاً من الاطمئنان والاحتواء المشابه لما كانت توفره الجدات في البيوت قديماً، في ظل انشغال الوالدين اليوم وصعوبة اللقاء المستمر بين الأطفال وأجدادهم.
وأضافت: «الطفل اليوم قد لا يرى جدته سوى مرة واحدة في الأسبوع، لذا فإن وجود أمهات الفريج داخل الحضانة يعزز شعور الطفل بالأمان، ويعزز لديه لغة التحاور، ويمنحه دفء الأسرة خارج جدران المنزل».
كما أشارت إلى أن هذا الدور لا يقتصر على الطفل، بل يمثل فرصة حقيقية للأمهات المشاركات ليكنّ جزءاً من سوق العمل، ويشغلن وقتهن صباحاً في نشاط يعود بالنفع عليهن وعلى الأطفال، عبر نقل الموروث الإماراتي للأجيال الجديدة.
وشرحت أن انتساب «أمهات الفريج» إلى الحضانة يخضع لمجموعة من الشروط، أبرزها أن تكون المتقدمة من مواطني دولة الإمارات، ولا تعمل حالياً، وتزيد على سن الـ50 عاماً، إلى جانب اجتياز مقابلة تُجرى من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي.
ولفتت إلى أن الأمهات يعملن كفريق متكامل على مدار اليوم أثناء وجود الأطفال في الحضانة، مع التنسيق المستمر بينهن.
وأكدت أن الجدات يمثلن مرآة للعادات والسنع الإماراتي الأصيل، وينقلن للأطفال مفردات من اللهجة المحلية، ما يسهم في تعزيز هويتهم، خصوصاً أن كثيراً منهم يواجهون ضعفاً في اللغة العربية ويميلون إلى استخدام الإنجليزية، بسبب تأثير العمالة المساعدة.
من جانبها، عبّرت إحدى «أمهات الفريج»، شيخة الظاهري، التي تخوض تجربة العمل للمرة الأولى، عن سعادتها بالمبادرة، مشيرة إلى أن دورها كجدة في المنزل جعلها أكثر حرصاً على التحدث مع الأطفال باللغة العربية.
وأضافت: «شعرت بأن وجودي بينهم سيمكنني من دعم لغتهم الأم. ومنذ التحاقي بالحضانة لمست تحسناً ملحوظاً في لغتهم العربية، وأصبحت أستمتع كثيراً بوقتي معهم، حتى إنهم يطلقون عليّ لقب (حضن الحضانة) بسبب طريقتي في التعامل معهم، وحرصي على احتضانهم وتهدئتهم، خصوصاً عند شعورهم بالخوف أو الانزعاج، أو عند انضمامهم حديثاً للحضانة». كما أكدت الظاهري أنها تحرص على تعليم الأطفال مفردات إماراتية أصيلة مثل «هود» عند الدخول إلى الصف، و«اقربوا» و«مرحبا»، مشيدة بدور دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في ترسيخ الهوية الإماراتية والإسلامية لدى النشء، وتعزيز ارتباطهم بثقافتهم من خلال هذه المبادرات الرائدة.
بدورها، أعربت المعلمة سارة العطار، التي تخوض تجربتها الأولى في العمل بالحضانات، عن سعادتها بالمشاركة في هذا المشروع، مشيرة إلى تميز المنهج الذي يجمع بين اللغة العربية الفصحى والثقافة الإماراتية في بيئة تعليمية حديثة.
شيخة الظاهري:
أحرص على تعليم الأطفال مفردات إماراتية أصيلة مثل «هود» عند الدخول إلى الصف. و«اقربوا» و«مرحبا».
المصدر: الإمارات اليوم