مناوي وجه انتقادات حادة للمسؤولين السودانيين، متهمًا بعضهم بـ”قصر النظر” والتركيز على العاصمة والجزيرة، متجاهلين الأزمات المتصاعدة في الأقاليم، وعلى رأسها دارفور التي وصف أوضاعها بالكارثية. وقال إن التفكير المركزي يفاقم معاناة ملايين السودانيين، ويُضعف فرص الحل السياسي الشامل.

بورتسودان: التغيير

أطلق حاكم إقليم دارفور المعيّن من قبل الجيش السوداني، مني أركو مناوي، تحذيرات شديدة اللهجة من ما وصفه بمخطط خارجي يستهدف تقسيم السودان، محمّلًا قوات الدعم السريع مسؤولية تنفيذ هذا المخطط على الأرض.

وفي خطاب ألقاه بمدينة بورتسودان الجمعة، خلال لقائه بقيادات الإدارة الأهلية ورموز المجتمع المدني من إقليم دارفور، قال مناوي إن السودان يواجه “مؤامرة حقيقية” تهدف إلى تمزيقه إلى كيانات منفصلة، معتبرًا أن سلوك الدعم السريع لاسيما بعد إعلانها حكومة موازية يجسّد محاولة فعلية لترسيخ الانقسام. وأضاف أن هذه المخططات ستُفشلها إرادة الشعب السوداني المتمسّك بوحدة البلاد.

وكشف مناوي عن تلقيه اتصالًا في أغسطس 2023 من سفير دولة كبرى، سأله فيه عن رأيه بشأن إمكانية تشكيل ثلاث حكومات سودانية، وهو ما رد عليه بالرفض القاطع، مؤكدًا أنه “ليس من النوع الذي يُشترى أو يُوظف لتنفيذ أجندات خارجية”، بحسب تعبيره.

وانتقد مناوي استمرار حكومة الدعم السريع الموازية، محذرًا من أنها قد تتحوّل إلى “أمر واقع” خلال عام أو عامين إذا ما استمر التعاطي الدولي معها، خاصة في ظل الحديث عن فرض وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، وهو ما اعتبره “تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان”.

كما وجه انتقادات حادة للمسؤولين السودانيين، متهمًا بعضهم بـ”قصر النظر” والتركيز على العاصمة والجزيرة، متجاهلين الأزمات المتصاعدة في الأقاليم، وعلى رأسها دارفور التي وصف أوضاعها بالكارثية. وقال إن التفكير المركزي يفاقم معاناة ملايين السودانيين، ويُضعف فرص الحل السياسي الشامل.

وتطرّق مناوي إلى الوضع الإنساني المتدهور في مدينة الفاشر، مشيرًا إلى أن أكثر من 518 ألف مدني يواجهون حصارًا خانقًا تفرضه قوات الدعم السريع، التي ترفض السماح بدخول المساعدات رغم موافقة الحكومة السودانية على هدنة إنسانية دعت إليها الأمم المتحدة لمدة أسبوع.

واتهم مناوي دولة لم يسمّها بتقديم دعم مالي ونفطي لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أنها تحظى كذلك بدعم من بعض القوى الدولية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويثير تساؤلات حول دوافع هذا الدعم في ظل دعوات متزايدة لإيقاف الحرب وإنقاذ البلاد من الانهيار.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.