شهدت مدينة نصر بالقاهرة فاجعة مأساوية راح ضحيتها طفلة سودانية، بعد سقوطها داخل مصعد أحد العقارات السكنية، حيث احتُجزت بين الكابينة المتحركة وجدار البئر.
القاهرة : التغيير _ وكالات
الطفلة كانت تلهو في الطابق السابع، لتسقط في فجوة المصعد المغلق من دون كابينة في الطابق السفلي، الأمر الذي أدى إلى وفاتها في الحال متأثرة بجراحها، فيما وصلت قوة أمنية من قسم مدينة نصر أول، إلى موقع البلاغ، وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق، التي صرحت بدفن الجثمان بعد مناظرة الطب الشرعي، وأمرت باستدعاء حارس العقار والمشرف الفني على المصعد.
هذه الحادثة المؤلمة تأتي ضمن سلسلة من الحوادث المشابهة التي راح ضحيتها سودانيون مقيمون في مصر، ضحايا لسقوط المصاعد أو انهيارها في مناطق سكنية تفتقر لأدنى معايير الصيانة والسلامة.
وخلال الفترة الماضية شهدت منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، مصرع طفل سوداني يبلغ من العمر 9 سنوات بعد سقوطه أثناء استخدامه مصعدًا داخل عمارة سكنية. وأشارت التحريات إلى أن المصعد كان يفتقر لصيانة دورية، وأن الحادث وقع نتيجة لخلل فني تسبب في انزلاق الكابينة فجأة، وكان قد أمرت النيابة بفتح تحقيق عاجل، وتم التحفظ على فني الصيانة.
كما شهدت ذات المنطقة فيصل في سبتمبر 2024، سقوط مصعد سكني من الطابق الثامن، ما أسفر عن إصابة خمسة مواطنين سودانيين، نُقلوا على إثرها إلى مستشفى الهرم لتلقي العلاج. الحادثة أثارت ضجة وقتها بسبب تجاهل بلاغات سابقة من السكان بشأن أصوات غير طبيعية تصدر من المصعد، إلا أن المالك لم يتخذ أي إجراء.
في واقعة أخرى بحي الهرم، توفي طفل سوداني بعد أن علِق بجسم المصعد خلال محاولته الصعود من الطابق الأرضي.
و كشفت التحقيقات أن باب المصعد كان مفتوحًا دون وجود الكابينة، ما أدى إلى سقوط الطفل داخل البئر، و استبعدت النيابة الشبهة الجنائية، لكن السكان وجّهوا انتقادات حادة للمسؤولين عن صيانة العقار.
هذه الحوادث المتكررة تسلط الضوء على واقع خطير يواجه الجالية السودانية في مصر، خاصة في الأحياء الشعبية التي تنتشر فيها العقارات القديمة، والمصاعد المهترئة، في ظل غياب الرقابة الفعالة.
الكثير من السودانيين، الذين لجأوا إلى مصر هربًا من الحرب، يسكنون في مناطق مثل فيصل، الهرم، حدائق الأهرام، وأكتوبر، وهي مناطق تعاني من ضعف في البنية التحتية وعدم التزام بعض الملاك بالصيانة الدورية.
في ظل هذا الواقع، ترتفع الأصوات المطالِبة بتشديد الرقابة على صيانة المصاعد في العقارات السكنية، خاصة في الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة من اللاجئين والمقيمين السودانيين، وفرض عقوبات رادعة على الملاك أو الفنيين المهملين. كما دعت منظمات حقوقية إلى فتح ملف شامل حول أمن وسلامة مساكن اللاجئين في المدن الكبرى، خصوصًا أن ضحايا الإهمال غالبًا ما يكونون من الأطفال.
السودانيون في مصر لا يطلبون أكثر من بيئة آمنة لأسرهم، لكن تكرار هذه الحوادث يحوّل المصعد من وسيلة راحة إلى خطرٍ داهم، يدق ناقوس الخطر أمام الجهات المسؤولة، ويطرح تساؤلات كبرى حول من يتحمّل مسؤولية الدم الذي يسيل في صمت.
المصدر: صحيفة التغيير