🖋 عزام عبدالله إبراهيم
لا يخفي علي أي متابع للشأن السوداني التغلغل المصري داخل الجيش السوداني و تأثير مصر الكبير علي المشهد السوداني من حوالي قرنين من الزمان.
تبدأ القصة من بداية التفاهمات السياسية بعد فشل إنقلاب الخامس و العشرين من أكتوبر لعام ٢٠٢١، ومع تقدم المفاوضات تواجد عضو من الأعضاء العسكريين لمجلس السيادة لفترة طويلة في جمهورية مصر. وكان هذا الضابط العظيم مع آخرين من المعارضين للإتفاق الإطاري الذي كان يرجي منه نهاية الأزمة السياسية وبداية الإنتقال الديمقراطي ومنع قيام الحرب بين الجيش و الدعم السريع.
مشهد أول:
مع تقدم المفاوضات وإتفاق أطراف العملية السياسية وهنا اقصد الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش السوداني و الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع و كتلة الحرية و التغيير بتسهيل من اللجنة الرباعية. بدأت تظهر ملامح التعثر وبالتحديد في ورقة الإصلاح العسكري التي أُتفق علي جزء كبير منها بين القادة الكبار، ولكن ظهر جناح من الجيش بقيادة العضو المذكور سابقا ليعيق هذة التفاهمات.
مشهد ثاني:
معلومات إستخباراتية تصل للفريق أول محمد حمدان بوجود قوات مصرية في مروي وهي تشكل تهديد له. مما حدي به الي إرسال قوات الي القاعدة العسكرية لتحييد هذة القوة بعد ممانعة قائد الجيش له. هنا قد يعتقد البعض أن إستخبارات الدعم السريع كشفت الأمر لإختراقها للجيش وهو أمر منطقي، ولكن ماذا لو أن هذة المعلومات مررت له لكي يتدخل عسكريا؟
مشهد ثالث:
خروج البرهان من القيادة العامة بعملية نوعية لم يكشف عنها حتي الآن، ولكن المريب هو توجه البرهان الي مصر حتي من قبل أن يستقر في مقره الجديد في بورتسودان. هل كان لمصر دور في هذة العملية؟
مشهد رابع:
في مشهد غريب يخطب البرهان في حاضرة ولاية الجزيرة بأن الولاية جاهزة بأكثر من أربعون الف مستنفر لتحرير الخرطوم مما حدا بالدعم السريع لمهاجمة الولاية التي سقطت بسهولة غير مبررة مما دعي قيادة الجيش الي فتح تحقيق لم تخرج نتيجته حتي الآن. لماذا دفع البرهان الدعم السريع للدخول الي ولاية الجزيرة؟
مشهد خامس:
ضربة جوية غير مسبوقة لقوات الدعم السريع في محيط جبل موية تؤدي الي قلب المعادلة العسكرية في ولايات وسط السودان. مما جعل حميدتي يخرج في تسجيل صوتي غاضب ليتهم الطيران المصري بالإسم.
مشهد سادس:
الإهتمام المصري بخزان جبل أوليا وتصريحات بعض المسؤولين المصرين حول تشغيل وسلامة الخزان و اخبار عن تنسيق مصري مع الدعم السريع حول هذة المسألة.
مشهد سابع:
إعلان أبي احمد رئيس وزراء إثيوبيا 🇪🇹 بإكتمال بناء سد النهضة و أن الإفتتاح سيكون في سبتمبر من هذا العام.
♦️ تقول تقارير أن كمية المياة التي وصلت مصر منذ إندلاع الحرب قد تساوي ٥٥ مليار متر مكعب من حصة السودان خلال فترة الحرب، وأن الدولة المصرية لم تقم بقفل الترع المائية منذ سبتمبر من العام الماضي للمرة الأولي بسبب توفر المياة.
بناءً علي ماسبق، يتضح الدور المصري البارز في التأثير علي العملية السياسية السودانية و الإستفادة المصرية الواضحة من الحرب الجارية في السودان، وخصوصا توقيتها حيث كانت في فترة توقع العديد من المتخصصين أن تكون من أسوأ الأعوام علي مصر من حيث نقص المياة بسبب سد النهضة.
إضافة الي ذلك أشارت تقارير غير رسمية الي تضاعف الذهب المهرب من السودان الي مصر الي ما يقارب الأربعة أضعاف.
يبقي السؤال، هل كان للمخابرات المصرية دور في إشعال الحرب؟ او إستمرارها؟ او منع توقفها؟
هل ساعدت المخابرات المصرية البرهان في الهروب؟
هل تعمد البرهان جر الدعم السريع الي ولايات الوسط ليفشل الموسم الزراعي لتذهب مياة السودان الي مصر. وعندما عدت الفترة الحرجة ساعدته مصر في إخراج الدعم السريع.
هل الدعم السريع نفسه متورط في العملية ام تم خداعه؟
و السؤال الأخير، هل ترغب مصر بصدق بإنهاء الحرب في السودان؟ وماهو الدور المصري في إفشال مفاوضات جدة و المنامة؟
ختاما:
يثير هذا المقال أسئلة أكثر من أن يطرحه أجوبة، هناك العديد من الأحداث التي مرت علينا من غير أن نتوقف فيها. والكثير من التفاصيل التي قد تكون غير مهمه لوحدها ولكن ربطها قد يخلق منها
المصدر: صحيفة الراكوبة