تتعزز مخاوف مهنيي الصيد البحري من “نجاح” خطة 14 بحارا، بينهم قاصر، في استغلال قارب صيد للهجرة إلى إسبانيا وطلب اللجوء، واحتمال اعتماد هذا التكتيك مستقبلا، مع ظهورهم مؤخرا في شريط فيديو يبرز نقلهم عبر طائرة خاصة.
وتقول مصادر مهنية إن هناك أنباء عن “ترحيل السلطات بجزر الكناري هؤلاء البحارة إلى العاصمة الإسبانية مدريد”، دون أن تظهر تفاصيل واضحة حول مسار هؤلاء “الحراكة البحارة” وما إن كان سيتم ترحيلهم إلى المغرب.
وقال حسن الجميلي، رئيس جمعية صوت البحار للصيد الساحلي للأقاليم الجنوبية بأكادير، إن “المهنيين بميناء أكادير يتداولون نبأ حصول هؤلاء البحارة على حق اللجوء من قبل السلطات الإسبانية”، مشددا على أن هذا الأمر غير مؤكد تماما في ظل غياب إعلان رسمي.
وأضاف الجميلي الذي كان مهنيا زميلا لهؤلاء البحارة، في تصريح لهسبريس، أن عوامل إقدامهم على استغلال مركب الصيد للهجرة “موضوعية”، مبرزا أن أجرتهم “الهزيلة”، التي لا تتجاوز 1500 درهم، لم يتلقونها من قبل مسير المركب لثلاثة أشهر.
وأورد المهني بقطاع الصيد البحري أن هذه الحادثة تلقي الضوء على “الأوضاع المأساوية التي يعيشها المهنيون، والتي تستدعي إعادة النظر، وبحث سبل تجويدها بما يحفظ كرامتهم”.
وأضاف الجميلي: “البحارة الذين أقدموا على خطوة الهجرة ليس لهم قنوات تواصل مع المهنيين بميناء أكادير، لكن فيديوهاتهم التي تظهر ترحيلهم عبر طائرة خاصة تجول بمواقع التواصل الاجتماعي”.
وطالب المتحدث بـ”إنصاف البحارة والمهنيين بالقطاع جميعا بما يحفظ كرامتهم عبر تطوير وتجويد ظروفهم المهنية”، محذرا من أن نجاح تكتيك “البحارة المهاجرين” سيضاعف مخاوف استغلال هذه الخطة من مهنيين آخرين.
من جهته، رفض فؤاد بوؤدينة، العضو في الرابطة الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء رابطة النقابات الحرة، فكرة الهجرة السرية عبر قوارب الصيد.
وقال بوؤدينة لهسبريس إن هذه الخطة مرفوضة تماما، ولا تعالج مشاكل المهنيين بشكل ناجع، على الرغم من أن مبررات البحارة كانت موضوعية من حيث “الظلم” الذي تعرضوا له من طرف صاحب المركب.
واستدرك المتحدث بأن الضرر الكبير هو إذا عمد مهنيون للقيام بالخطوة نفسها، حينها سيكون على عاتق مسيّري المراكب تحمل غالبية الخسائر المادية، معطيا المثال بالمركب الذي هاجر إلى الكناري والخسائر التي سيتكبدها مسيّره.
ولا تشير وسائل الإعلام الإسبانية، خاصة في جزر الكناري، إلى قبول طلب اللجوء الذي تأكد تقدم البحارة به، وأوضح بوؤدينة أن “الأنباء متواترة بالقطاع بين المهنيين عن وصولهم إلى مدريد، لكن لا شيء مؤكد حول قبول طلب اللجوء”.
ودعا بوؤدينة، في ختام تصريحه، إلى “الارتقاء بأوضاع المهنيين الذين يعانون ظروفا صعبة بسبب عوامل متعددة تستدعي تدخلا حكوميا لإنصافهم”، وفق تعبيره.
المصدر: هسبريس