قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن زيارة جاكوب زوما، الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، إلى المملكة تعد مكسبا مهما يعزز ما تحقق على صعيد القضية الوطنية الأولى.

واعتبر لشكر، الذي كان يتحدث أمام مناضلي الحزب بإقليم وزان خلال المؤتمر الإقليمي الثالث المنعقد تحت شعار “نحو التغيير المسؤول.. التزام تدبير تنمية مجالية”، أن نجاح المغرب في اختراق الموقف الجنوب إفريقي، عبر صوت إفريقي مؤثر وشخصية نضالية قادت مسيرة التحرير وعاصرت نيلسون مانديلا وتعرف المغرب جيدا، يمثل تحولا نوعيا، لا سيما أن زوما ينتمي إلى حزب سياسي تاريخي يتقاطع معنا في العضوية ضمن الأممية الاشتراكية.

وأضاف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن هذه المكاسب ترفع من سقف التطلعات، معبّرا عن أمله في أن يشهد نهاية العام الجاري طي هذا الملف، عبر إخراجه من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، مشددا على ضرورة أن تكون توصيات مجلس الأمن الدولي واضحة وحاسمة في تبني خيار الحكم الذاتي.

كما دعا لشكر إلى تحرك ملموس من الدول الإفريقية الداعمة لخيار الحكم الذاتي، من خلال تفعيل مسطرة طرد “صنيعة” جبهة البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، على اعتبار أنها كيان يفتقر إلى مقومات الدولة ولا يتوفر أدنى شروط الديمقراطية، لافتا إلى أن ما يسمى “الجمهورية الصحراوية” حركة تدار بنظام الحزب الواحد وتقصي التعددية والاختلاف داخل أرض جزائرية في وقت لا ينتخب فيه قادة هذه الحركة إلا بانتهاء عمرهم ووفاتهم.

وأكد الكاتب الأول لحزب “الوردة” أن القضية استنزفت الكثير من الشعب المغربي، آملا أن يشكل متم هذه السنة نهاية هذه القضية والتفرغ لاستحقاقات التنمية ومحاربة الفقر وتحقيق التقدم.

ونفى لشكر أن تكون الدينامية التي يشهدها الحزب لها علاقة بالاستحقاقات الانتخابية، مبرزا أن الاتحاد الاشتراكي دخل في مسار استراتيجي تنظيمي يتجاوز الانتخابات التي تظل مجرد محطة ضمن المهام المتعددة المنوطة بالحزب وأعضائه.

وأوضح المسؤول الحزبي أن “نحن كمغاربة كمونيين”، ولهذا تم اتخاذ قرار ربط المشاركة في المؤتمر الوطني بمشاركة الأجهزة التي تعقد مؤتمراتها الإقليمية، مؤكدا أن الأجهزة الشرعية للحزب منتشرة في أكثر من 50 إقليما، فيما يرتقب عقد حوالي 30 مؤتمرا إقليميا آخر، في أفق تحقيق تغطية شاملة لكافة أقاليم المملكة.

وأشار لشكر إلى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعد القوة الأولى على مستوى الانتخابات المهنية والتنظيمات القطاعية، حيث يتفوق على باقي الأحزاب، لاسيما أن هذه الانتخابات لا تخضع لتأثير المقدمين والشيوخ أو الرشوة الانتخابية، وفق تعبيره.

كما أكد المتحدث ذاته أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذراع النقابية للحزب، تعرف انتعاشة ملحوظة، حيث تُنظم مؤتمرات إقليمية بحجم المؤتمرات الحزبية.

من جانبه، أكد محمد غدان، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الدينامية التي يشهدها الحزب تُعد جوابا واضحا على متطلبات المرحلة، وتؤكد أن الاتحاد الاشتراكي حزب حي ومتجدد، لا يقتصر على المناضلين فقط، وإنما هو مفتوح أمام عموم المواطنين.

وفي ما يخص طموح الحزب خلال الاستحقاقات المقبلة، أوضح غدان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الطموح كبير؛ ويتمثل في “التموقع ضمن المراتب الثلاث الأولى، ولما لا بلوغ صدارة الانتخابات، إذا جرت هذه الأخيرة وفق ما يقتضيه القانون والأعراف الديمقراطية المعمول بها”.

أما عمار حمزة، الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بوزان، فأكد أن انعقاد المؤتمر الإقليمي الثالث للحزب يتم في ظروف خاصة، بعد فترة من الجمود التنظيمي على المستوى المحلي، وذلك في إطار جهود تهدف إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي استعدادا للمؤتمر الوطني المرتقب في شهر أكتوبر المقبل.

وأوضح حمزة أن هناك إرادة جماعية قوية وشغفا لاستعادة وهج الحزب وإحياء الدينامية التنظيمية، مبرزا أن “من لا تنظيم له، لا قوة له”، في إشارة إلى أهمية البنية التنظيمية في تعزيز حضور الحزب ومكانته.

المصدر: هسبريس

شاركها.